محطات من الوعي بالقضية الفلسطينية

 

ونحن نتابع اخبار فلسطين الحبيبة ويوميات معركة (طوفان الأقصى) التي أعلنتها كتائب الشهيد عزالدين القسام في السابع من أكتوبر الماضي، عادت بي الذاكرة الى قبل 23 عام وتحديدا في 28 سبتمبر من العام 2000م مع انطلاقة الانتفاضة الثانية والتي سميت بانتفاضة الأقصى على خلفية اقتحام المجرم (شارون) مع حراسته لتدنيس باحة المسجد الأقصى الشريف الأمر الذي أدى إلى اندلاع الانتفاضة في كل فلسطين وعم الغضب العالمين العربي والاسلامي، وكان الشهيد الطفل (محمد الدرة) هو أيقونة تلك الانتفاضة.

في ذلك الوقت تفتق الوعي الشخصي لكاتب السطور بالقضية الفلسطينية، حيث كانت الأنشطة الجماهيرية والتوعوية التي تقيمها جمعية الأقصى فرع عدن باقية آثارها حتى اليوم، وتمثلت في المسيرات والمهرجانات و المحاضرات و جمع التبرعات والتوعية الإعلامية بالخطر المحدق بالمسجد الأقصى ومخططات الصهاينة لهدمه.

تلك التحركات الداعمة للقضية الفلسطينية التي كانت تلقى ترحابا شعبيا كبيرا، الا من قلة تدعي التدين كانت تحرم الجهاد تحت راية (حماس) أو التضامن معها بحجة الحزبية تارة وتحالفها مع الرافضة تارة أخرى، وكشفت الأحداث الأخيرة أن تلك الجماعة ترعى التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب بكل صفاقة وخيانة للدم المسلم.

لازلت اذكر طيب الذكر المرحوم الشيخ عارف الجرو مدير جمعية الأقصى بعدن ونشاطه الدؤوب خدمة للقضية، والمهرجانات التي كانت تقام في كليات جامعة عدن والخطب المؤثرة لرئيس الجمعية الشيخ حسين يعقوب حفظه الله، والشهيدين صالح حليس وشوقي كمادي وغيرهم الكثير ممن لا يتسع المجال لذكرهم، كانت تلك الجهود التي أحيت روح التضامن العربية والإسلامية مع الأشقاء في فلسطين والتوعية بأبعاد القضية والمخاطر التي تحدق بها.

كانت الاناشيد التي تنتجها فرقة الوعد الإسلامية تواكب الأحداث وتوثق تضحيات الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة لحظة بلحظة.

وتشكل في تلك الفترة الوعي السياسي بعد فوز حماس في انتخابات 2006م ودخولها المعترك السياسي بعد حصولها الأغلبية، وقبلها اغتيال رئيس الحركة الشهيد الشيخ احمد ياسين في عام 2004 أثناء ذهابه لصلاة الفجر في المسجد، واغتيال الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي بعده بأقل من شهر، وفي نفس العام اغتيال الرئيس ياسر عرفات بعد حصاره في مقر إقامته لمدة عامين، وصولا إلى حرب غزة الاولى في عام 2008م بعد سيطرة حماس على القطاع، وحرب 2012م، 2014م،2019م،2021م،2022م،وصولا إلى معركة طوفان الأقصى 2023م، ومارافقتها من مواقف، و متغيرات، وآلام، ومؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية بما عرف ب(صفقة القرن) وغيرها من المحاولات التي ستبوء جميعها بالفشل بإذن الله اولا ثم ببسالة المقاومة البطلة والوعي الشعبي العربي والإسلامي والعالمي الغير مسبوق.

(والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون)

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص