اللهم إني كنت مستهين به فتبت .

إلى قبل أمس كنت واحد من الذين لا يأبهون لمرض كورونا وشدة خطورته .

أمس بالتحديد كنا في اجتماع مع مدير مكتب وزارة الصحة بساحل حضرموت الدكتور رياض الجريري ونظيره مدير الصحة بالوادي الدكتور هاني العمودي .

استمعنا منهما كمختصين عن هذا الوباء ومستوى الجاهزية في مرافقنا الصحية - لا قدر الله ووصل هذا المرض بلادنا - .

واليوم كنا مع الدكتور عبدالقادر بايزيد وحاول أن يشرح لنا بطريقة أكثر تفصيلاً عن صور انتشار الوباء ومدى خطورته وكيف أن هذا الفيروس استطاع أن يركع أكبر دول العالم الأول ويخرج منظومتها الصحية عن الجاهزية وجعلها تقف كقزم صغير أمام أهوال هذا البلاء . صراحة وبعد سماعي لكل ذلك بدأت أستشعر الخطورة خصوصاً وأنا أقارن قدرات وإمكانيات بلادنا وسلطاتنا مع قدرات وامكانيات وسلطات تلك الدول الكبرى من قبيل فرنسا إيطاليا ....الخ .

أكد لنا الدكاترة الكرام بأن المسئولية تكاملية وأن المجتمع مطلوب منه حماية نفسه أولاً وأن إمكانيات الدولة الحالية لا قدر الله وحدث المكروه فإنها ستكون عاااااجزة فوق أنها الآن وفي ظل الظروف الطبيعية بالكاد تحقق المراد في خدمة السكان .

عرفونا بأن شخص واحد ممكن أن يبيد مدينة كاملة ويجعلها منكوبة عن بكرة ابيها .

وقص علينا الدكتور بايزيد قصة أول حالة إصابة سببت نكبة كوريا بأكملها. إمرأة مصابة دخلت الكنيسة ثم ركبت المواصلات العامة ثم حضرت حفل زواج وصافحت الكثير ولمست بيدها أشياء كثير في أماكن كثيرة وتنفست وكحت هنا وهناك وبعد ذلك كانت النتائج آلاف المصابين ونكبة وطن بأكمله . يا أهلنا في حضرموت وفي كل مكان . خذوا حذركم يكفي استهتار واستهانة ولا مبالاة فيكفينا الذي فينا .

لا حفلات يعني لا حفلات . لا تجمعات يعني لا تجمعات . لا صلوات جماعة يعني لا صلوات جماعة . الزموا بيوتكم قدر الإمكان ولا تخرجوا الا لخاجة ماسة وتجنبوا الازدحام ، وعلى السلطة أن تتدخل ولو لزم الأمر استخدام القوة والضرب والحبس فليكن .

شخص مستهتر ومهمل واحد يكفي أن يدمر حياة شعب كامل ويحول معيشته إلى جحيم . مثل فأر حينما أباد حضارة . تخيلوا أنكم في مدينة لا يوجد في مستشفياتها غير عدد أصابع اليد الواحدة من اجهزة تنفس الإصطناعي فلو ظهرت عشر حالات فقط حتى ولو مشتبه فيها فحينها ستبدأ الكارثة تتكشف وتتعرى بشاعتها وبكل أشاكلها وصورها وستسمعون عويل الإمهات ونياح الزوجات وصياح الأطفال ولا مجيب غير الله وحده . ونعم بالله .

يا أئمة ومسؤلي المساجد ياقدوة المجتمع وخيرته ابدأوا أنتم فأغلقوا المساجد وبذلك ستعطون رسالة قوية لعامة الناس تجعلهم يستشعرون مستوى الخطورة وأهمية الأمر . لا تستهروا بارواح الناس بعد كل التحذيرات من المختصين والقرارات من المسؤولين ومن حصلت حالة بسبب أهماله للتوصيات وعدم تنفيذه للقرارات في مسجده أو قاعة أفراحه أو متجره ومقهايته أو معسكره أو سوقه فسيكون شريك في الجريمة أمام الله أولاً ثم أمام القانون ثانياً .

والله نسأل أن يجنبنا الأمراض والأسقام والآفات والفتن ماظهر منها وما بطن . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص