في ذكرى رحيل الأديب والروائي والشاعر الحضرمي / علي أحمد باكثير ..

حضرموت اليوم // خاص :: بقلم : رياض باسلامه في مثل هذا اليوم العاشر من نوفمبر من عام 1969 والذي صادف غرة رمضان عام 1389هـ توفي بجمهورية مصر العربية الأديب والروائي والشاعر الحضرمي / علي أحمد باكثير إثر أزمة قلبية حادة ألمت به ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية (هاجر) التي تزوجها باكثير في مصر عام 1943م وكانت لها ابنة من زوج سابق فتربت الابنة في كنف باكثير الذي لم يرزق بأطفال من زوجته المصرية . وُلد على أحمد باكثير في 15 ذي الحجة 1328 هـ الموافق 21 ديسمبر 1910م في جزيرة سوروبايا بإندونيسيا وحين بلغ العاشرة من عمره سافر به أبوه إلى حضرموت لينشأ هناك نشأة عربية إسلامية مع إخوته لأبيه، فوصل مدينة سيئون بحضرموت في 5 أبريل 1920م و تلقى تعليمه في مدرسة النهضة العلمية ودرس علوم العربية والحساب وعلوم الشريعة االإسلامية ثم تولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدراتها وهو دون العشرين من عمره. قرأ على يد عمه الشيخ محمد بن محمد باكثير الكندي كتب الفقه والنحو والأدب وقد قرأ مع رفيق صباه وزميل دراسته الشيخ عمر بن محمد باكثير في كتاب (نيل الأوطار) للشوكاني و(سبل السلام) للصنعاني . ظهرت مواهب باكثير مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره حينما أقبل بولع شديد على قراءة الشعر القديم والحديث وخاصة شعر أبي تمام يقرأه ويستوعب معانيه وألفاظه وأوزانه و أعجب وتعلق ايضا بالمتنبى أكثر من الشعراء الآخرين لاعتزازه بنفسه وبصفاته العربية . وتدفقت ينابيع الشعر لدى الشاب الحضرمى وشجعه أصدقاؤه وأساتذته وأخذوا بيده فى المحاولات الأولى وتنبؤوا له بمستقبل باهر ومنزلة رفيعة بين شعراء العربية فى عصورها الأولى. تزوج باكثير مبكراً في سيئون بـ (نور بنت سعيد باسلامه) وانجبت منه بنتاً ماتت غرقاً بـبركة ماء (جابية) بيته (دار السلام) ثم توفّت زوجته وهي شابةً فظل يبكيها بقية حياته . أصدر عام 1930م صحيفة التهذيب التي كان ينشر فيها مقالات لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ،وبدأ يراسل وينشر بعض قصائده في مجلات مصر ( كالفتح ) التي كان يرأسها ( محب الدين الخطيب) . لم يعجب باكثير بواقع حضرموت الاجتماعي والطبقي آنذاك ولخّص باكثير هذه الحالة المأساوية لشعبه الحضرمي في مقدمته لمسرحيته " هُمام في بلاد الأحقاف " قائلا : "كلنا يعلم أن في حضرموت بدعا من الدين يجب أن تنكر وتزال ما في ذلك شك ، وأن فيها امتيازات أدبية وحقوقية للعلويين ـ ولغيرهم أيضاـ يجب أن تبطل ، وأن فيها عادات سيئة يجب أن تصلح ، وأن فيها فوضى ، وقطعا للسبيل ، وسفكا للدماء من طبقة القبائل يجب أن يفكر في إصلاحاتها ، والضرب على أيدي المفسدين ، هذه أمور تراها العين ، وتسمعها الأذن ، وتمسكها اليد ، يجب على الشعب الحضرمي أن يتعاون على إصلاحها ، فإذا ما دعا داعٍ إليه ، أو عمل عامل له فليس من العقل أن يتهم بأنه يبغض أهل البيت ، فالمسألة مسألة وطن بائس يلزم إنقاذه ، وشعب مريض يجب علاجه ، وليست مسألة بغض قوم وحب آخرين " . ودخل في مصادمات وخصومات مع من لايريدوا تغيير ذلك الواقع ليغادر حضرموت عام 1931م متوجهاً إلى عدن وبها انضم إلى نادي الإصلاح الإسلامي الذي أسسه الشيخ (محمد بن سالم البيحاني) ومنها غادر إلى الصومال والحبشة مع وفد من المصلحين للإصلاح بين المغتربين اليمنيين الذين مزقهم التعصب الطائفي والسلالي والمذهبي واستقر زمناً في الحجاز بالمملكة العربية السعودية . وفي سنة 1934م سافر باكثير إلى مصر والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1939م. ترجم عام 1936م وأثناء دراسته في الجامعة مسرحية (روميو وجولييت) لشكسبير بالشعر المرسل وفي عام 1938م ألف مسرحيته (إخناتون ونفرتيتي) بالشعر الحر فكان بذلك رائد الشعر الحر في الأدب العربي الحديث واعترف الشاعر(بدر شاكر السياب) بهذه الريادة لباكثير. التحق باكثير بعد تخرجه في الجامعة بمعهد التربية للمعلمين وحصل منه على الدبلوم عام 1940م ثم عمل مدرسا للغة الإنجليزية لمدة أربعة عشر عاما (وكان باكثير يجيد من اللغات الإنجليزية والفرنسية والملايوية بالإضافة إلى لغته الأم العربية). ثم سافر باكثير إلى فرنسا عام 1954م في بعثة دراسية حرة. وبعد انتهاء الدراسة فضّل الإقامة في مصر فتزوج سيدة تنتمي لعائلة مصرية محافظة وأصبحت صلته برجال الفكر والأدب وثيقة من أمثال العقاد وتوفيق الحكيم والمازني ومحب الدين الخطيب ونجيب محفوظ وصالح جودت وغيرهم. قال باكثير في مقابلة له مع تليفزيون عدن عام 1968 إنه يصنّف كثاني كاتب مسرح عربي بعد توفيق الحكيم. اشتغل باكثير بالتدريس خمسة عشر عاماً، منها عشرة أعوام بالمنصورة المصرية ، ثم انتقل إلى القاهرة. في سنة 1955م عمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي بمصلحة الفنون وقت إنشائها، ثم انتقل إلى قسم الرقابة على المصنفات الفنية وظل يعمل في وزارة الثقافة حتى وفاته. حصل باكثير على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي عام 1951م وحصل على أول منحة تفرغ لمدة عامين (1961-1963) إذ كان باكثير أول أديب يُمنح هذا التفرغ في مصر. فأنجز فيها الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه والتي تعدّ ثاني أطول عمل مسرحي في العالم، كما حصل على منحة تفرغ أخرى أنجز خلالها ثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر (الدودة والثعبان، أحلام نابليون، مأساة زينب) طبعت الأولى في حياته والأخرتين بعد وفاته. حصل باكثير على الكثير من الجوائز وشارك نجيب محفوظ جائزة الدولة التقديرية الأولى مناصفة وكان الموسم المسرحي في مصر يفتتح سنوياً بمسرحيته (مسمار جحا) التي تنبأ فيها باحتلال فلسطين . وعندما دبت الخلافات بين رجال الثورة المصرية وجماعة الإخوان المسلمين سنة 1954م، كان اسم علي أحمد باكثير من الأسماء الكبيرة التي لا يمكن اعتقالها إلا بإذن من الرئيس المصري جمال عبدالناصر وكان طلب اعتقاله بحجة أنه كان ينشر بعض مسرحياته في صحيفة (الإخوان المسلمون) وتربطه علاقات ودّية ببعض الإخوان وخاصةً بسيد قطب بصفته ناقداً أدبياً. لكن جمال عبدالناصر رفض اعتقاله معترضاً بقوله: «لماذا باكثير؟ كلنا كنا أصدقاء لقادة الإخوان المسلمين ونؤيد دعوتهم، ثم إن باكثير مواطن عربي هاجر من وطنه حباً في مصر، وحسبه أنه مؤلف (وا إسلاماه) التي قرأتها قبل الثورة فأعجبت بتصويره لمدى حاجة مصر لزعيم وطني يحرر أوطان العرب ويوحد كلمة المسلمين». وبعد ذلك بتسع سنوات قال له الرئيس جمال عبدالناصر سنة 1963م وهو يمنحه «وسام العلوم والفنون» من الطبقة الأولى: «كانت (وا إسلاماه) أكثر عمل أدبي تأثرت به قبل الثورة، بعد (عودة الروح) لتوفيق الحكيم» ، ويقول أمين هويدي وزير المخابرات المصري الأسبق أن هذه العبارة أنقذت باكثير من السجن مرة أخرى وذلك سنة 1966م إذ رشحته المخابرات للاعتقال بسبب صلته بسيد قطب لكن الرئيس جمال عبدالناصر رفض ذلك، بحجة أن باكثير لم يكن عضواً في جماعة الإخوان المسلمين ولم يكن مرتبطاً بأي تنظيم سياسي، وكان صلته بسيد قطب صلة أدبية بدأت قبل أن يتجه الأخير للعمل السياسي. تنوع أنتاج باكثير الأدبي بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية فقد رحل بعد ان ترك لنا إنتاجًا أدبيًا وفيرًا يفوق ستين قصة ورواية بين مسرحية شعرية ونثرية تناولت التراجيديا والكوميديا. فمن أشهر أعماله : وا إسلاماه -الثائر الأحمر ـ سلاّمة القس ـ سيرة شجاع ـ وا إسلاماه ـ الفارس الجميل ـ ليلة النهر ـ عودة المشتاق -سر الحاكم بأمر الله - سر شهر زاد (التي ترجمت إلى الفرنسية) - مأساة أوديب (التي ترجمت إلى الإنجليزية)ـ السلسلة والغفران ـ مسرح السياسة ـ التوراة الضائعة ـ إمبراطورية في المزاد ـ عودة الفردوس ـ هكذا لقى الله عمر ـ من فوق سبع سماوات ـ إله إسرائيل ـ هاروت وماروت ـ سر شهرزاد ـ قطط وفئران ـ الدنيا فوضى ـ مسمار جحا ـ أبو دلامة ـ جلفدان هانم ـ قصر الهودج ـ فاوست الجديد ـ الوطن الأكبر ـ دار ابن لقمان ـ إبراهيم باشا ـ حرب البسوس ـ ملحمة عمر ـ الشيماء شادية الإسلام ـ الشاعر والربيع ـ هُمام في بلاد الأحقاف ـ روميو وجولييت ـ إخناتون ونفرتيتى ـ عاشق من حضرموت ـ الفرعون الموعود ـ الفلاح الفصيح ـ أوزيريس ـ حازم ـ حبل الغسيل ـ شيلوك الجديد - وثلاثية مسرحية عن غزو نابليون لمصر (الدودة والثعبان، أحلام نابليون، مأساة زينب) . كما كتب باكثير العديد من المسرحيات السياسية والتاريخية ذات الفصل الواحد وكان ينشرها في الصحف والمجلات السائدة آنذاك وقد أصدر منها في حياته ثلاث مجموعات وما زالت البقية لم تنشر حتى الآن. وتعد ّالملحمة الأسلامية الكبرى [ ملحمة عمر ] رضي الله عنه لـ علي بآكثير من أروع ما كتب المؤلف على الإطلاق ومن أفضل الملاحم العربية كماً وكيفاً ، لكاتب وراو لم ينصف ، ويعتبر باكثير من مؤسسي المسرحية العربية المعاصرة. أما شعره فلم ينشر باكثير أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوطا وإما متناثرا في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها. وقد أصدر الدكتور محمد أبو بكر حميد عام 1987 ديوان باكثير الأول (أزهار الربى في أشعار الصبا) ويحوي القصائد التي نظمها باكثير في حضرموت قبل رحيله عنها ثم صدر في عام 2008م ديوان باكثير الثاني (سحر عدن وفخر اليمن) عن مكتبة كنوز المعرفة بجدة يضم شعر باكثير سنة 1932 - 1933 وهي السنة التي أمضاها في عدن بعد مغادرته حضرموت ويعد حالياً ديوان باكثير الثالث (صبا نجد وأنفاس الحجاز) الذي نظمه سنة 1934 في السنة التي أمضاها في المملكة العربية السعودية قبيل هجرته النهائية إلى مصر. كما لايفوتني ونيابة عن كل عشّاق أدب باكثير أن نتقدّم بالشكر الجزيل للأديب والباحث الدكتور محمد أبوبكر حميد الذي أبرز تراث باكثير ولولا جهاده الذي أمتد ربع قرن من البحث عن باكثير ومن الكتابة عن باكثير وعن عبقرية باكثير لضاع باكثير في زحام الزمان وتعاقب الليالي والأيام . وكهدية مني في ذكرى وفاة الأديب علي أحمد باكثير أقدم لكم أجزاء الملحمة الأسلامية الكبرى [ ملحمة عمر ] رضي الله عنه بصيغة PDF للتحميل : الجزء الأول: على أسوار دمشق . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_1-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_1-2.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_1-3.pdf الجزء الثاني: معركة الجسر . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_2-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_2-2-1.pdf الجزء الثالث: كسرى وقيصر . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_3-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_3-2.pdf الجزء الرابع: أبطال اليرموك . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_4-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_4-2.pdf الجزء الخامس: تراب من أرض فارس . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_5-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_5-2.pdf الجزء السادس: رستم . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_6.pdf الجزء السابع: أبطال القادسية. http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_7-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_7-2.pdf الجزء الثامن: مقاليد بيت المقدس . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_8-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_8-2.pdf الجزء التاسع: صلاة في الإيوان. http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_9-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_9-2.pdf الجزء العاشر:مكيدة من هرقل . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_10-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_10-2.pdf الجزء الحادي عشر: عمر وخالد. http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_11-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_11-2.pdf الجزء الثاني عشر: سر المقوقس . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_12-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_12-2.pdf الجزء الثالث عشر: عام الرمادة. http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_13-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_13-2.pdf الجزء الرابع عشر: حديث الهرمزان. http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_14.pdf الجزء الخامس عشر: شطا وأرمانوسة . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_15.pdf الجزء السادس عشر: الولاة والرعية وفتح الفتوح. http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_16-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_16-2.pdf الجزء السابع عشر: القوي الأمين . http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_17.pdf الجزء الثامن عشر: غروب الشمس. http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_18-1.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_18-2.pdf http://www.bakatheer.com/upload/Malhamat_Omer_18-3.pdf

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص