من (مطيع) الى (أبواليمامة).. رجال (يافع) تحت النار..العقدة القديمة المتجددة..

تعتبر قبيلة (يافع) من كبرى قبائل جنوب اليمن والمؤثرة في المشهد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي على مدى عقود خلت في مختلف التحولات التي شهدتها البلاد حتى اندلاع الحراك الجنوبي في 2007 والمقاومة ضد مليشيا الحوثي في 2015م. و حافظت (يافع) على تماسكها الاجتماعي بفضل نظامها القبلي الذي ساعد في تجاوز كثير من المنعطفات التي عصفت بغيرها من المناطق التي غابت عنها الدولة والقبيلة في وقت واحد و حرمت من مرجعيات تجمع الجهود و تجنبها المخاطر. لكن كثير من شخصياتها ترى بأنها تعرضت للاقصاء والتهميش والابعاد منذ وقت مبكر بعد استقلال الجنوب في 30 نوفمبر عام 1967م، وهو ربما ما اعادته الى الذاكرة عملية اغتيال العميد منير المشألي قائد اللواء الاول دعم واسناد التي تبنتها جماعة الحوثي صباح الخميس الماضي اثناء حضوره عرض عسكري في معسكر الجلاء في مديرية البريقة بعدن. اغتيال المشألي المعروف ب (أبواليمامة) لم يكن الاول ضمن شخصيات (يافع) التي تعرضت للابعاد من المشهد السياسي في الجنوب سواء كان بالاقصاء السياسي او عبر الاغتيال والتصفيات. (محمد صالح مطيع) اسم لمع في سماء السياسة في عدن ضمن شخصيات (يافع) القليلة التي سمح لها بالتصدر في عقد السبعينيات ابان حكم الرئيس الراحل سالم ربيع علي. (مطيع) المنتمي لقبيلة (القعيطي) التي تسكن مرتفعات (سرو حمير) تقلد عدة مناصب حكومية منها وزارة الداخلية وبعدها وزارة الخارجية وعرف (بثعلب الجزيرة والخليج) وكان له جهود كبيرة في تقريب العلاقات (الجنوبية – السعودية) وفتح السفارة السعودية في عدن بعد عزلة كبيرة عاشها نظام عدن. تلك الجهود كانت السبب في اغتياله لاحقا ضمن صراع الأجنحة داخل الحزب الحاكم بتهمة العلاقة مع الرجعية! والتي كانت الفتيل لاندلاع حرب يناير 1968م. ومع كل استهداف جديد لشخصيات (يافع) تبرز العقدة التاريخية المتشكلة ضمن مداميك الصراع السياسي في الجنوب لتعيد الى الذاكرة مسلسل طويل من النزيف بنيران صديقة! برزت شخصيات مثل عبدالله الناخبي و علي هيثم الغريب ومحمد صالح طماح والشيخ عبدالرب النقيب وغيرهم مع انطلاقة فعاليات الحراك السلمي، واستضافت (يافع) اولى فعاليات التصالح والتسامح، ومع ذلك اقصيت تلك الاسماء وغيبت عن الساحة. ومع انطلاقة عاصفة الحزم قدمت (يافع) الكثير من القادة العسكريين الكبار ضمن المعركة ضد جماعة الحوثي الايرانية أبرزهم اللواء احمد سيف اليافعي و اللواء محمد صالح طماح، وأقصي نايف البكري من منصب محافظ عدن وعرقل عبدالعزيز المفلحي من ممارسة مهامة محافظا لعدن. وكما الصقت تهمة العمالة مع الرجعية بالشهيد محمد صالح مطيع، وقعت (يافع) حاليا ضحية لحملة لالصاق تهمة الارهاب بها من قبل ذات النيران الصديقة! وفي حين ان المقصود ب(الرجعية والارهاب) من قبل من اطلقوا تلك الاتهامات قديما وحديثا هي المملكة العربية السعودية، في تكرار لايخلو من عفوية، فهل يأتي استهداف (يافع) ضمن مخطط استهداف المملكة في اليمن؟ فمن (مطيع) الى (أبواليمامة) هل اضحى من المناسب الاستعانة بالمثل الشعبي القائل: (سنحرر الجنوب حتى آخر جندي من يافع!) للاستدلال على مشاعر الاستهداف التي باتت محيطة بأغلب شخصيات القبيلة وكابوسا مخيفا يلاحق من تبقى منهم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص