الخيارات الضيقة .


لاتزال حضرموت تعيش على واقع ساخن والمتأمل في طبيعة ذلك الخلاف وجوهره يدرك أنه لايتجاوز عتبة قصر المحافظة نفسه في خلاف حول الموارد والنفوذ سرعان ما تطور بين الطرفين وزادت تعقيداته حتى وصل إلى طريق مسدود وصار كل طرف يستخدم أدواته الناعمة من أجل الاطاحة بالاخر .

 


لقد أشتدت ظراوة الحرب الناعمة بين الطرفين حتى جنح الأخ المحافظ بإتجاه مجلس حضرموت الوطني وداعميه مع الاستناد بالرئاسة اليمنية ممثلة بالرئيس العليمي ومغازلة مستمرة لقوم الانتقالي وذلك من أجل سحب البساط من تحت أقدام زعيم الجامع والحلف الأمر الذي أيقضه من مضاجعه وجعله يفضل لغة التصعيد ضد المحافظ بل ويفرض عليه مهل معينة ومطالبته له بمغادرة منصب المحافظ فورا مع اعتقادي الجازم أنه كان بالامكان أفضل مما كان وذلك بإيجاد حلول أفضل ومعالجات أجدر ونصائح جمة والتواصل مع جهات أعلى مع الصبر والثبات خير من تحريك الشارع والدخول في معمعة لاحدود لها ربما تضر أكثر مما تنفع .

 

حقا لقد جانب قوم الحلف والجامع الصواب وذلك عندما سلكوا طريقا وعرا ولم يتعلموا من دروس هبة الردود الخاسرة بل قاموا بإستنساخ تلك التجربة الفاشلة تحت غطاء مخرجات الاجتماع الاستثنائي المزعوم الذي يشابة إجتماع حرو يومها .

ويبدو أن جملة تلك التغييرات التي عصفت بالجامع والحلف أفقدته صوت العقل المتوازن والمتزن بعد أن غلب طابع الارتجالية العجيبة على خطواتهم فبعد أن حصروا أنفسهم في مهلة قصيرة مدتها شهر حيث لم تمضي نصف المدة حتى صيغت بنود مهلة أخرى ليحصر بها الجامع نفسه في الزاوية الضيقة وسط غياب الحلول ونهاية الأدوات الضاغطة ويخرجوا إلى وسط ساحة مفتوحة مليئة بالقوى العميقة والمتمرسة بالميدان والتي تجيد الاختراق وزراعة الآخرين من حيث لايدرون ويبقى السؤال المعضلة أمام قيادات الجامع والحلف ماذا بعد تلك النقاط العشوائية؟! خصوصاً بعد أن قطعت كل حبال الموده مع المحافظ مع إستمرار حالة التجاهل من الحكومة والرئاسة لهم.

 

يجب على الجميع أن يدرك أن اي مغامرة مجنونة نحو تصعيد المشهد عسكريا فأنه سيدخل المحافظة في دوامة لاتحمد عقبها وكذلك أي تأخير في عدم الاستجابة مع مرور عامل الزمن سوف يفقد الناس المجتمعين النشؤة والحماس وكذلك البقاء في الميدان مرهق ومكلف من كل النواحي الذي تبدو فيه الخيارات ضيقة جدا لذلك لا ندري من الذي وضع ذلك المكون في تلك الورطة المحرجة له كثيرا التي ربما تضعف كيانه وتفقده جزء من نخبتة المثقفة بل وتزيد حالة الاحتقان و الخلاف بين قيادات الحلف والجامع خصوصاً بعد فقد شخصيات كبيرة ذات وزن مالي وإجتماعي كبير.

 

إن استمرار ذلك الخلاف الغير منطقي يجعل المخرج الطامع بشقيه يجهز قواه بجانحيها العسكري والسياسي ليكون له نفوذا بالقرب من أماكن الذهب الأسود حيث استدعت الرياض مجلسها وتجهز قوات درع الوطن الموالية لها بينما ظل قوم أبوظبي التابعين الانتقالي يلتزمون الصمت وسوف ينطقون يوما ما لو تم الاقتراب من عش الدبابير .


والحقيقة الراسخة أنه يجب في الوقت الراهن علو الصوت الحضرمي المعتدل والمحايد والمؤثر وتسويق مبادرة تصالحية تضع حدا لتلك الخلافات العبثية بالاستناد إلى لغة الحوار والعقل والتقارب من أجل المحافظة على النسيج الاجتماعي والهدوء والامن والاستقرار خصوصا بهذا الظرف السياسي القاسي من عمر الأزمة اليمنية الذي يتطلب تكاتف الجميع لإنتزاع حقوق حضرموت بصوت واحد ووقفة رجل واحده بمعية السلطة المحلية ودعم كل المكونات الحضرمية وقوى المجتمع المدني فمتحدين ومتكاتفين نقف وننهض وننجح ومتفرقين ومشتتين نسقط ونخسر جميعا.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص