اليمن: «نفط حضرموت» في خضم «التصعيد» والسلطة المحلية تلتزم «بمعالجة الاختلالات» و«الحلف» ماضٍ في «المشاركة الميدانية».

في محاولة لامتصاص الاحتقان، الذي تشهده المحافظة الأكبر مساحة والأغنى نفطًا في اليمن، أصدرت السلطة المحلية في حضرموت (شرق)، بيانًا أكدت فيه التزامها بمبدأ الشفافية ووقوفها مع "مطالب أبناء حضرموت".

في الأثناء، يستمر "حلف قبائل حضرموت" فيما يسميه "المشاركة الميدانية"، واستمرار تلقي بيانات تأييد القبائل، وذلك على طريق تنفيذ تهديده "بوضع اليد على الأرض والثروة "، منذ مساء الجمعة، عقب انتهاء المهلة التي منحها للحكومة دون تنفيذ مطالبه التي تضمنها بيان الأربعاء.
فيما أكد مؤتمر حضرموت الجامع، وهو مكون سياسي يرأسه رئيس حلف قبائل حضرموت، رفضه لما اعتبرها "الحلول الترقيعية"، في أول تعليق صادر عن المكونين بشأن بيان السلطة المحلية في حضرموت؛ التي تشهد احتقانًا سياسيًا وتوترًا على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية.
وتصدّر "الحلف" المطالبة بنصيب المحافظة من الصادرات النفطية، ومشاركة مؤتمر حضرموت الجامع ممثلًا للمحافظة في مفاوضات التسوية اليمنية المقبلة، بالإضافة إلى مطالب تتعلق بالأوضاع المعيشية كالتعليم والكهرباء.
ويعلن على "فيسبوك"، منذ الجمعة، استمرار تلقيه بيانات التأييد من قبائل حضرمية بموازاة استمرار انتشار مسلحيه ميدانيًا عقب انتهاء المهلة، التي منحها للحكومة لتنفيذ ما ورد في بيانه، الأربعاء.
وأصدرت السلطة المحلية في حضرموت، أمس الإثنين، بيانًا جددت فيه الدعوة "لتقبل أي رأي أو مشورة مبنية على أسس ودراسات من شأنها المساهمة في تحسين الأوضاع وخدمة الصالح العام لأبناء حضرموت"، مؤكدة أنها " تقف مع مطالب أبناء حضرموت، وهي في المقام الأول مطالبها التي دأبت على متابعتها".
وأكدَّت أنها "ستواصل جهودها الكبيرة التي بذلتها لمعالجة الاختلالات في العملية التعليمية"، "بإعادة تفعيل صندوق دعم التعليم وإعادة النظر في ملف المتعاقدين ليخدم العملية التعليمية".
كما أكدَّت الالتزام "بمبدأ الشفافية التامة في عملية إنفاق المال العام"، "وتفعيل الأجهزة الرقابية لمحاسبة أي متعدٍ على المال العام وتحويله للقضاء"، "والالتزام التام بقانون السلطة المحلية في إدارة شؤون المحافظة".
ودعت "للحفاظ على الأمن والاستقرار الذي تنعم به حضرموت"، مؤكدة أنها "تعمل مع الحكومة على إعداد خطة مزمنة لمعالجة تحسين الخدمات، وفي مقدمتها قطاع الكهرباء، وذلك بالاستفادة من موارد المحافظة والإيرادات المركزية".
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الذي أنهى، الأحد، زيارة لحضرموت، قد أعلن عن بدء إجراءات إنشاء محطتي كهرباء في حضرموت بقوة 100 ميغاوات.
وأصدر "الحلف"، الأربعاء، بيانًا، طالب فيه، "رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالاعتراف بحق حضرموت، وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية، ممثلة في مؤتمر حضرموت الجامع، أسوة بالأطراف الأخرى المشاركة في التسوية الشاملة في البلاد"، محذرًا مما اعتبره "الإقدام على أي تصرف بنفط حضرموت أو تصديره أو تسويقه إلا بعد تثبيت مكانة حضرموت وضمان حقوقها بما يرتضيه أهلها"، معتبرًا "المخزون النفطي الحالي في خزانات ميناءي الضبة والمسيلة حقًا من حقوق حضرموت، ولن نتنازل عنه، على أن يسخر كامل قيمته لشراء طاقة كهربائية لحضرموت"، مطالبًا بتنفيذ القرارات المتخذة خلال اجتماع استثنائي لقيادة مؤتمر حضرموت الجامع، الصادرة بتاريخ 13 يوليو/ تموز، وأمهل الحكومة يومين لتنفيذ ذلك ما لم سيتم التحرك "لوضع اليد على الأرض والثروة". وعقب انتهاء المهلة بدأ "الحلف" بتحريك مجاميع مسلحة، فيما يطلق عليها "المشاركة الميدانية".
ونشر "الحلف"، أمس الإثنين، على حسابه في منصة "فيسبوك"، تدوينة، عن زيارة رئيس الحلف، عمرو بن حبريش، وتفقده "قوات الحلف المنتشرين والمرابطين في بعض المواقع والمعسكرات بهضبة حضرموت".
وجاء في "التدوينة" أن ابن حبريش خلال الزيارة "حيا الروح المعنوية العالية لدي الشباب والمتطوعين الذين توافدوا من مختلف مناطق حضرموت تلبية لنداء الحلف، ومن أجل تحقيق المطالب المشروعة التي تبناها".
ويؤشر ما تشهده هضبة حضرموت من استمرار في التحشيد أن الأوضاع تمضي باتجاه التصعيد.
وهو ما سبق وأكدته "تدوينة" نشرها "الحلف"، الأحد، عن زيارة مماثلة لمواقع مسلحي الحلف، والتي وجّه خلالها رئيس الحلف بـ "رفع الجاهزية والاستعداد لتنفيذ خطوات تصعيدية أكبر من شأنها تنفيذ مطالب الحلف المعلنة".
كما يستمر "الحلف" في نشر بيانات التأييد الصادرة من بعض قبائل حضرموت لخطواته التصعيدية، لكن في المقابل هناك مكونات حضرمية أعلنت عدم تأييدها لما يمضي إليه، بما فيها سعيه لفرض "مؤتمر حضرموت الجامع" ممثلاً لحضرموت في مشاورات التسوية السياسية المقبلة، كما ورد في بيان باسم حركة "الأحرار الحضارم" التي طالبت بـ"عدم التفرد بقرار الحلف من قبل فرد أو قبيلة؛ لأن الحلف هو لكافة قبائل حضرموت وليس لقبيلة أو فرد".
وفي أول تعليق على بيان السلطة المحلية في حضرموت، قال الأمين العام المساعد لمؤتمر حضرموت الجامع بالوادي والصحراء، صالح التميمي: "لن نقبل بالحلول المنقوصة أو الترقيعية"، مؤكدًا في "تدوينة"، "على تنفيذ المطالب على أرض الواقع"، معتبرًا الانضمام للمرابطين في هضبة حضرموت يأتي "من أجل فرض سيادتهم على أرضهم وثروتهم، حتى ينالوا مطالبهم وحقوقهم المشروعة"، حد تعبيره.
وكان نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، أحمد بن بريك، قد قال السبت، إن "حضرموت لن تكون بقرة حلوب لناهبي الثروات". ودعا في "تدوينة"، "كافة شرائح المجتمع الحضرمي إلى التكاتف والتلاحم ليكونوا على قلب رجل واحد لينتزعوا حقوق حضرموت كاملة غير منقوصة، خاصة أن محافظة حضرموت تمر بلحظات عصيبة".
وتنتج حضرموت من حقل مسيلة النفطي، الذي تديره شركة بترومسيلة الحكومية 100 ألف برميل يوميًا. ويتراوح إنتاج اليمن من النفط بين 280 - 300 ألف برميل يوميًا بعدما كان الإنتاج قد تجاوز 400 ألف برميل في السنوات السابقة، وفق رويترز

 

المصدر :القدس العربي  

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص