صلو عليه وسلموا تسليما

صلوا وسلموا عليه تسليما خطبة الجمعة ٢٢ ديسمبر ٢٠١٧ للاستاذ : سالم عبود خندور بمسجد عمر حيمد بسيئون للاستماع للخطبة النقر على الرابط : https://d.top4top.net/m_722lyw0e0.mp3 الخطبة النصية : صلوا عليه وسلموا تسليما ٤ ربيع ثاني ١٤٣٩هـ الموافق : ٢٢ ديسمبر ٢٠١٧م الحمد لله الذي أنزل إلينا أفضل كتبه،وبعث إلينا خير رسله،وشرع لنا أكرم شرائعه،أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بعثه الله على حين فترة من الرسل فبصَّر به من العمى،وأسمع به من الصمم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد : فأوصيكم أحبتي في الله بتقوى الله عز وجل فإن تقواه أفضلُ مُكتسَب، وطاعتَه أعلى نسَب، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) . أيها الاخوة المؤمنون : لقد اصطفَى الله نبيَّنا وسيدَنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لتحمُّل أعباء الرسالة وتبليغ الشريعة؛ فهو النبيُّ المُعظَّم، والرسولُ المُكرَّم، سيدُ ولد آدم بالاتفاق، وخيرُ أهل الأرض على الإطلاق، سيدُ المُرسلين والمُقدَّم لإمامتهم، وخاتَمُ النبيين وصاحِبُ شفاعتِهم، أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ يوم القيامة، وأولُ شافعٍ يوم القيامة، وأولُ من يجُوزُ الصراطَ من الرُّسُل بأمته يوم القيامة، وأكثرُ الأنبياء تابِعًا يوم القيامة، صاحبُ اللواء المعقود، والمقام المحمود، والحوض المورود، عبدُ الله المُصطفى، ونبيُّه المُجتبَى، ورسولُه المُرتَضَى.. وإظهارًا لفضله -صلى الله عليه وسلم- وعظيمِ شرفه، وعلوِّ منزلته ومكانته، شرعَ الله الصلاةَ على نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، وجعلَها قُربةً جليلةً وعبادةً عظيمةً، قال -جلَّ في عُلاه-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) . لهذا ستكون خطبتنا هذه هي الخطبة الخامسة والأخيرة في سلسلتنا ( مع الحبيب) صلى الله عليه وسلم وعنوانها ( صلوا عليه وسلموا تسليما) وان كانت الأخيرة في السلسلة لكننا سنظل نعيش مع الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه روحا وقلبا وتأسيا واقتداء في كل حياتنا حتى نلقى الله ونلقى حبيبنا صلى الله عليه وسلم على الحوض ان شاء الله .. للخلقِ أُرسِلَ رحمةً ورحيمًا *** صلُّوا عليه وسلِّموا تسليمًا أيها المسلمون : وينالُ العبدَ من ثوابِ الله وكرامته، ومغفرته بسببِ صلاته على أشرف الخلق -صلى الله عليه وسلم- ما يشاءُ اللهُ أن ينالَه؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى الله عليه عشرًا". أخرجه مسلم. ومن شرف الصلاة على نبيّنا عليه الصلاة والسلام أنّها رفعةٌ للدرجات وحطٌّ للسيئات .. عن أبي طلحة الأنصاريّ قال : أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلّم يوماً طيب النفس يرى في وجهه البشر ، فقالوا : يارسول الله : أصبحت اليوم طيّبَ النفسِ يُرى في وجهك البشر ، فقال : ( أجل ، أتاني آت من ربي فقال : من صلى عليك من أمتك صلاةً كتب الله له بها عشر حسناتٍ ، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وردَّ عليه مثلها ) [ رواه أحمد]. ومن جليل شرف هذه الصلاة على نبينا عليه أكرم الصلاة والسلام أنّها الطريق إلى شفاعتِهِ يوم يحتاج المرءُ إلى شفيع ، لحظةَ تدنو الشمس من الخلائق حتى تكون قدر ميل . عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة ) [ رواه الطبراني ، وحسنه الألباني ].. أيها المؤمنون عباد الله : وجاءت السنةُ بتأكيد الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الجُمعة؛ فعن أَوسِ بن أَوْسٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أفضلِ أيامِكم يوم الجُمعة؛ فيه خُلِق آدم، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخةُ، وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتَكم معروضةٌ عليَّ". قالوا: يا رسولَ الله: وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أرِمتَ؟ يعني: بلِيتَ. فقالَ: "إن الله -عزَّ وجلَّ- حرَّم على الأرضِ أجسادَ الأنبياء". أخرجه أحمد، وأبو داود. ومن شرف هذه الصلاة أنّ اسمك أيها المصلي على نبيّك يعرض عليه عليه الصلاة والسلامُ وكم هو شرفٌ لك ورفعةٌ أن يذكر اسمك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم . عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من الصلاة عليّ ، فإنّ الله وكّل بي ملكاً عند قبري ، فإذا صلى عليّ رجلٌ من أمتي قال لي ذلك الملك : يامحمد إنّ فلان بن فلانٍ صلى عليك الساعةَ ). وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنّ لله تعالى ملائكة سيّاحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام ) [ رواه أحمد والنّسائي وصححه الألباني .. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ إلا ردَّ الله عليَّ رُوحي حتى أرُدَّ إليه السلامَ". أخرجه أحمدُ، وأبو داود.. فما أعظمها من أجور ومن أجله من ثواب وأعظمه من شرف يناله العبد من الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم .. فأكثروا اخواني من الصلاة على حبيبكم ونبيكم ، واجعلوا السنتكم رطبة بذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في كل أوقاتكم وأحوالكم .. وربنا سبحانه وتعالى يقول :{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} .. أقول قولي هذا .... الخطبة الثانية : الحمد لله على إحسانه والشكر له على جوده وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسولكم تفلحوا.. ايها المؤمنون عباد الله : فقد شرعت الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم مطلقاً في كل وقتٍ وزمانٍ ، إلا أن بعض الأوقاتِ آكدُ من بعضٍ .. ومن الأوقاتِ والأحوال التي دلت النصوصُ على فضيلةِ الصلاةِ فيها على النبيّ صلى الله عليه وسلم . آخر التشهّدِ الثاني ، وهو من واجبات الصلاة التي لا تتم إلا بها . وكذلك عند ورود ذكره عليه الصلاة والسلام ، أو كتابة اسمِهِ ، وقد ذهب نفر من أهل العلم إلى وجوب ذلك ، وقال عبد الله بن عمرو : حدثني بعض إخواني ممن أثق بهم قال : رأيت رجلاً من أهل الحديثِ في المنامِ فقلت : ماذا فعل الله بك ؟ قال : رحمني أو غفر لي . قلت بم ؟ قال : إني كنتُ إذا أتيتُ على اسم النبي صلى الله عليه وسلم كتبتُ : صلى الله عليه وسلّمَ .. وليجتنِبِ المُسلمُ كتابةَ الصلاةِ على النبي -صلى الله عليه وسلم- منقوصة رامِزًا إليها بأحرف ، كمن يكتُب: (ص)أو (صلعم)؛ لأن ذلك غيرُ لائقٍ بحقِّه -صلى الله عليه وسلم- ومن مواطن الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام بعد الأذان .. روى مسلمٌ في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقولُ ، ثم صلوا عليّ ، فإنّه من صلى عليه صلاةً صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلةٌ في الجنّة لاتنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة )) . ومن مواطنِ الصلاة على أشرف الأنبياءِ عند الدعاء عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال : (( إذا أراد أحدكم أن يسأل الله فليبدأ بحمده والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبي ثم يسأل بعدُ فإنه أجدرُ أن ينجح أو يصيبَ )) وتشرعُ الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد والخروج منه. ويوم الجمعة وليلتها .. عن أنسٍ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة )) ومن مواطنِ الصلاةِ على النبيّ صلى الله عليه وسلم كذلك في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية ، وفي الخطبِ كخطبة الجمعةِ وخطبة العيدين ونحوهما.. أيها المسلمون : ومن لوازِمِ محبَّتِه -صلى الله عليه وسلم-: أن تتحرَّك الألسُنُ بالصلاة والسلام عليه كلما ذُكِر، وإن من الجَفَاءِ وقِلَّة الوفاء، ومن التقصير وقِلَّة التوقير: أن يُذكَرَ سيدُ البشَر -صلى الله عليه وسلم-، فتُحجِمَ الألسُنُ عن الصلاة والسلام عليه -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن الحُسين بن عليٍّ -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "البخيلُ الذي ذُكِرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ". أخرجه أحمد، والترمذي. أيها المسلمون : إن مجالس اللهو، وأحاديث اللغوخسارة على أربابها، وحسرةٔ على أصحابها، وقد جاءَ في القوم يجلِسون ولا يذكُرون اللهَ، ولا يُصلُّون على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما جلَسَ قومٌ مجلِسًا لم يذكُرُوا اللهَ فيه، ولم يُصلُّوا على نبيِّه؛ إلا كان عليهم تِرَةٌ، فإن شاءَ عذَّبَهم وإن شاءَ غفرَ لهم". أخرجه الترمذي. ومعنى: "تِرَةٌ". أي: حسرةٌ ونَدامةٌ .. فطيِّبوا مجالِسَكم بذكر الله -عزَّ وجل-، والتفقُّه في دينه، وتعلُّم سنةِ نبيِّه محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وسيرته وهديهِ وطريقته، وأخلاقه وشمائِلِه، واقتَدوا به واتَّبِعوه؛ تنالُوا عِزَّ الدنيا وشرفَها، وثوابَ الآخرة ونعيمَها... وصلوا وسلموا ...

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص