المرأة والعمل التطوعي

عندما خرجتُ من الحرم المكي بعد الإشراق لفت نظري منظر امرأة واقفة في إحدى ساحات الحرم حاملة كيساً كبيراً تخرج منه أكياساً بحجم أصغر توزعها على من يمر بتلك المنطقة من الرجال والنساء ، اقتربت أكثر فإذا بها توزع وجبة فطور  طازجة لعلها أعدتها في بيتها ووضعتها داخل تلك الأكياس .

تساءلت في نفسي أين تعلمت هذه المرأة قيم العمل التطوعي والعطاء والمبادرة .. 

من أين تشرَّبت مفهوم الإيجابية والقيام بأعمال تنفع الناس ؟! كيف وفَّقت بين أعمال بيتها وبين القيام بمهمة توزيع الطعام على المحتاجين ؟! من يدري ربما كانت امرأة غنية تنفق ما زاد عن حاجتها من المال في أوجه الخير المتعددة .بل قد تكون لها أعمال خيرية في مجالات شتى ..

يقول الله تعالى :(( ومن تطوع خيراً فهو خير له )) البقرة : 158

المرأة نصف المجمتع وهي التي أنجبت النصف الآخر فهل تعطى حقوقها كاملة كحق التعليم والثقافة والتجارة وابداء الرأي ؟ فكثير من الناس بحجة الحفاظ على المرأة وحيائها تراه يمنعها من حضور مجالس العلم وربما حرمها من وسائل طلب العلم كالكمبيوتر والإنترنت .. فكيف نريدها تقوم بدورها في توجيه وتعليم بنات جنسيها وننتظر منها لتأخذ دورها في الارتقاء بمجتمعها وهي لا تحصل على قدر كافي من التربية والتأهيل والتدريب والتعليم .

فمتى نجد في مجتمعاتنا العالمات والفقيهات والمربيات والمرشدات والتاجرات ؟! متى تعلِّم المرأة وتكفل أيتام وتبني مساجد على نفقتها وتؤسس جمعيات وومؤسسات ومصانع وشركات لبنات ونساء المسلمين وربما لرجالهم ..

بقلم : سالم باشعيب

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص