تعزيزات انقلابية إلى الحديدة وعجز أممي عن تثبيت وقف النار

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الميليشيات الحوثية دفعت بتعزيزات جديدة من عناصرها في صنعاء إلى محافظة الحديدة الساحلية على وقع التصعيد المستمر للجماعة في جبهات المحافظة، وفي ظل العجز الأممي عن تثبيت وقف إطلاق النار بموجب الهدنة التي كان بدأ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عقب اتفاق السويد.

 

جاء ذلك في وقت أعلنت فيه القوات الحكومية تحرير مناطق جديدة في مديرية ماوية التابعة لمحافظة تعز (جنوب غربي) بالتزامن مع استمرار تعزيز الانتصارات المحررة في مديريات كتاف ورازح وباقم في محافظة صعدة الحدودية شمالاً.

 

وفي هذا السياق، ذكرت المصادر أن الجماعة الموالية لإيران واصلت في الحديدة على أكثر من جبهة قصف المواقع والقرى السكنية الخاضعة للقوات الحكومية المشتركة في مختلف جبهات القتال وعلى خطوط التماس، في ظل عجز المراقبين الأمميين عن تثبيت وقف إطلاق النار وإلزام الميليشيات بالكف عن التصعيد الميداني.

 

وذكرت المصادر أن الميليشيات دفعت أمس بالمئات من عناصرها في صنعاء إلى جبهات الساحل الغربي، بعد أن تلقوا تدريبات مكثفة أشرف عليها القيادي في الجماعة علي الكحلاني، بالتزامن مع نقلها أسلحة ومعدات عسكرية وكميات من الألغام البرية والبحرية إلى مناطق متفرقة من الحديدة على متن شاحنات مدنية.

 

واتهم المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي في القوات الحكومية وضاح الدبيش في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الجماعة الحوثية بأنها تتعمد نسف اتفاق السويد والتهرب من تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة انتشار وفق مفهوم العمليات المرحلة الأولى من خطة إعادة انتشار المتفق عليها أخيرا في اجتماع السفينة بحضور الجنرال الأممي المنتهية مهمته مايكل لوليسغارد.

 

وقال المتحدث العسكري إن الميليشيات أصرت على إفشال ولو جزء بسيط - على حد تعبيره - من بنود الاتفاق فيما يخص عمليات التحقق والمراقبة، وهو الاتفاق الذي أشار الدبيش إلى أن الجماعة الحوثية لم توافق عليه إلا على مضض بعد أن صدرت التعليمات لهم من طهران.

 

وكشف عن تلقي رسالة من المراقبين الأميين إلى كل من ممثلي الحكومة والجماعة الحوثية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، قبل أسبوع، تتضمن طلباً لتعيين أسماء لجنة ضباط الارتباط والمراقبة لعدد 24 ضابط ارتباط، بالإضافة إلى عدد ثلاثة ضباط سابقين هم ضباط الارتباط الرئيسيين من أجل انتشارهم في المواقع الساخنة التي تشهد خروقاً يومية للهدنة وهي «حيس، الجبلية، التحيتا، الدريهمي، كيلو 16، شارع الخمسين، ومستشفى 22 مايو، وكيلو 8».

 

وأوضح الدبيش أن رسالة المراقبين طلبت الاستعداد من الطرفين خلال 24 ساعة لتنفيذ عملية الرقابة الميدانية، وهو ما لم يتخلف عن تلبيته الفريق الحكومي الذي حدد أسماء ضباط الارتباط وأعلن عن الجاهزية على للبدء في التنفيذ، غير أن الميليشيات لم تنفذ الطلب الأممي رغم مرور نحو أسبوع.

 

وأكد المتحدث العسكري أن الميليشيات قصفت موقع تواجد أعضاء لجنة ضباط الارتباط الحكوميين، في حين عجز فريق المراقبين الأمميين في إقناع قادة الميليشيات بتقديم كشف أسماء المراقبين الحوثيين، وهو ما عطل حتى الآن عملية تثبيت وقف إطلاق النار.

 

وفي سياق متصل بالخروق الحوثية، أفادت المصادر الرسمية للجيش اليمني بأن الميليشيات أطلقت قذائف مدفعية الهاون بشكل مكثف أمس نحو منازل المواطنين في مديرية التحيتا جنوب الحديدة، ما أسفر عن إصابة طفلين بجروح أحدهما وصفت حالته بالخطيرة، وتم نقلهما إلى المستشفى الميداني في التحيتا لتلقي الإسعافات الأولية ومن ثم تحويلهما إلى مستشفى الخوخة لاستكمال تلقي العلاج.

 

وذكر الموقع الرسمي لألوية العمالقة الحكومية أن الميليشيات قصفت أمس بالمدفعية والصواريخ في شكل عنيف مواقع القوات المشتركة الحكومية في كل من شمال وشرق مديرية حيس جنوب الحديدة.

 

وفي السياق نفسه، أفادت المصادر نفسها أن الميليشيات عاودت القصف العنيف على مواقع القوات المشتركة شرق مديرية حيس بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.5 وعيار 12.7 وبسلاح معدل البيكا.

 

وأوضحت وحدة المصادر في ألوية العمالقة أن قصف الميليشيات على المواقع استمر على فترات متقطعة، ضمن آلاف الخروق الحوثية التي تمارسها الميليشيات منذ انطلاق الهدنة الأممية.

 

إلى ذلك، أفادت المصادر بأن الميليشيات قصفت ظهر أمس بتوقيت الحديدة، مواقع تتبع القوات المشتركة الحكومية في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة.

 

وقال الموقع الرسمي لألوية العمالقة إن القصف والاستهداف الحوثي الممنهج واليومي في جميع مناطق الحديدة تزامن مع عمليات عسكرية وهجمات واسعة شنتها الميليشيات مؤخراً على مواقع القوات المشتركة في مديرية التحيتا، في محاولة منها لاستعادة السيطرة عليها وباقي المناطق التي خسرتها سابقاً.

 

وأشار الموقع إلى أن هذا التصعيد بالتزامن مع الصمت والتجاهل من قبل المجتمع الدولي من شأنه القضاء على عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وتسعى الميليشيا لوأدها.

 

وأكد الموقع العسكري أن مواقع القوات الحكومية المتمركزة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا تعرضت صباح أمس (الاثنين) للقصف بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في وقت تواصل الميليشيات حشد المقاتلين والدفع بتعزيزات كبيرة تتضمن آليات عسكرية تحمل مئات العناصر الحوثية إلى منطقة الجبلية ومختلف جبهات الحديدة في إطار تصعيدها العسكري المستمر.

 

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص