تقسيم حضرموت .. بين الوهم والحقيقة

25/ عاشت حضرموت لعصور طويلة وهي عبارة عن دولتين متصارعتين احياناً ومتصالحتين احيان اخرى، تتمدد احداهما على حساب الاخرى والعكس وهكذا دواليك ولمئات السنين، ولكل دولة جواز سفر مستقل عن الدولة الاخرى لايشبهه في شيء حتى في لونه. ظلت الدولة الكثيرية والقعيطية لقرون وهي تتقاسم حضرموت ادارياً دون ان تمس جوهر، حضرموت في شيء، فكانت حضرمت كما هي بشطريها الكثيري والقعيطي بحضرموت واحدة وموزعة ادارياً على الدولتين. ذهبت هذه الدول وبقيت حضرموت لم يمسسها سوء ولن يمسسها طالما وهي من هي ذات الحسب والتاريخ الغائر في الزمان. مؤخراً تم الحديث عن توزيع اداري عادل لحضرموت ، توزيع يضمن المساواة في الحقوق والواجبات ويتقاسم فيه الاخوة كسرة الخبز بالتساوي فالعدل اساس الحكم، فظهرت اصوات كثيرة رافضة الفكرة او حتى نقاشها وتطالب بعدم نقاشها او الخوض فيها وكانها الذات الالاهية التي لاتمس.. على رسلكم ياقوم اوليس في حضرموت بنك مركزي في المكلا وبنك مركزي في سيؤن.. مدير عام تربية للوادي ومدير عام تربية للساحل، فرع لكل مكاتب الوزارات في كلاً من الوادي والساحل فما الضير من وجود محافظ في الوادي ومحافظ في الساحل.. وانظروا للمحافظ الحالي وحتى من قبله كم مره جلس في الوادي لادارة شؤونة؟؟ بل على العكس تماماً يمارس الساحل سطوته على الوادي وكان اليتيم على موائد اللئام.. تمنينا ان نسمع اصواتكم عالية عندما تم مساواة وادي وصحراء حضرموت بمديرية الديس الشرقية والتي حضيت بنفس حصة الوادي من السيارات الخاصة بالامن والمقدمة من التحالف وعددها 220 عربه كان نصيب الوادي منها 8 في حين كان الباقي كله للساحل!! اما فيكم رجل رشيد يقول للخطأ خطأ ويتوجه بخطاباته النارية لمن يمارس الظلم لا للمظلوم الذي يطالب بانصافه. ثم أن احداً لم يتكلم عن تقسيم حضرموت، اما الكلام عن توزيع حضرموت ادارياً فهو خاصل، منذ زمن وواقع معاش، الحديث كل الحديث عن تقسيم حقوقها بالتساوي، اوكلما تكلم متكلم عن المطالبة بالانصاف والمساواة رفعوا عقيرتهم وصاحوا باعلا اصواتهم لا لتقسيم حضرموت! من يسعى لتقسيم حضرموت هو من يحبس عنها حصتها من عائدات النفط والتي يفترض ان تحول حال وصولها لا ان تبقى في المكلا لتصرف تكرماً ورحمه للوادي، مؤخراً تشير الارقام الواردة من وزارة المالية ان حضرموت قد استلمت 227 مليون دولار! يفترض ان تكون حصة الوادي منها النصف اي 113 مليون ونصف، وصل منها 20 مليون فقط وكان نتاجها عشرات المشاريع في التعليم والصحة والطرقات.. فكيف لو حول كامل المبلغ. واليوم لا يوجد اي حديث عن تقسيم حضرموت اطلاقاً ، رغم ان الامر ضروري لتسهيل ادارة المحافظة مترامية الاطراف الا ان احداً لا يريد ان يتحول الصراع من صراع حقوق الى صراعات وهمية ومعارك زائفة الغرض منها بقاء الظلم على ماهو عليه وعلى "الظالم " اللجوء للشوارع.. او اقضوا على مشاريعنا التي ترونها شيطانية وصرفوا ما للوادي من حقوق حتى تبطلوا ما قد يكون عذراً لمن يريد تقسيم حضرموت حسب زعمكم. نريد لحضرموت ان تكون موحدة بالعدل واحدة بالمساواة وإلا فانتظروا اعلان سيؤن عاصمة محافظة حضرموت الوادي وما ذلك على المظلوم ببعيد..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص