عندما تلامس الذكريات وجدانك وميولك .. فهي لا تُنسى

حضرموت اليوم // سعيد بن زيلع :: هناك شخصيات عملت بصمت ولها تاريخ وبصمات في مجالات متعددة .. سعيد أحمد بن سويد "أبو أيمن" شخصية شعبية معروفة بمدينة سيئون، فهو من أوائل مهندسي الدراجات النارية بسيئون بعد عميد مهندسي الدراجات عمر حيمد - يرحمه الله - وبدأ بن سويد مشروعه الأول كورشة بدائية لتلبيس وهندسة الدراجات الهوائية برفقة عاشور جمعان بن ناصر مهندس الدراجات النارية الشهير اليوم، ثم تحولا إلى هندسة الدراجات النارية كان هذا البداية في السبعينيات وبالتحديد خلف مدرسة النهضة بسيئون ، ثم انفرد وأنشأ له ورشة أخرى بسوق الحوطة ثم تحول بداية الثمانينيات برفقة هود بالطيور إلى دار السادة - مبنى مدرسة النهضة الحالي - ، بعدها حوّل ورشته إلى المبنى المجاور للمدرسة الح وهو وإلى اليوم بورشته الشهيرة مع رفيق دربه هود يكسب قوت يومه ومتطلبات أسرته من عرق جبينه بواسطة مهنته هذه ، بل تخرج في ورشته شباب كثر فتحوا لهم ورش خاصة وبرزوا في مجال هندسة الدراجات النارية والفضل يعود بعد الله لأبوا أيمن وهود . بالإضافة إلى أن بن سويد مهندس دراجات نارية فهو أيضاً متعدد المواهب فهو مغني وضارب دش وعازف مدروف ، فقد ظهرت موهبته كمنشد بأول فرقة طرب بسيئون ( فرقة جوهرة ) التي أنشأها الفنان القدير السيد/ على السقاف " بن قاله " - رحمه الله - ثم تابع أدواره الفنية وعازف مدروف بفرقة " بنشر " .. هذه الفرقة كانت تؤدي رقصة القزحة التي تشبه " بني مغراه " وتشارك في افراح الزواجات آنذاك و تتغنى بالأغاني الثورية الحماسية وتتكون من سعيد بن سويد عازف مدروف ومحمد سالم السيود ضارب هاجر ، وأخيه عمر مع عاشور جمعان بن ناصر ضاربي دش ، أما مبارك الخديّد - يرحمه الله - فهو ضارب مرواس " تنِّه" ويشاركهم غازي باحميد ، ولم توجد أي فرق بسيئون آنذاك إلاّ هذه الفرقة وفرقة رقصة الزربادي بقيادة مغني الموشحات/ عمر محفوظ باصالح، المتعدد في تقديم أعمال الخير لأهل مدينته عليه رحمة الله ، ثم واصل بن سويد مشواره كعازف مدروف بالفرق الرسمية آنذاك كفرقة اتحاد الفنانين وفرقة الثقافة والسياحة وشارك في عدة مناسبات وطنية سواءً محلية أو مركزية . إبن سويد صاحب حس فني متنوع وما أن تدخل ورشته المشهورة ويسمعك تدندن في أي أغنية إلاّ وسار معك بالأغنية التي تدندن فيها وحدثك عن مغنّيها ومتى غنّاها وأبياتها وشاعرها ومعانيها . وحينما زرت ورشة بن سويد قبل أيام لإصلاح دراجتي "العجوز" دردشت كعادتي مع الأخ سعيد عن الفن حتى أوصلني إلى رحلته لمدينة الشحر قبل حوالي ثمان سنوات برفقة السيد الداعية عمر بن سالم بن حفيظ والأستاذ/ عمر بن أبو بكر بن عقيل لحضور زواج السادة آل محضار هناك، وكهاوي وعاشق للفن الحضرمي الأصيل - حرص على زيارة فنان الشحر الكبير/ سعيد عبد النعيم ببيته ، وأخذ يدندن معه بمدروفه والتقط صورة تذكرياته معه كأحد هامات الفن الحضرمي تضاف إلى أرشيفه وتاريخه الفني وعبّر قائلاً: إن مثل هذه الصور تمثل ذكريات حلوة وجميلة لا تنتسي . وصدق بن سويد .. فعندما تلامس الذكريات ميولك وهواياتك ووجدانك ومشاعرك الفنية يكون لها طابع خاص في النفس لا ينسى . سعيد عبد النعيم ، وأسمه الكامل سعيد عبد النعيم خميس النوبي - يرحمه الله - صاحب الغناء الحضرمي الأصيل من مواليد 1905م ويقال أنه أول من غنى للشاعر المحضار ، وُلقِّب بشيخ الفنانين " أي فناني حضرموت "، وتوفى عام 2010م بمدينة الشحر عن عمر ناهز (105 عام) ملئ بالعطاء الفني المتميز رحمه الله .. ومثل هذا التاريخ لابد وأن يُبرز ،

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص