عفاش والثعلب المكار!!

وما علي عبد الله صالح، إلا كالثعلب الذي وجد فجوة صغيرة في جدار حديقة، ومن شدة جوعه لم يفكر في مخرجه. بالكاد دخل الثعلب الحديقة، والتهم كل ما وقع تحت بصره، من الفواكه النضرة، حتى امتلأ بطنه، وانتفخ كرشه، وشعر بزهو النصر على دحر جوعه. وعندما همَّ بالخروج، تفاجأ أن الجحر قد صَغُر كثيرا، ولم يعد بالجحر الذي دخل منه سالفا، فأصابته الدهشة، وتمالكته الرِعْدة، واضطرب قلبه، وارتجف فؤاده، وانتابه الخوف من المصير المحتوم. وبعد محاولات فاشلات، أدرك أنه وقع في شرِّ عمله، وأن جوعه قد ساقه نحو حتفه، وأيقن حينها بدنوِّ أجله. أدرك المسكين؛ أن حِيَله التي أُشتهر بها، قد تبخرت، وفي ساعة تلاشت، وغابت الحلول واضمحلت، ولاحَ في الأفق شبحُ حارس الحديقة، قد أقبل نحوه بعصا غليظة، يقطر منها الموت قطرا، فتذكر ثعلوب قول عنترة: وَإِن دارَت بِهِم خَيلُ الأَعادي وَنادَوني أَجَبتُ مَتى دُعيتُ بِسَيفٍ حَدُّهُ يُزجي المَنايا وَرُمحٍ صَدرُهُ الحَتفُ المُميتُ حتى استقر الحارس قِباله، وكأنه جبل شاهق حال دون خلاصه، فكان آخر عهد الثعلب؛ رؤية العصا ترتفع عاليا، ثم تهوي على أمّ رأسه، وكأنها عُقاب انقض على فريسة، وبعدها لم يُفِق ثعلوب إلى اليوم. هذا جزاء من يدخل مدخلا ولم يعمل حساب المخرج…!! #حضرموت_وطن_مستقل

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص