متى يكذب السياسي ويخون ويخادع ويضلل..

السياسي الحقيقي : لا يكذب ، لا يخون ، لا يخدع ، لا يُضلل .
أما غاليبة من ابتلانا الله بهم في واقع مجتمعاتنا وشكلوا لدينا صورة السياسي : فهم يكذبون على شعوبهم ، يخونون أهلهم ، يخادعون الناس من حولهم ، ويضللون عن الحقائق .
أهم شئ عندهم أنهم : لا يكذبون على أسيادهم . ولا يخونون أولياء نعمتهم ، ولا يخادعون من رفعهم فوق غيرهم ، ولا يضللون الحقائق على صاحب الفضل عليهم .
لأنهم يدركون بأنهم لو كذبوا أو خانوا أو ضللوا على أسيادهم فسيستبدلونهم بغيرهم ويرمونهم في الشوارع لا قيمة ولا وزن لهم .
إذاً ماهو الحل ؟ .
كما قد قيل قديماً "إذا عرف السبب بطل العجب "
والحل يكمن في أن على الشعب أن يصنع سياسييه بنفسه ولا ينتظر حتى يصنعهم له غيره . والأهم من ذلك كله أنه لا يترك من قد صنعهم بعد أن يصنعهم نهباً لغيره من هوامير السياسة وأصحاب النفوذ الكبير . فعلى الشعب مثلما يصنع سياسييه وقيادييه أن يكون قادراً على خلعهم ونبذهم ورفضهم متى ما أراد ذلك ، خصوصاً حينما يحس الشعب بأن هذا السياسي أو ذاك قد خرج عن سيطرته وأصبح يخدم أجنداته الشخصية أو أجندات جهات أخرى ربما استحوذت عليه بطريقة أو بأخرى في وقت لاحق مقابل مغريات أو غيرها . فمتى ما أدرك هذا السياسي بأن الفضل الأول والأخير في إبرازه وصناعته - بعد فضل الله تعالى - يرجع لهذا الشعب فقط ، وأن هذا الشعب قادر على أن يخلعه وينهي مستقبله السياسي متى ما قرر ذلك ، حينها تأكدوا أن هذا السياسي سيكون سياسياً حقيقياً : لا يكذب ، لا يخون ، لا يخدع ، لا يُضلل شعبه .
وهذا ما أردنا إثباته لكم ، وهذا ما تنتجه الديمقراطية الحقيقة . لذلك تجد أن الطغاة لا يسمحون بنشوء أية صورة من صور الديمقراطية الحقيقة وازدهارها بين الناس ، كما أنهم لا يسمحون للشعوب أن تصنع قياداتها من ميادين النضال ومن وسط الجماهير . فكلما تحرك الناس وبدأوا يلتفون فيما بينهم ارسل الظلمة من يعكر صفو أي تحرك حقيقي شعبي وإجهاضه في مهده تحت مبررات كثيرة .
والمطلوب هو استمرار النضال حتى يتمكن الشعب من الأخذ بزمام المبادرة وصناعة سياسييه وقادته الحقيقيين بنفسه ووضع آلية تضمن محاسبتهم ونبذهم متى ما أراد الشعب ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص