الحنين الى المستقبل ..

مع بزوغ الفجر يتطلع ملايين الناس حول العالم إلى قضاء يوم ناجح سعيد ، يشغل تفكيرهم اجندات اعمالهم ، يغادر بيته آمناً مطمئناً حتى اصبح الامان مع مرور الزمن نعمة منسية. في اليمن وبضع دولٍ مشابهة له في الحال ومخالفة له في المكان، نعيش ويعيشون هموم الحاضر وآلام الامس وجراحة التي لاتندمل إلا وتفتح جراح اخرى ، ومعها نعيش ويعيش نظرائنا وضعاً واجندات تختلف عن اجندات الشعوب المستقرة ، فمع بزوغ الفجر ينتظر اليمني حتى شروق الشمس بشكل كامل حتى لا يصاب برصاصٍ طائش او شضايا انفجار ناتج عن عبوة ناسفة زرعت على حافة الطريق.. يتطلع اليمني مع شروق كل شمس إلى أن يعود إلى بيته سيراً على الاقدام ، يأمل في ان لايزيد صرف الريال اليوم عن الامس ، يتمنى ان لايسمع عن حوادث قتل تحت اي عنوان. وبينما الشعوب الحية تعيش هذه الحياة بجمالها باحثةً عن الجديد وعن ما يسهل حياتها ، يعيش اليمني متنقلاً بين نشرات الاخبار لعله يسمع مايبعث الامل ويدعوه للتفاؤل لينام نوماً عميقاً ويستيقض ليتطلع ليوم جميل يذهب فيه الى عمله لايخاف على نفسه وماله واهله إلا الله والذئب على غنمه. فمثلما تحتاج الشعوب المطمئنة الى لحظات رعب تدخل الخوف في نفوسها حتى تكون حياتهم متوازنه.. فراحوا يشاهدون افلام الرعب والخوف لاحداث التوازن ، فنحن كذلك نحتاج الى لحظات طمئنينة وسلام حتى نبقى على اتصال مع باقي شعوب العالم ، فقد يمر على الانسان زمان يرى بلده تعيش على قارعة طريق العالم مادةً يدها للجميع تسألهم العون والمساعدة دون ان يلتفت اليها احد. ومع زيادة ضغوط الواقع يشعر اليمني بحنينً إلى المستقبل ، المستقبل الذي قرأناه ودرسناه في تقارير ونشرات لكننا لم نراه بعد في واقعنا المعاش. الحنين إلى المستقبل هو مايبقي الشعب على قيد الحياة ، وهو اكسير الحياة الذي يبقي الشعوب حية وقوية وفتية، اليوم ها انا ذا استعد لخوض يومٍ جديد بحذر وترقب مثلي مثل كل اليمنيين ، لكني وبدلاً من ان اتطلع ليوم عمل خالٍ من المتاعب.. اجد في نفسي شعوراً متزايداً بالحنين الى المستقبل الذي يرونه بعيداً واراه قريبا.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص