حضرموت .. الثروة والإنسان

محافظة حضرموت توجد في الشرق من الجمهورية اليمنية، وتشكل 36٪ من إجمالي مساحتها. تتألف المحافظة من(28) مديرية، وعاصمتها مدينة المكلا. تحدها المملكة العربية السعودية من الشمال، وتمتد إلى سواحل بحر العرب من الجنوب.

وتحدها محافظتا مأرب والجوف من الشمال الغربي، وتجاورها محافظة المهرة من الشرق، ومحافظة شبوة من الغرب بحدود(794) كلم.

تغطي محافظة حضرموت مساحة تبلغ حوالي 193،032 كيلومتر مربع وتعد أكبر محافظات الجمهورية، مانسبتة(52%)من اجمالي مساحة اليمن تعيش فيها مجتمعات مهاجرة من شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي وجنوب شرق آسيا.ويُقدر عدد سكانها حوالي 1،500،000 نسمة.

ويُعتبر ميناء المكلا واحدًا من أهم الموانئ في الجمهورية اليمنية، ويعتبر مطار المكلا وسيؤن من المطارات الهامة في البلاد. و تعتبر الزراعة والاصطياد السمكي والثروة الحيوانية من أهم الأنشطة التي يمارسها سكان المحافظة، حيث تساهم بنسبة كبيرة في الإنتاج الزراعي العام للجمهورية.

يصل إنتاج المحاصيل الزراعية في المحافظة إلى( 5.8٪ )من الإنتاج الزراعي الكلي، وتشمل هذه المحاصيل الأهم التمور والحبوب والمحاصيل النقدية.

و يعد قطاع الأسماك مصدرًا أساسيًا للاقتصاد المحلي في المحافظة، حيث تمتاز المحافظة بشريط ساحلي طويل يمتد على ساحل البحر العربي يبلغ طولة (450)كلم ، وتتوفر فيها أسماك وأحياء بحرية متنوعة.

ويعتبر هذا القطاع الهام مصدرًا رئيسيًا للدخل والتوظيف لسكان المحافظة وتعزز من ازدهار المجتمع المحلي وتوفر فرص عيش مستدامة لسكان المحافظة.

وتحتضن أراضي المحافظة أيضًا بعض الثروات المعدنية، بما في ذلك حقول النفط وموارد معدنية قيمة كالذهب. يعتبر وجود هذه الموارد المعدنية فرصة هامة لتعزيز الاقتصاد المحلي وتنمية المحافظة.

وتاريخ حضرموت يشهد على دورها البارز كمركز تجاري عالمي في العصور القديمة.حيث كان الحضارم يتاجرون في منتجات المنطقة القيمة مثل البخور واللبان ونبات المر والتوابل. وكانت هذه المنتجات تعتبر من أفضل المنتجات المصدرة ، وكانت تحظى بشعبية كبيرة بين الشعوب القديمة مثل المصريين والفينيقيين والبابليين والإغريق.

وأقامت حضرموت علاقات تجارية قوية مع هذه الثقافات المتقدمة، حيث كانت تنطوي على تبادل السلع والمنتجات القيمة.

وتمتاز قوافل التجارة الحضرمية بأهميتها الكبيرة في تعزيز العلاقات التجارية مع هذه الشعوب وتعزيز التواصل الثقافي والاقتصادي.

فحضرموت نموذج في التعايش مع الآخرين. ويتطلب الواقع اليوم اصطفاف كل أهلها لتنال حضرموت مكانتها وكامل حقوقها ومواجهة جميع التحديات وتحقيق النهوض المستقبلي ,فالعمل المشترك والتعاون بين جميع الأطراف بالمحافظة سيكون له الأثر الكبير لتحقيق الاستقرار الشامل والتنمية المستدامة المنشودة.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص