مخطط اغتيال المحافظ بين دناءة مرتكبيه وردة الفعل...

تباينت وجهات النظر حول الدوافع الكامنة لاعتقال السلطات الأمنية والعسكرية بحضرموت عدد من المشتبه بهم في تورطهم في مخطط خبيث يستهدف إغتيال اللواء فرج سالمين البحسني محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية.

وفي مثل هذه الأحداث شيء طبيعي تباين وجهات النظر بين مصدق ومكذب ومشكك في الحادثة من أصلها، غير أن البلاغ الصحفي الصادر عن النيابة الجزائية المتخصصة ألجم تلك الافواه، مثبتا الحادثة ومؤكدا إصدار النيابة الجزائية المتخصصة التوجيهات للأجهزة الأمنية والعسكرية بالقاء القبض على بقية المتهمين في هذا المخطط الخبيث.

وبناء على إثبات حادثة الاغتيال وبغض النظر عمن خطط ومول ونفذ وسواء كانت هناك أدلة تثبت إدانة المتهمين أو تبرئهم، فإن الحدث برمته يستدعي الوقوف عنده لسبر أغواره ومعرفة حيثياته..

فمحاولة الاغتيال من حيث التوقيت جاءت في مرحلة حرجة وصعبة تعيشها بلادنا جراء الحرب وتداعيات كورونا ورغم ذلك اختارت حضرموت السلامة والنأي بالنفس عما يجري حولها من أحداث لا تخفى على أحد نتائجها،

وحادثة الاغتيال ليست لشخص عادي بل تستهدف الرجل الأول في حضرموت فهي إذا تستهدف حضرموت بطولها وعرضها وهي تستهدف رجال نخبتنا الحضرمية باستهداف قائدهم، ومن نافلة القول أن حادثة الاغتيال الفاشلة ليس لها بعد شخصي فليس بين اللواء البحسني ثأر مع أحد وهو قائد المنطقة العسكرية الثانية ومحافظ محافظة حضرموت..

لهذا فالمحاولة هي إغتيال لحضرموت ومحاولة لواد نخبتها الفتية التي تشكلت بدعم الاشقاء في التحالف ودون رضى أطراف ترى في حضرموت مجرد اقطاعية تعبث بها و فيها كيفما تشاء..

لهذا شيء طبيعي يكون هناك حنق على حضرموت وعلى أهلها وخاصة هذه القوة الفتية وقائدها الحكيم الذي استطاع أن يجنب حضرموت كثير من المنزلقات وينجو بأفراده من مخططات رهيبة ليس أولها حادث الاغتيال هذا ولن يكون الأخير..

يدرك المتابع أن حوادث الاغتيال لحضرموت ورموزها لم تتوقف سواء كرموز عسكرية والتي كان آخرهم الملازم بن علي جابر مدير أمن شبام ورفاقه رحمهم الله فضلا عن المدنيين والعلماء والرموز القبلية والقائمة طويلة من ضحايا هذه الاغتيالات ومن مختلف الفئات وليس لهم من ذنب سوى أنهم حضارمة يرفضون الضيم ولا يقبلون الدنيئة ..

غير أن الفخ الذي يقع فيه بعض الحضارم للاسف بالمشاركة في طحن أنفسهم وجلد ذاتهم والنيل من رموزهم سواء علموا ذلك أم جهلوه يتمثل في عدم ادراك بعض الحضارمة لتبادل الأدوار بين قوى وأطراف تتربص بحضرموت، فتارة يشن هذا الطرف حملاته عبر أبواق ممولة تستهدف المحافظ البحسني أو غيره من الرموز والقيادات الحضرمية سواء كانت مدنية أم قبلية أو عسكرية وتارة أخرى يستلم الراية الطرف الآخر مستكملا مابداه الطرف الأول ولعل ما يجمع الطرفان رغبتهم في السيطرة والهيمنة على حضرموت ومقدراتها والنيل من معنويات أهلها وهز ثقتهم في قيادتهم ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي وحرف أهتمامات الحضارم عن قضاياهم الرئيسية وتوجيه طاقاتهم واستنزافها في معارك هامشية .......الخ

وقد أفشل اللواء البحسني كثيرا من هذه المخططات بحبه وإخلاصه لحضرموت وبثقة الحضارم فيه ووقف كالطود شامخا ومعه صفوة من خيرة أبناء حضرموت يذودون عنها ليل نهار ويفضحون حيل ومكائد الأعداء حتى دب اليأس في قلوبهم وقادهم لتفكير وتنفيذ الاغتيال المذموم.

إن الاغتيال المعنوي الذي نعانيه أخطر من الاغتيال المحسوس، كون الاغتيال المعنوي مستمر بأدوات وأساليب شتى وأحيانا عبر حضارم ربما يشاركون فيه جهلا بأهداف ومقاصد الأعداء أو طمعا في الفتات الذي يرمى لهم مقابل خيانتهم وبيعهم وطنهم وتوظيفهم ضد حضرموت ومصالح أهلها متدثرين بشعارات ظاهرها الرحمة ومطالب خدماتية كتحسين خدمات الكهرباء التي جعلوا منها شماعة للنيل من البحسني وكأن معاناتنا مع الكهرباء ظهرت في عهده وهو المتسبب فيها وكأنها ليست مشكلة مركبة وأسبابها متراكمة نتيجة عقود من الظلم والفساد والعبث بمقدرات البلد .. فتلك الشعارات باطنها الكيد لحضرموت وتدميرها وجرها لمربع العنف والاقتتال لحاجة في نفس أعدائها.

لكن المؤكد أنه ليس هناك حضرمي سوي يقبل باغتيال قائده أو محافظه وجر بلاده لمربع الفوضى والاحتراب ونسف ما تنعم به منطقته من أمن واستقرار وإن وجد من يقبل ذلك فهو عدو حضرموت المبين وعلينا التعامل معه كعدو كائنا من كان ومهما اختلق من ذرائع ومبررات......الخ

ومع أن اللواء البحسني انتهج سياسة الانفتاح على كل الأطراف والتواصل الايجابي مع الجميع ومع ذلك لم يسلم من سوء دناءة مرتكبي هذه الجريمة وبشاعة جريمتهم النكراء والتي إن نجحت لا قدر الله ستؤدي بحضرموت إلى مآلات لا يعلمها إلا الله ولكن الله سلم هذه المرة وهذا يعني أن على الاجهزة الأمنية والعسكرية أن تكون أكثر يقظة وحزما وعلينا أن نكون أكثر وعيا وحبا لحضرموت والتفافا حول قيادتها متمثلة في اللواء البحسني الذي أثبت أنه رجل النظام والقانون من خلال وضع الأمور في نصابها والاحتكام للسلطة القضائية طالبا العدالة وتجسيد روح النظام والقانون، ولم يحاول الانتقام لنفسه لا عبر المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها ولا بغيرها من الطرق للنيل من عصابة الاغتيال الآثمة، ليجعل مقولة إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته واقع ملموس وهذا من قمة العدل أن تقول الحق وتتبعه ولو على نفسك.. وهذا لعمري نهج العظماء وسلوك النبلاء وفعل الكرام..

وختاما حق للحضارمة أن يقتدوا بقائدهم ويفخروا به فلا يرمون التهم يمنة ويسرة بل يجب الانتظار حتى يقول القضاء كلمته ونعلم بعد ذلك من الذي مول وخطط ونفذ ولماذا؟.. حينها فقط سيكون للحضارمة أقوال وأفعال ستبلغ الافاق وستكون وبالا على المدانين وكابوسا يقض مضاجعهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص