الإصلاح الذي فيه يختلفون .

الكاتب مروان الغفوري ( م . غ ) كعادته المعتادة يقبل كالغيث فيغرقك بمديحه ثم مايلبث أن يدبر فيذرها قاع صفصفاً لا يبقي فيها ولا يذر. صباح اليوم كانت مخيلته قد حامت حول حزب الإصلاح فراح ينسج ثم ينكث مانسج ليصنع فسيفسائية تحمل المتناقضات التي تشكلت في مخيلته وحسب . ومايلبث ان يفرغها في مايشبه مقالاً غفورياً فقيراً من الحقائق مليئاً بالمتناقضات. وقال : إن هذا هو الإصلاح. وعنونه بعنوانٍ إنفعاليٍ نصه " لاتصدقوا الإصلاح" وجدت نفسي وتحت ضغط والحاح بعض الأصدقاء خصوصاً ممن لا يعلم الكثيراً عن الإصلاح وتتملكه الرغبة بالمعرفة أكثر وجدتهم يلحون علي أن أفند ماكتبه الغفوري أو أعترف بصحة مايدعية. المشكلة أن الكثيرين من الناس وما الغفوري إلا نموذجاً منهم يحاكمون الإصلاح إلى ماهو موجود أمامهم من كيانات وأحزاب وأفكار ويفترضون أن الإصلاح نسخةً مكررةً منها ، فهم لا يحاكمونه كونه حزباً سياسياً يحمل فكرته الخاصة به ومنهجة المتفرد ، وأنه كيان مستقل تماماً عن غيره من الكيانات والأفكار والأحزاب الأخرى. فتارة يفترضون بحسن نية أو بسؤ طوية أن الإصلاح نسخةً من تنظيم القاعدة يحارب الحكام ويكفر الآخرين وينحو نحو العنف. فإذا استمروا على هذه الفرضية فترة من الزمن تبين لهم بانه لا يشبه القاعدة من قريب ولا من بعيد بل يخالفها كثيراً . فقالوا إذاً هو جماعة صوفية ، وما أن تمر فترة حتى يكتشفوا بأنه أيضاً ليس جماعةً صوفيةً . فقالوا إذاً من المؤكد بأنه جماعة سلفية وما أن تمر الأيام إلا ويكتشفون بأنه ليس من الجماعات السلفية بل وله خلاف معهم كبير. فقال بعضهم إذاً فالإصلاح ليس من ضمن الجماعات الإسلامية أصلاً بل هو أقرب إلى الأحزاب اللبرالية أو العلمانية وما تمض فتره حتى يتبين لهم بأنه ليس كذلك. فيقولون هو أصلاً تجمعاً قبلياً ومصلحياً وما أن تمر الأيام إلا ويظهر لهم بأنه أكثر مدنية وينخرط في مختلف مستوياته التنظيمية من صفوة المجتمع من المثقفين وحملة الشهادات الجامعية والعلياء. فيقولون إذاً هو حزب للعلماء ورجال الدين وطلبة العلم الشرعي ورواد المساجد أو مايسمى ب( المطاوعة) فتظهر فيه مرجعيات من عامة الناس وممن لا يشتهر عنهم شيئ مما سبق وكما قال الغفوري ساخراً أو متخيلاً بأن بعضهم لا يجيد الصلاة كما هي في كتاب (صفة صلاة النبي !!! ) . حينها يقولون بل هو شيئ آخر عصيٌ على الفهم والتفسير !!! إذاً أين تكمن المشكلة تحديداً ؟؟؟ هل المشكلة في الإصلاح ؟ أم فيمن لم يفهم الإصلاح ثم يحاول أن يفهمه بعيداً عن أدوات الفهم الصحيحة. ؟؟!! في رأيي أن المشكلة تكمن في أن الكثير قد وضع قوالب جامدة مستقاة من واقع حال الجماعات والأحزاب والكيانات التي تعرف عليها وهو يريد أن يسقطها على الإصلاح ويسقط الإصلاح عليها باعتبار أن الإصلاح ليس سواء صورة مستنسخة ومكررة من تلك النماذج الموجودة سلفاً والمعروفة لدى الجميع . فلماذا نلزم الإصلاح إلا بأن يتقولب في هذا الإطار أو ذاك ؟. أو لابد إلا أن يكون نسخة من هذا الكيان أو ذاك؟؟!!. أيها السادة الكرام : الإصلاح مشروع حضاري يمني فريد. أبدعت في إنتاجه العقول اليمنية التي توارثت الإبداع والتجديد والإصلاح عبر التاريخ ، وهو يتوخى الحلول الصحيحة للمشكلة اليمنية وفق دراسة موضوعية واقعية شخصت حالة الوطن بما يحوية ويحتويه، وبما يناسبه ويعنيه ، وظروفه وحاجياته. ويراعي خصوصيته ومزاياه ، ثم تم وضع الحلول المناسبة دون أن يلزم نفسه بتكرار نماذج وتجارب الآخرين والتي أثبت معظمها فشله في ميدان التطبيق العملي على الأرض الواقع اليمني . لذلك فالإصلاح حالة فريدة مبتكرة ابداعية تحمل لهذه الأمة الخير والصلاح والفلاح بإذن الله تعالى . ولمن أراد أن يتعرف على الإصلاح كما هو فليحاكمه إلى مبادئه التي قام عليها. ووثائقة التي يتبناها . وآلياته التي أختارها وينتهجها . وليس إلى إفتراضات وتكهنات وتخيلات يفترضها المرء ثم يعتبرها نتائج مسلمة لا تقبل النقاش ويبني عليها أحكاماً نهائية ويكون فيها هو الخصم والحكم والقانون والجزاء . ثم يدعي بأن الإصلاح لغزٌ عصيٌ على التفسير.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص