مابين الايمان الابراهيمي والديانة الابراهيمية

الايمان الابراهيمي يعني السعي للوصول لدرجة اليقين التي وصل اليها نبي الله ابراهيم او مقاربتها وحسبك السعي اليها حين قال تعالى عن ذلك (أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) فلايزال حادي الايمان يدعو المؤمن الى استمرار السعي لحصول المزيد من الايمان وبلوغ مرحلة الاطمئنان فيه ولذلك ندب الاسلام المؤمن على استمرار النظر في ملكوت الله ودوام التدبر في آياته سعيا لبلوغ تلك المنزلة الايمانية ومقاربة مقاماته الكمالية المستقرة ودرء شوائب التشكيك التي قد تعكر صفاءه او تلوث شفافيته مقام إبراهيمي يستقي الايمان من أبسط مفردة في الكون ومن ثم يجعله يواجه كل أهوال الكون ويحطم كل المقاييس ويتجاوز سائر الاعتبارات البشرية فيمنحه تجشم مكابدة الوقوع بين ألسنة النار وفي غمرة لهيبها كما يهون عليه التضحية بأحب الناس إليه وأقربهم إلى نفسه وهو ولده الذبيح عليهما السلام
وهذا ماتجسدة فكرة المقاومة ضد العدو الصهيوني وداعموه فرجال المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس فهي تجسد التضحية في قمة صورها باغلى مالديهم من رجال وأطفال ونساء في سبيل المشي لتلبية أمر الله تعالى في الجهاد من أجل الوطن والعقيدة

وفي المقابل
فمعلوم سلفا أن الدين الابراهيمي هو دين الاسلام مصداقا لصريح القرآن الكريم
لكني اقصد هنا ما اصطلح على تسميته وفق السيرورة التداولية في عصرنا الراهن بالديانة الابراهيمية التي انبثقت في اشتقاقها من نبي الله ابراهيم عليه السلام باعتباره ابا الانبياء ومصدر الديانات الثلاث ومنزع تلك التسمية والايقونة السائرة هو التسوية بين تلك الاديان وهي ماتعني ضمنا التشكيك بمضامين القران الكريم التي جاءت بالنص الصريح الواضح الذي لايحتمل التاويل او التعسف بان الدين عند الله الاسلام مما يجعل من تلك النحلة الجديدة نزعة تشكيك للايمان وزعزعة يقينياته واهتزاز ثوابته وهو مايختلف عن الايمان الابراهيمي الذي جاء يدعو لبلوغ منزلة الاطمئنان واليقين الثابت بالمسلمات الايمانية
ورمزية نبي الله ابراهيم عليه السلام واختياره لتلك النحلة الجديدة القديمة ليس اعتباطا وانما لصلته التاريخية بالحرمين الشريفين بيت الله الحرام والمسجد الاقصى وهو مايعني ان تلك النحلة الجديدة تحمل في مضامينها نفي احقية المسلمين بتلك البقاع المقدسة وعدم شرعية وجودهم فيها ومشاركة الملل الأخرى فيها وهو مايعني ضمنا نفي شرعية الدفاع عن تلك المقدسات وعدم أحقية ذلك المسلك ومجانبة ذلك لدين إبراهيم في زعم أدعياء الديانة الابراهيمية وهو من ذلك - عليه السلام - براء

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص