حزب الإصلاح بين الواقع والإتهام.

حزب الإصلاح حزب يمني معترف به من قبل الشرعية اليمنية وهو شريك أساسي في جبهات القتال بمأرب وتعز والجوف ونهم والبيضاء. يمكث قادة الحزب في مأرب وبعضهم في السعودية وبعضهم في دول أخرى بعد أن شن عليهم الحوثي حملة اعتقالات بالجملة إبان دخوله صنعاء والسيطرة على مؤسسات الدولة اليمنية. أعتقلت جماعة الحوثي بعض كوادر الإصلاح من بينهم محمد قحطان الشعبي عضو مؤتمر الحوار الوطني والسياسي اليمني المحنك، وأمين الرجوي قائد إصلاح إب حيث وضعته المليشيا في مكان مستهدف من قبل طائرات التحالف فلقى مصرعه شهيداً بإذن الله، وآخرين من الصف الأول والثاني في الحزب. كما استشهد العديد من قادة الحزب في المعارك التي تشنها الشرعية بدعم من التحالف على الحوثيين، ومن أبرز شهداء الحزب القائد نائف الجماعي الدكتور والشاعر الأديب وعضو مؤتمر الحوار، استشهد نائف وهو يقاتل الحوثة في الصفوف الأولى، وبالإضافة إلى نائف استشهد العديد من علماء ودعاة ومفكري وكوادر الحزب في القتال ضد الحوثة. فضل حزب الإصلاح السكوت عن حالة التهميش المتعمد التي يُعامل بها من قبل جهات نافذة في الشرعية، وقدم مصلحة وحدة الكلمة اليمنية ووحدة الصف على مصلحة الحزب. فلو نظرنا لوزراء الإصلاح في الشرعية لوجدناهم أقل من 4 وزراء يديرون وزارات هامشية وأغلبهم ممنوع من دخول عدن كما تريد الإمارات. وأما في الجانب العسكري فلا نجد الإصلاحيين سوى جنود عاديين ضمن القوات اليمنية على الرغم من الشهادات العليا التي يحملونها، لكنهم يتمتعون بمرونة نابعة من قوة الهدف والفكرة التي يمضون عليها وهي تحرير اليمن من مليشيا الظلام والهلاك الحوثية. بعد كل هذا التوضيح لنعد إلى عنوان المقال لماذا يتعرض الإصلاح لحملة متزايدة على الرغم من بعده عن أماكن صناعة القرار لدى الشرعية اليمنية؟ ولماذا تتزايد الحملة عليه مع كل هجوم تشنه قوات الشرعية في جبهات القتال؟ وما أسباب الهجوم على الإصلاح؟ الإصلاح حزب كالمؤتمر والرشاد والاشتراكي وغيره من الأحزاب الأخرى فلماذا يتعرض للهجوم وحده؟ علي صالح قبل هلاكه كان يعادي الإصلاح وبقوة غير أن شعبية الإصلاح حينها منعته من إتخاذ أي خطوات سيئة بحق الحزب ورجاله، ولم يكن لديه خيار لمواجهة قوة الإصلاح سوى سلاح الشائعات والأراجيف التي يبدو أنها أثمرت إلى حد ما. فعمل صالح وجهازه على إشاعة معلومات كاذبة تبين كذبها بعد حرب الحوثي على عدن، ومن ذلك ما كان يروج له من أن علي محسن الأحمر إصلاحي لكنه يخفي ذلك، ولأنه إصلاحي قام بالسطو على أراض واسعة بعدن تقدر مساحتها كمساحة البحرين وقطر! فبعد تعيين عيدروس محافظ لعدن أختفت هذه الشائعة فلو كان علي محسن المتهم بإنتماءه للإصلاح يسيطر حقا على أراضي بعدن لما سكت عن ذلك عيدروس وهاني بن بريك. واليوم تظهر شائعات كثيرة بعضها تتحدث عن إختلاس قادة الإصلاح لأموال الجبهات، وبعضها يزعم أن الإصلاحيين في الجبهات يبيعون الأسلحة للحوثيين، وبعض تلكم الشائعات تقول بأن قيادة الإصلاح في السعودية مخترقين الشرعية لصالح قطر! وكثير من الأكاذيب التي يستطيع كل عاقل تفنيدها بمجرد المرور عليها. لكن السؤال المهم ما أسباب الهجوم على الإصلاح الآن؟ ظل حزب الإصلاح بعيد كل البعد عن جرائم النظام السابق من فساد وغلاء معيشة وغيرها، واستطاع أن ينأ بنفسه عن صراع أطراف الشرعية في المناطق المحررة، وهو ما دفع ببعض الجهات الخارجية التي لا تريد الخير ولا الاستقرار لليمن لشن هجوم على الإصلاح بعد أن رأت فيه مشروع اليمن المستقبلي، والحزب الذي يمكن أن يقوم بتطوير وإصلاح وتنمية البلاد في حال آلت إليه الأمور. وإنطلاقاً من هذا أوعزت تلك البلد لأطراف في اليمن داخل الشرعية وخارجها بشن هجوم إعلامي غير مسبوق على حزب الإصلاح الذي لا علاقة له بفشل السلطات بحضرموت وعدن، ولا علاقة له بالسجون السرية سواء أن بعض من عناصره ضحايا تلك السجون، ولا علاقة له بالحرب التي حدثت بين أطراف الشرعية في عدن، ولا علاقة له بوقف رواتب الموظفين، ولا علاقة له بغلق ميناء عدن ومطار المكلا. إتهام الإصلاح والتحريض عليه عملية ليست مزحة يقوم بها طفل أو صبي، بل هي جزء من مخطط عالمي يهدف للقضاء على الجماعات الإسلامية السياسية لأنها تشكل تهديد لقيم أمريكا الفاضخة وأخلاقيات أوروبا المتدنية في العمل السياسي. الهجوم على الإصلاح يأتي لكونه ذو خلفية إسلامية وهو ما لا يريده أعداء الأمة. لكل عاقل في اليمن أنظر بعين الصدق لكل حدث وأبحث عن الإصلاح أين موقعه من هذا أو ذاك الحدث، هل حدث وأن عارض الإصلاح مشروع يخدم المواطنين؟ هل حدث وأن طالب الإصلاح بجرعة ضد المواطنين؟ هل حدث وأن دعا الإصلاح لحرب على هذا أو ذاك الفصيل؟ إذا لماذا جعلوا من الإصلاح الشيطان الرجيم في نظر البسطاء الذين لم يطلعوا على حقيقة الأمر؟ بعد أن فشلوا في الإيقاع بالإصلاح وفشلوا كذلك في إلصاق تهم الإرهاب فيه ذهبوا لتشويه الإصلاح لدى عامة اليمنيين لعلهم بذلك يبعدون الناس عنه، لكنهم بفعلهم أعطوا الإصلاح زخم إعلامي كبير وأظهروه بشكل غير مقصود منهم أنه قوة حقيقية عظمى في اليمن وهو صحيح. أوجه نصيحة لكل اليمنيين من يتهم الإصلاح أو يحرض عليه لا تقف بوجه وتدافع عن الإصلاح، لكن عليك أن تطلب دليل وبينة على كل معلومة يقولها، حينها ستعرف لماذا أنا الذي كنت أسب وأشتم الإصلاح أدافع عنه الآن ربما أكثر من أنصاره.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص