القدس ليست لليهود خطبة ٨ ديسمبر٢٠١٧ للاستاذ : سالم خندور

القدس ليست لليهود خطبة الجمعة ٨ ديسمبر ٢٠١٧ للاستاذ : سالم عبود خندور بمسجد عمر حيمد بسيئون للاستماع للخطبة النقر على الرابط : https://f.top4top.net/km.mp3 الخطبة النصية : القدس ليست لليهود ٢٠ ربيع الأول ١٤٣٩هـ الموافق: ٨ ديسمبر ٢٠١٧م الحمد لله فالق الحب والنوى،ومحيِّ العظام بعد الموت والبِلى،ومُنْزِلِ القطرِ والندى،أحمده سبحانه وأشكره على نعمه التترى وآلاءه العظمى،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من وطئ الثرى،إمام التقى وعنوان الهدى فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار الحنفاء،ما تحقق لأمة الإسلام نصر أو بدا،وما تمسك عبد لله بدين الله ولنبيه اقتفى . أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي القاصرة المذنبة أولاً بتقوى الله في السر والعلن فهي سبب المدد من الواحد الأحد و النصر على الأعداء يقول الباري جلت قدرته :{بلى إن تَصْبِروا وتتقوا ويَأْتُوكُمْ من فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ الآفٍ من الملائِكةِ مُسَوِّمِينَ}ويقول سبحانه:{..وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} يَعيثُ بأَرضِنا قِردٌ حَقيرٌ *** وخِنْزِيرٌ تَذَأَّبَ مُسْتَهِينا يَدُوسُ القدسَ وا أسفا جهاراً *** وَحَوْلَ رُبُوعها قومي عِزِينا؟ وَثَمَّ المسجدُ الأقصى يُنادي *** وَيَصْرُخُ في جموعِ المسلمينَا ولكن لا ترى إلا نَؤُوماً *** تغافلَ عن نداءِ الصَّارخينا ولا تلقى سو لاهٍ ضحُوكٍ *** كأنَّ القومَ مِنْ شكْرٍ عَمُونا إخوة الإيمان والإسلام : مِنْ أجلِها ذَرَفَتْ عُيُون ** وَلِتُرْبِهَا حَنَّتْ قُلُـوب إنها فلَسطين، أرضُ القدس، أرضُ الأقصى، ومَسرى نبيِّنا صلى الله عليه وسلم، والقبلةِ التي توجّه إليها رسولُ الله بعد الهجرة سبعة عشر شهرا . إنها فلسطين، أرضُ الأنبياء والمرسلين، فعلى أرضها عاش إبراهيمُ وإسحاقُ ويعقوب ويوسف ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام .. إنها فلسطين، أرضُ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ، أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، ‏إنها فلسطين مَصْرَعُ الدَّجَّالِ ومَقتلُه حيثُ يلقاه عيسى عليه السلام، إنها فلسطين من الشام الأرض التي دعا لها رسولُ الله بقوله: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ‏شَامِنَا ‏‏وَفِي ‏ ‏يَمَنِنَا ‏. إنها فلسطين، كان عليها الكثيرُ منْ صحابةِ رسول الله، منهم: عُبادةُ بنُ الصَّامِت، وشدَّادُ بنُ أَوْس، وأسامةُ بنُ زيدِ بنِ حارثة، ودِحيةُ الكَلْبِيّ، وأَوسُ بنُ الصَّامِت، ومَسعودُ بنُ أَوْس، وغيرُهم مِنَ الصَّحابةِ الكرام رضي الله عنهم. إنها فلسطين، عاش على أرضها الآلافُ منْ أعلامِ الأُمَّةِ وعلمائِها الذينَ أضَاؤُوا في سمائِها بُدورًا ولمعوا فيها نجومًا، ومِن هؤلاء : مالكُ بنُ دينار وسفيانُ الثَّوري وابنُ شهاب الزّهري والشافعيُّ وغيرُهم . نعم، هذه هي فلسطين.. من أجلها تَتَابَعَتِ التَّضْحِيَات، وعظم البذل. ومن أجلها قال السلطانُ العادلُ محمود نور الدين زنكي: أَسْتَحِي مِنَ اللهِ أنْ أَتَبَسَّمْ وبيتُ المقدسِ في الأسر. وَمِنْ أَجْلِهَا شمخَ صلاحُ الدِّين برأسِه وأعدَّ عدَّتَه لِيحرِّرَ أرضَ الأقصى، حتى نصره اللهُ وفتحَ بيتَ المقدس. ومن أجلِها صاحَ المظفَّر قُطُز صيحتَه الشهيرة (وا إسلاماه).ومن أجلها ضحّى السلطان عبدُ الحميد بعرشِه وملكِه وقال: لا أقدِرُ أنْ أبيعَ ولو شبرا واحدًا من فلسطين. ومِنْ أجلِها انتفضَ أبناءُ الحجارةِ يحمِلُون حجارة أرضِهم وترابها ليَرْمُوا بها وجوهَ الدُّخلاء الغاصبين. نعم يا فلسطين … من أجلِكِ نهض هؤلاء. اخوة الاسلام والايمان : اسمحوا لي في هذه الخطبة أن أقطع سلسلة (مع الحبيب) التي كنا قد بدأناها معكم في الأسابيع الماضية وما دفعنا الى ذلك هو مايجري من مؤامرة على القدس على أن نستكمل سلسلتنا في الأسابيع القادمة ان شاء الله تعالى .... أيها الاخوة الكرام : ان فلسطين اليوم تتعرض لمؤامرة كبرى اليوم ينكشف الستار عن السياسات الأمريكية والتي وقفت طيلة السنوات الماضية مع المغتصبين اليهود باستخدام الفيتو ضد مصالح الشعب الفلسطيني، وكان آخرها اعلان المدعو ترامب رئيس أمريكا نقل السفارة الأمريكية الى القدس واعلان القدس عاصمة لبني صهيون ضاربا بذلك كل المواثيق الدولية وضاربا بذلك كل قرارات الامم المتحدة ومتحديا بذلك كل الدول العربية والاسلامية ومستفزا بذلك مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم .. ان نقل سفارة امريكا الى القدس وأن يتم الاعتراف بالقدس عاصمة لبني صهيون ، ما هو الا تكريس للاحتلال الغاشم للمدينة المقدسة.. فما معنى فلسطين بغير القدس ؟ أين المسلمون ؟ أين العالم الاسلامي؟ أين الأمة الاسلامية الممتدة من الشرق الى الغرب ؟ أين حكام المسلمين ؟ هل سنرى منهم فعلا على الواقع أم سيكتفون بالشجب والادانة والتنديد .. وعلى الادارة الأمريكية أن لاتنسى تاريخ الشعب الفلسطيني وثوراته وانتفاضاته التي لم تتأخر يوما عن تلبية نداء القدس والمسجد الأقصى وكل أرض فلسطين ، ولم يتاخر عن تقديم قوافل الشهداء تلو الشهداء ، ومن وراء شعب فلسطين كل الالشعوب العربية والاسلامية ، فقضية فلسطين هي قضية كل عربي وكل مسلم قضية الأمة كلها ولن تسمح بالتفريط فيها مهما عظمت التضحيات .. وستظل القدس باذن عاصمة لفلسطين العربية المسلمة .. تحية إكبار لأولئك المرابطين من الكبار والصغار الرجال والنساء وطلبة العلم والمعلمين بالمسجد الأقصى الذين يقفون اليوم في وجه الصهاينة دفاعا عن الأقصى ودفاعا عن القدس ودفاعا عن فلسطين بل ودفاعا عن كل العرب والمسلمين ، وهم يستحقون على الأمة بهذا الموقف تشجيعا ونصرة حتى يحسوا أن من ورائهم امة تتألم بآلامهم وتفرح بأفراحهم وأنهم لن يُسلموا ولن يُخذلوا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} أقول قولي هذا ... الخطبة الثانية : الحمد لله الذي جعل بعد الضيق مخرجاً وبعد الهم فرجاً وبعد العسر يسراً،أحمده سبحانه وأشكره على عظيم حكمته وتدبيره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل مع العسر يسراً،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله دل أمته على طريق النصر والعز والتمكين .أما بعد : أوصيكم بتقوى الله .. أيها المؤمنون عباد الله : إن هذه الأحداث لا بدَّ أن تُحرِّكَ عزائمَنا إلى نُصرةِ دينِنا. ولعلكم تقولون ماذا نفعل؟ وأنا أقولُ لِيَكُن كلٌّ منكُم صلاحَ الدِّين، وما يمنع؟ ليرجعْ كلٌّ إلى نفسِه ابتداءً فليصلِحْهَا ويقوِّم اعِوَجَاجها ثم ليلتفت إلى أقرب الناس إليه فيفعل مثلَ ذلك، وهكذا تصلُحُ الأمَّةُ كلُّها. قال الله تعالى:" وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ" .. ولا ننسى اخواني الدعاء لأهلنا في أرض الرباط أن يفرج الله كربهم وينصرهم على أعدائهم .. فالله .. الله في الدعاء فهل نعجز عن الدعاء ؟؟؟ كما ان من واجبنا تجاه ما يجري في القدس أن نقدم المساعدة والدعم لأهلنا في فلسطين ، رغم مانمر به من أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية متدهورة الا أننا لن ننسى أهلنا في فلسطين . ورغم جراحاتنا سنظل أوقياء لاخواننا في فلسطين .و رغم مآسينا سنظل المدد لاخواننا في الأقصى .. ومن واجبنا أيضا أن نساهم جميعا علماء ودعاة ومعلمون ومربون وأدباء ومثقفون واعلاميون في توعية الأمة بقضيتها الأولى قضية فلسطين ، ورغم ما تمر به أمتنا اليوم الا أن قضية فلسطين ستظل قضيتنا الأولى ..ومن واجبنا أيضا تربية أولادنا على أن يعيشوا هموم أمتهم وأن يشعروا بأن المسلمين جسد واحد ،فلاشك أن هناك فرق كما بين السماء والأرض بين من نشأ لا يهتم إلا بشهواته ورغباته،وبين من نشأ وقلبه يعتصر ألما على أحوال أمته فيسعى لاصلاحها ،فلنجعل قضية القدس حاضرة في قلوب أبنائنا ولنربي في كل واحد منهم أنه صلاح الدين المنتظر،وذكروهم بوعد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ) علموهم أنه لن يتحقق ذلك فيهم بالتمني وإنما بطاعة الله والاستقامة على دينه .. وصلوا وسلموا ...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص