إقليم حضرموت..

قبل اسبوع مضى وجّه الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري رئيس مرجعية حلف قبائل حضرموت الوادي والصحراء خطاباً لفخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي يطالبه بسرعة اعلان إقليم حضرموت بشكلٍ عاجل عبر اعلان دستوري أو بأي صيغة قانونية مناسبة.
نحن نعرف جميعاً أن محافظات حضرموت وشبوه والمهرة وارخبيل سقطرى تشكل جميعها إقليم حضرموت وهو احد الأقاليم الستة لمشروع اليمن الاتحادي الذي تم اقراره في مؤتمر الحوار الوطني قبل انقلاب 21 سبتمبر 2014 الذي قادته المليشيات الحوثية وداعميها وسيطرتهم على العاصمة صنعاء، وبالتالي تم تأجيل تنفيذ مخرجات الحوار طوال هذه الفترة العصيبة وقد توقع الكثير من المحللين السياسيين أن يتم الإعلان الفوري لبعض الأقاليم في المناطق المحررة على الرغم أن الدستور المتفق عليه لم يعرض للاستفتاء الشعبي بسبب حالة الحرب التي تعيشها البلاد وبالتالي كان بالإمكان إيجاد مخارج قانونية مؤقتة لتجاوز هذه المعضلة كإعلان دستوري على سبيل المثال أوما شابهه كما أشار الى ذلك رئيس المرجعية الحضرمية،
وقد رحبت الكثير من شرائح المجتمع الحضرمي بهذا الطلب إدراكا منها للمخاطر المحدقة ولما يمثله من أهمية كبرى في دعم الاستقرار والتنمية والسلام لمحافظات الإقليم بدرجة أساسية ثم لبقية محافظات الجمهورية، وفي الوقت نفسه يقطع الطريق على المتربصين بالوطن شراً من المرتبطين بأجندات الطامعين في ارضه وبحاره وموانئه وجزره،
ولذا فانه من الأهمية بمكان الإسراع في التوجيه بتنفيذه ليصبح أمراً واقعاً لأنه سيعجل بخروجنا من سنوات التيه التي فرضت علينا وستشع انوار الأمل المنشود بوطن آمن وحياة كريمة بعد الانعتاق من أنظمة مركزية استبدادية لم تكن ترى الا حواليها حتى أوصلت البلاد والعباد الى مهاوي الردى والتخلف بكل انواعه،
وحتى تضع الحرب اوزارها في المحافظات الاخرى سيكون إقليم حضرموت تجربة فريدة ونموذج يحتذى لما تمتلكه الثقافة الحضرمية من تميز عُرفت به منذ قديم الزمن ومن خلال رجالها (صناع الحياة) شريطة اختيار الكفاءات الفاعلة والمؤهلة بعلمها وثقافتها واستقامتها،
وقد يقول قائل أن طلب المرجعية لا يمثل الا محافظة حضرموت فما هو موقف بقية المحافظات فنقول ابتداءً كل المحافظات وقواها السياسية لا يوجد لديهم اعتراض على الهدف والمضمون وان وجدت تحفظات فهي على بعض الرتوش ليس الا وكلها قابلة للتفاهم ولتجاوزها خدمة للصالح العام،
أما الأصوات العالية والمرتفعة وبالذات ممن أشرنا إليهم انهم ضمن اجندات أخرى فلن يعجبهم العجب وهم في حضرموت قبل غيرها فقد تعالت أصواتهم وكتاباتهم بعد خطاب المرجعية بالإساءات المعروفة التي تجاوزت في مفرداتها حدود الأدب وعدم تقبل الراي والراي الآخر،
عموما كما يقول المثل الكره في مرمى الرئيس وهو يدرك حجم الاخطار المحدقة وقد قالت العرب في امثالها (ما لا يدرك كُلّه لا يترك جُلّه) وقطعاً لديه من الحلول والمخارج التي ممكن أن نصل بها الى بر الأمان للوطن كله ولإقليم حضرموت على وجه الخصوص.
خاتمة شعرية
للشاعر حسين المحضار:
اللـه بنصره معاك اعطاك السكينة
رغم الخطر والسفر وأيامه المحينة
من عـــزه الله من با يقـدر يهينه
دع عنك اهــل السبب ما قالوه بهتان
للبحر أهوال قد نحن عارفينه
كم فيه ندخل ونرجع من حيث جينا
طال السفر طوّلت وامتدّت سنينه
كلما استمر الزِيَبْ جاء عاكر وطوفان

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص