المرأة في زمن الثورة

حضرموت اليوم  - كريمة المحجري

بادرة طيبة تحمل في طياتها بارقة أمل تحدوا بنا نحو مستقبل مشرق واعي مقرون بالتحدي بعد عقود من الاستبداد المهيمن لكرامة الإنسان اليمني ثارت الحناجر الحرة معلنة ميلاد عام جديد ممزوج بثورة شعبية عارمة في الثالث من فبراير .

وقد سطر الشعب اليمني أروع ملحمة وطنية نضالية سلمية لنيل حقوقه المشروعة في الحياة الحرة الكريمة والتخلص من القيود الاستبدادية التي رزحوا تحتها 33 عاما تمثلت بشباب انصهروا في عمق أوجاع وطنهم وتوحدوا من أجل تطلعات مشتركة يختزلها تصميم على التغيير الجذري ورفض القبول بوعود ترميم أو إصلاح بعد أن تمادى النظام  في خداع الشعب.

وفي كل الساحات الثورية نرى تلك المرأة التي لطالما همشت لكنها اليوم تقف وقفة شجاعة جنبا إلى جنب الرجل لتشارك في ثورة نيل الحقوق، فهي الأم التي تقدم فلذة أكبادها فداء لحرية الوطن، وهي الزوجة الصابرة التي تشجع زوجها وتشد من أزره لمواصلة النضال، وهي الأخت الحنونة التي تدعم أخاها للنزول إلى ميادين الثورة، إنها المرأة الصابرة والمعطاءة لأجل هذا الوطن .

وما نلاحظه اليوم في ساحة التغيير خير دليل على أن المرأة لم تستسلم ولم تخضع في زمن غز فيه لسان لا يخش قول الحق في وجه سلطان جائر.

فهؤلاء النسوة خرجن تحت شمس ساطعة كغير العادة تمدهن أشعتها وخيوطها الملونة مجموعة من الآمال بمستقبل أفضل وحياة كريمة ويزداد سطوع الشمس بمنحهن لغة جديدة تترجم في أرض الواقع ليطالبن بحقوقهن وحقوق شعب مسلوبة بأيدي أسرة عابثة.

ولم يكن خروجهن محض صدفة بل يعود إلى كون المرأة جزءا لا يتجزأ وخاصة في صناعة الثورة ونستدل إلى حقيقة وهي أن صنع الثورة يستوجب لمسة تشجيع ودعم ومن المستحيل أن نرى على مر العصور حضارة قامت بدون وجود النساء ولا ثورة انتصرت بدونها فهي الدافع والمحرك الأساسي لاستمرار الثورة وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها فقد نحتتها الثائرات اللواتي خضن الثورات لجانب الثوار في تونس ومصر وليبيا وهاهي اليوم تخلدها المرأة اليمنية عندما نزلت إلى ساحات التغيير ليس بمثابة ضيف وإنما مشاركة متفاعلة متخطية المعوقات الذاتية والموضوعية لتهتف بأعالي الصوت مع جموع الهاتفين (ارحل) .. (الشعب يريد إسقاط النظام) لتثبت بأنها في صلب التغيير متجهة نحو الحرية والديمقراطية وروح المواطنة ومواجهة العنف والفساد والتوريث ومن أجل ذلك عملت جاهدة على التواجد في الساحة مدركة أن التغيير البناء لا يتم إلا بحضور ومشاركة الطرفين وبالضوابط الشرعية .

فهنا في ساحة التغيير تواجدت الناشطات الحقوقيات كما تواجدن الفتيات والعجائز، المثقفات والأميات ،العاملات والموظفات فجميعهن في قلب الميدان في الساحة الخاصة بالنساء، ثائرات، ساخطات، وداعمات الثورة ماليا ومعنويا وكما يقولون (وراء كل رجل عظيم امرأة) فأجد نفسي وأقول (وراء كل ثورة نساء عظيمات) فهي تصنع أناملها تلك الأطعمة اللذيذة وخاصة تلك الكعك التي صنعتها أنامل ثورية مختطه عليها تلك الكلمة المطلوبة (ارحل) والتي ستظل بصمة لها عبر الزمن مسجلة لها جهودها في النضال السلمي الثوري الذي ما من شأنه إلا أن يزلزل أركان الطغاة المستبدين في القريب باذن الله.

 

الاصلاح نت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص