مجازون تجارتهم كاسدة !!!

مَنْ أُجيزَ ولم يوصِل أحد بحبل الله , بل حالَ على إجازته الحَول والاثنان والثلاثة دون أن يؤدِّي زكاته "بتبليغ ما أخذه" [أمثال هذا يتفاجؤون حين يُطلَب منهم تدريب طلاب بعد ذلك الفتور أنَّهم قد فرَّطواْ في كثير مما قد أتقنوهُ من قبل , وهذا يعتبر من الهَجر (هَجْرَ المعاهدة) قال عليه الصلاة والسلام: "تعاهدواْ القرآن , فو الذي نفسي بيده لهوَ أشدُّ تفلُّتاً من الإبل في عقلها"] فهَلَّا برمج كل مجازٍ وقته واصطنع له طلاباً بذاته يفَرِّغ لهم ما تعلَّمَه, وإلَّا "أخشى أن تكون كاسِدة!"

• مَنْ جعلَ همَّهُ , وبذل وقته , وفرَّغ مهامه حال طلب ونيل هذا الوسام العظيم (الإجازة بالسند) حتى كُرِّمَ بشهادَة ... ولم يُخَطِّط لما سيكون عليه بعد نيل ذلك من التبليغ والإفادة "أخشى أن تكون كاسدة!"

مَنْ أَفرَطَ في اللفظ القرآني والصوت ... وفرَّطَ في معانيه وأسرارِه ((أو العكس)) أخشى أن تكون كاسدة!

مَنْ يلومُ المؤسسات القرآنيَّة في أنَّهم لم يستغلُّوهُ في دورات السَّند, أو يتعذَّر لو دَعَوهُ إلى التدريس بتلك الدورات بأعذار واهية ... دون أن يكون صاحب ذاتيَّةٍ إيجابيَّة ويترك التنظير ويلوم نفسَه "أخشى أن تكون كاسدة!"

مَنْ يمَلْ ويتَضَجَّر من تدريب الطلاب إذا تأخَّرواْ في تصحيح نطقِهِم, ويُرجِعْ الَّلوم لهم. بينما الأَولى له أن يتذكَّر حالَه لمَّا كان يتدرَّب ويُتْعِب معلِّمَه الصابر عليه "أخشى أن تكون كاسدة!"

مَنْ يَتَعَذَّر بِتخَصُّصِهِ أيّاً كان , واعتذارهُ هذا لا عبرة به , ما دامَ أنَّهُ أَخَذَ الإجازة باختياره وعرِفَ تبعاتها , فليعتبرها أحد أسباب توفيقه ونجاحه , ويجعل لها قسطاً مِن وقتهِ يوميَّاً أو اسبوعيَّاً... وإلَّا "أخشى أن تكونَ كاسدَة".

بقلم : محمد صالح باعديل

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص