الاتفاق والتوافق أساس استمرارية الحياة الأسرية والمجتمعية

بقلم / الاستاذ. يعقوب بن مسلّم

 

إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي، هذا منطق العقلاء، أما إن لم تكن معي فأنت ضدي!! فهذا المنطق مرفوض أخلاقيا وإنسانياً.

 

طبيعتنا كبشر مختلفون لحكمة، «ولو شاء ربُك لجعل الناس أُمة واحِدة ولا يزالُون مُختلِفِين».

 

نختلف لاختلاف الأفهام، وتباين العقول، وتمايز مستويات التفكير، الأمر طبيعي جداً، طريقة التفكير والمبادئ التي تشكل شخصية الإنسان تختلف من فرد لآخر هذا واقع.

 

الاختلاف سنة كونية اقتضتها الحكمة الإلهية، ومن غير الطبيعي أن يولد اختلافنا في الرأي الكراهية والحقد الذي لا داعي منه،، بل لابد في الامور العامة المجتمعية والأسرية ، لابد من الاتفاق بالتوافق لتمشي الحياة ولا تتوقف .

 

ولنعلم اننا لن نكون في اتفاق دائم الا بالتوافق ، فقد نتفق أحيانا ونختلف أحيانا، لكن لابد أن نتفق وليكن شعارنا التوافق .

 

 البعض يصر على فرض آرائه على الآخرين ويستميت عليها، فليعلم أمثال هؤلاء أن الحياة معهم وبينهم ليست حياة تعايش وتقارب وتآلف، ولكنها حياة سيعتريها التشظي والفشل والتنازع بينهم، أما مع المجتمع إذا كان الاصرار برأيه ، فلن يستطيع إلاّ بقوته وجبروته وسلطته ولاشك أن هذه الوسائل ستزول واذا زالت انتهى سلطانه ، وفكرته ستنتهي ، أما إذا عاش مع أسرته مجتمعه وبمكوناته، متعايشا متوافقا لما يخدمهم ، لا شك أن الأفكار المتوافق عليها سيحملها الأغلب وستبقى .

 

أليس من الأفضل الأخذ بأكثر من رأي ليُستفاد من وجهات النظر الكثيرة المختلفة.

 

نحتاج إلى تعلم ثقافة الاختلاف لا الخلاف، فليس كل ما يُعجبنا بالضرورة يُعجب الآخرين.

 

رحم الله الشافعي حين قال: «كلامي صواب يحتمل الخطأ وكلام خصمي خطأ يحتمل الصواب».. فلكلٍ وجهة نظر من الواجب احترامها.

 

الفاروق رضي الله عنه وأرضاه رحب بعرض وجهات النظر وحث عليها بقوله: «لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها».

 

الآراء الأخرى تمثل أفكارا وتجارب أخرى.

 

التعدد في وجهات النظر يساهم في تصحيح الآراء الخاطئة إذا كان الطرح واقعيا وشاملا.

 

ثقافة أدب الاختلاف واضحة في سيرة رسولنا محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يؤمن بثقافة الاختلاف، والتي هي مناقضة لثقافة الخلاف، حيث إنه عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم كان يشاور أصحابه، ونساءه، ويستشيرهم، ويأخذ بآرائهم ومقترحاتهم.

 

 فلماذا لا نحترم رأي الآخرين، ونتحاور حواراً حضارياً إيجابياً يهدف لصالح الاسرة والمجتمع وتماسكه، بعيدا عن التعصب والاستبداد بالرأي، وفيما نحمله من فكره من خلال المكونات والاحزاب فليكن شعارنا التنافس في تقديم ما يخدم مجتمعاتنا ولابد أن نفرح بالإنجاز والنجاح ، أما من تم تعيينه لخدمة مجتمعة من خلال المؤسسات الرسمية والأهلية ،فلابد من ادارتها بالعمل المؤسسي والتوافق عند الاختلاف ، والوصول الى التوافق عند الاختلاف لا بد من تنازل الطرفين أو أحدهما .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص