44  عام .. إذاعةسيئون .. مؤشرات التقاعد بقلم : سليمان مطران

  تفاصيل كثيرة في حياة كل فرد عاش تجربة انشاء اول صوت اذاعي عبر جهاز لاسلكي لإدارة البرق والبريد بسيئون سبعينيات القرن العشرين . حكايات وذكريات عديدة تواترت على الخلف من خير سلف منسوجة بوشائج الحب والصدق والاخلاص والحماس تتكحل اعينهم برؤية بعضهم وبالسؤال عن البعض حتى اطلق عليهم [ الاسرة ]  للارتباط المتين والوثيق فيما بينهم لن تنتقضه طول السنين .. لستُ راغبا الخوض في تفاصيل وحكايات تلك المراحل الممتعة والاوقات الجميلة وشظف امكانياتها وقلة حيلتنا امامه غير ان الجميع مثَّل قبضة يدٍ واحدة للبحث عن مصادر مالية ليست مكافئات بل لشراء اشرطة ومسجلات ولبقى ونجاح وخلود التجربة استضفنا اندية بحجم التلال بعدن واحيينا سهرات بفنانين كبار بحجم محمد سعد عبدالله والفنانة كفى عراقي ، شاركنا بجناح في معرض يُقام في روضة الطفل بسيئون قبل ان يُسيس اسمها الى [ روضة 22 مايو ]  ، بحّت اصواتنا للإعلان عن بضائعنا كنا لا نهرب او نتوارى خجلا من تطوعنا ذاك كوننا لم نكن نعتمد على السلطة وقتذاك ولا على قيادة الاذاعة فكل فرد في الاسرة كان قياديا يسعى لنجاح العمل الاذاعي والحفاظ على التجربة من انتكاسة المراحل الثورية غير الواعية في مجملها فتهاوت حكومات وضاعت دولة وبقيّ الصوت حيا يملا مدينة سيئون وضواحيها [ هنا اذاعة سيئون  ] بالرغم من محاولات اسكاته وخنقه  . واليوم [ قدها لا بسه الزينات والثوب الحسن ....]    44 عاما بين جيلين .. جيل خطا نحو التقاعد وجيل متعاقد كلهم يبذلون جهودا لأجل الاستمرار وينحتون في الصخر لإيصال صوت { هنا اذاعة سيئون } لكنهم  يواجهون طفرة تقنية من التكنولوجيا وفضاء اعلامي مفتوح يملأ سموات بلادي في تنافس رهيب للسيطرة والتوجيه والترويج للأفكار وهو حق مشروع لمليء فراغات سببها غياب الدولة وضعف متابعة ومراقبة  السلطات المحلية وهنا نسجل موقف في عدم منع التنافس الهادف تنمية الوطن وتوعية مواطنية وتنبيه شبابه وشاباته لمخاطر جمه تحاصره وهو لايعرف يحدد بوصلة اتجاهه وانما نطالب بضبط فوضويته  . من العيب الكبير ان يعيش صوت اذاعة سيئون صوتا رسميا ويبقى مبحوحا على طول وادي حضرموت وعرضه دون انيس يشد عضده كقناة فضائية للوادي  .. من الاجحاف في حضارتنا وتراثنا وتنوع ثقافتنا الشعبية وتاريخ حِملها  [ 44 عاما ] و يبقى الصوت الرسمي الوحيد تخنقه فترة ارسال تبدأ عند 12 ظهرا حتى 5 مساءًا  .. و[ تسروح ] وحق  [ الوداعه ] . اذاعات fm وفضائيات مفتوحة الارسال .. فما من وسيلة اعلامية الا ولها اهداف مرسومة واستراتيجيات يساهم في وضعها  متخصصون وخبراء  قد تختبي خلفها دول وحكومات وليست [ بعزقة ] اموال في الهواء . ان واقعنا الفوضوي في بره وبحره وجوه وزقاقه وناسه لا يحتاج الى قوة عسكرية ضاربه فقط وانما ايضا الى قوة اعلامية صاخبة تعرف وتدرك اهمية جغرافيتها وملمة بمعطياته ومميزات ثقافته وحضارته وتراثة وعمق جذوره التاريخية وفهم سياسات من حوله ومعرفة عقلية سكانه وأفكارهم وميولهم ومن يأوون اليه . في هذه الفوضى الادارية والامنية وهذ الفساد المستشري والموغل في تفكير الكثير فينا فالسلطة في حاجة الى منظومة اعلامية متكاملة واسعة وقوية من اولويات مهامها  محاربة ظواهر ثقافة اللادولة وسرعة الدعوة الى عودة قوة الدولة وهيبتها واشاعة قيم التسامح والاعتدال ووسطية ديننا الاسلامي وانسانيته التي تعلمناها ونؤمن بها  .   نناشد سلطاتنا المحلية ان ترتقي بنظرتها ومفهومها الصحيح للإعلام واهميته وقوة تأثيره ومؤثراته  خاصة في هذه المرحلة الاشد خطرا فالإعلام صار السلطة الاولى في كل ازمة تمر بها البلد .. 44  عاما كنت ارجو ان يكون احتفال السلطة بها بحجم سنوات الانجاز بوضع حجر اساس لمشروع مبنى الاذاعة بتوسيع فترة زمن بثها ، وتنشيط وتحفيز وتجديد افكار عامليها بدورات مهنية خارجية  لكنها قامت بافتتاح استديو اخباري اقرب الى مساحة قبرين متلاصقين ، فهل آن وقتها لأحد الاجلين  ؟  قلبي عليك يا سيئون .....   بقلم : سليمان مطران

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص