عذراً ايها الرفاق ..

. منذ نعومة اظافرنا وأنتم تلقنونا " لنناضل من اجل تحقيق الوحدة اليمنية" كنتم تزرعون حب الوحدة في مناهجنا وفي عملتنا الوطنية حتى انكم تخليتم عن اسم مؤسسة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية للنقد إلى" مصرف اليمن" فقط. كانت كل فعالياتكم وانشطتكم تسوقنا سوقاً إلى الوحدة اليمنية ، وتحذر من مشروع الجنوب العربي ، كتب الاستاذ عبدالله باذيب محذراً قبل الاستقلال من المشاريع الاستعمارية فوصف " الجنوب العربي" وقال انه مشروع يراد منه الحيلولة دون توحد شطري اليمن! وحذر ثوار الجنوب والشمال الى هذا الخطر. فحاربتم مشروع الجنوب العربي وطردتم حزب الرابطة الذي كان يحمل هذا المشروع ونكلتم به ، وركزتم كل شي على مشروع واحد فقط وهو " الوحدة اليمنية " وبعد تحقيق الوحدة كنا نتغذى على حبها ، حتى تمكن من شغاف قلوبنا. احترمنا اسم اليمن وراية اليمن ونشيد اليمن الوطني ، وهذا كله بفضلكم ، وقفنا كالاشجار الباسقة صباح كل يوم في مدارسنا إحتراماً للنشيد الوطني، ولراية الوحدة ذات الثلاثة الوان ، لازلت اتذكر الاستاذ رمضان بن صيدة المربي الفاضل ونحن طلاب في الصف الخامس في مدرسة التعاون بسيؤن عام ٩١م ، وهو يقف باستقامة دون حراك عند عزف النشيد الوطني.. حتى انني وكثير من الطلاب اعتقدنا انه لا يتنفس! كان يقول لنا ان من سمع النشيد الوطني يجب ان يقف مباشرة دون حراك ، عند عزف النشيد يتوقف كل شيء.. كل شي دون استثناء إلا راية الجمهورية اليمنية ترفرف خفاقةً وهي صاعدة على سارية العلم والجميع ينظر لها بانبهار وهو يستمع الى وحدتي.. وحدتي.. انت عهد عالقٌ في كل ذمة... واليوم مالذي حصل لكم ؟ هل تغيرت الجغرافيا فلم نعد جنوب اليمن ؟ ام تبدل التاريخ وكنتم تكذبون علينا ؟ كيف اصبح الحلم كارثة.. وغدت الكارثة حلم!! كانت الوحدة حلم حتى قبل الاستقلال وكان الجنوب العربي كارثة تهدد ذلك الحلم ، واليوم اصبحت الوحدة كارثة والجنوب العربي حلم. عذراً ايها الرفاق.. فنحن من خبزت ايديكم واوكت افواهكم ، فلا تلومونا نحن الثابتون على ما وقرتموه في قلوبنا منذ الصغر ولوموا انفسكم ، إن كان هناك ما يستحق اللوم ، لسنا مذنبون ولستم صادقين على مايبدوا ، فالجغرافيا والتاريخ يفترض بها أن تكون ثوابت وليست ادوات طيعة بيد السياسيين يكيفونها وفق اهواءهم وما تطلبه المرحلة. عذراً ايها الرفاق.. سيظل حب اليمن الموحد يجري في دمي ، اتنفس عبيره واحب نشيده ، واعشق رايته ، لانكم علمتونا على الثبات لا التلون.. كما احيي كل الرفاق الذين لازالوا يحملون هم إصلاح هذا المشروع الوطني العروبي وفق مبدأ إصلاح البيت افضل من هده.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص