حوثي على قارعة الطريق بسيؤن.

.

في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في اليمن، ليس من المستغرب أن نسمع عن حوادث القبض على خلايا حوثية تسعى إلى تنفيذ أعمال إرهابية أو التخريب في مناطق متفرقة من البلاد، مؤخراً، استوقفتني حادثة مقلقة حينما علمت من مصادر اعلامية امنية بإلقاء القبض على خلية حوثية في طريقها إلى صنعاء، كانت قد انطلقت من حضرموت، تلك المحافظة التي اشتهرت منذ زمن بعيد بالسلام والتعايش السلمي.

هذه الحادثة ذكرتني بموقف مررت به شخصياً، في يوم كانت درجات الحرارة مرتفعة جداً، وكانت الكهرباء منقطعة كما هو الحال في أغلب مناطق البلاد، بينما كنت امشي في أحد شوارع المدينة، أوقفني موقف أحد سائقي الدراجات النارية، يبدو عليه أنه متعاطف مع الحوثيين، حيث همس لي قائلاً "سلام الله على أبو جبريل" لم يكن ليخفى عليّ من يقصد بأبي جبريل، إنه عبدالملك الحوثي، قائد جماعة الحوثي فهمت من كلماته أنه يريد أن يشيد بحكم الحوثي ويدعو له بالتوفيق، وربما كان يأمل في أن يجد لدي القبول أو التأييد.

لكنني لم أستطع إلا أن أتجاهله، وأكمل طريقي دون رد ورغم أن الموقف بدا بسيطاً وسريعاً، إلا أنه ترك في داخلي شعوراً عميقاً بالخوف والقلق من هذا الموقف جعلني أدرك أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يحملون نفس الأفكار والولاءات لهذه الجماعة الإرهابية، وهم يتجولون بحرية في شوارع محافظتنا السلمية، وكأنهم ينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض أو تنفيذ أجندتهم.

هذا الحادث يجب أن يكون جرس إنذار لنا جميعاً، وخاصةً للجهات الأمنية التي يجب أن تكثف من جهودها لمنع توسع هذا الفكر الاثني عشري السلالي الإرهابي، لا يمكننا أن نغمض أعيننا عن الخطر المحدق بنا وبأجيالنا القادمة وعلى الجهات الأمنية أن تفرض سيطرة صارمة على كل من يروج أو يتعاطف مع هذه الجماعات كغيرها من الجماعات الارهابية، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي شخص يشتبه في ارتباطه أو دعمه لهم.

كذلك، يجب على عقال الأحياء السكنية أن يكونوا أكثر يقظة وحرصاً في مراقبة كل ما يدور في مناطقهم هم الخط الأول في الكشف عن أي تحركات مشبوهة أو عناصر غريبة قد تسعى لزعزعة الاستقرار في مجتمعاتهم عليهم أن يكونوا على تواصل مستمر مع الأجهزة الأمنية وتزويدها بكل ما يحتاجونه من معلومات.

ولا ننسى دور المؤسسات التعليمية والدينية في توعية المجتمع على المعلمين والأئمة والخطباء أن يضاعفوا جهودهم في توعية الطلاب والمصلين بخطر هذا الفكر المتطرف، وأن يحثوا الجميع على التمسك بالقيم الإسلامية الصحيحة التي تدعو إلى السلام والتعايش.

لا يمكننا أن نسمح لهذا الفكر الاثني عشري الإرهابي بأن يتمدد أو يجد له موطئ قدم في مناطقنا علينا أن نتكاتف جميعاً، كلاً في موقعه، للوقوف في وجه هذه الأفكار المتطرفة وحماية مجتمعنا من الانزلاق إلى هاوية التطرف والعنف اليمن عامة وحضرموت خاصة كانت وستظل بلاد السلام والمحبة، ولن نسمح لأي جماعة أو فكر متطرف أن يسلب منا هذا الإرث العظيم.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص