عيدروس ياعيدروس .. ماهكذا تورد الأبل ...

لطالما سألت عنك بعض من يعرفك من قيادات الإنتقالي ممن تربطني بهم صداقة أو علاقة . وقد كنت شغوفاً بمعرفة المزيد عن شخصيتك كونك الوحيد تقريباً من قيادة المجلس الانتقالي الذي لا توجد لدي أية تصورات مسبقة عنه . وكانوا يصفونك بكثير من الصفات الشخصية الجيدة ، على مستوى الإلتزام الديني والأخلاقي وأدب التعامل مع الآخرين ونظافة اليد واللسان .
وهذا ما كان يبدو لي في تعاطيك مع وسائل الإعلام المختلفة بغض النظر عن اختلافنا سياسياً .
لكن .
وماذا بعد لكن ؟!
وياليت لكن لم تكن وكانت سواء لكن من الكلمات " أحسنت يافتى ".!!!
لكنك هذه المرة سقطت سقوطاً لاقيام بعده ، ولا يرجى لذي علة منه شفاء .
سقوط الفتى في حفرة لاقاع فيها ، ومن يطيح بها ينعى وتقرأ عليه الفواتح .
سقطت ياعيدروس سقوطاً مروعاً ومؤسفاً جداً .
كيف لا . وقد باركت وأبديت استعدادك للقبول بالتطببع مع الكيان الصهيوني الغاصب المسمى بـ ( إسرائيل ) .
وبصفتك من تعلن هذا الموقف ؟؟!!"
فلا أدري هل هو قرار اتخذ بعناية أم بوصاية داخل مجلسكم الإنتقالي الجنوبي ؟!
أم هو نزق شخصي منك وضعف خبرة سياسية جرتك لها جهالة بأبجديات التعامل الحصيف مع موقف إعلامي كهذا الذي وضعك أمامه اعلامي قناة فضائية ، وجدت نفسك وقد علقت في شراكه كما تعلق ذبابة فوق شبكة خيوط العنكبوت. كلما حاولت أن تتفلت منها التفت عليها أكثر .
وفي كل الأحوال هو خطأ يرقى وبكل وضوح إلى أن يكون خطيئة لا تغتفر إلا بالتوبة النصوح ومن علاماتها اعتزال العمل السياسي للأبد.
لقد وضعت نفسك ومحبيك وأنصارك في موقف لا يُحسد عليه أحد . وقدمت لخصومك وجبة كاملة الدسم وجريمة مكتملة الأركان .
وعلينا أن نقولها وبكل فصاحة ووضوح بأن التطبيع مع ( إسرائيل ) خط أحمر لايمكن أن يقبل به أي شخص حر فضلاً أن يكون عربي فكيف بمن يدعي بأنه جنوب عربي ؟! .
كلمة كهذه وتصريح كهذا يخفي خلفه أموراً غاية في الخطورة ، لعل أقلها خطراً هو المصير السيئ الذي ينتظر ما تنشدونه من قيام دولة لازالت مجرد حلم لم تكتمل ملامح صورته بعد ، قبل ان تشوشها بتصريحك هذا . فلا زالت ذكريات الأجيال في الجنوب غضة طريئة تحكي بعضاً من فصول المراهقة السياسية الطائشة التي قذفت بالجنوب ذات مشاريع انفعالية خارج اطار الواقع والمنطق والعرف والعقل والمعتقد والثقافة والموروث والنضج والمسؤولية ذات يوم ، وجلبت للمنطقة برمتها كيان معادٍ مرفوض ومنبوذ .
وها أنت اليوم تكرر نفس ما وقع فيه رفاق جنوب الأمس وكأننا ما قرأنا ومافهمنا وما عقلنا .
من الاتحاد السوفييتي واديولوجيته المصادمة للإنسان والجغرافيا والثقافة والدين بالأمس إلى الكيان الصهيوني الأكثر مصادمة اليوم لكل ماسبق وحتى للفطرة القويمة والعقول السليمة .
أي مصير ينتظرك أيها الجنوب المسكين في حال تمكن منك هؤلاء مرة أخرى؟؟.
وأية لعنة ظلت تطاردك ؟؟!! .
الأوطان ليست حقول تجارب أيها السادة الكرام . ولا هي أمتعة وأغراض تباع على قارعة الشارع في سوق نخاسة السياسة الدولية لكل من قدم عرض مغري مقابل فرصة حكم وزعامة وهمية تنتهي بلعنة شعب تطارد صاحبها أبد الآبدين. فاعتبروا يا أولي الأبصار لعلكم تفلحون .
#لا_للتطبيع_مع_الصهاينة

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص