الحماسة ... في شعر العلامة حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف

حضرموت اليوم / سيئون / خاص

على الرغم من المسافة الجغرافية عن عين الحدث و الأضواء إلاّ أنهم تفاعلوا مع أحوال الأمة ربما أكثر ممن الأدنى إليها فمنذ القدم كان للحضارمة السبق في كثير من الأدوار الهامة في صناعة تاريخ الأمة , وامتدادا لهذه الخاصية و دورهم في صناعة الكثير من الأحداث والمؤثرات الإيجابية ، ففي القرن المنصرف حيث شهدت الأمة أحداث هامة على مختلف الساحات منها ما نحن نعيش اليوم تبعاته , تفاعل الحضارمة مع ذلك بكل تفاصيله ومن أبرز ممن تفاعل في حضرموت علامة حضرموت و مفتيها ابن عبيدالله السقاف أحد أهم الرواد الحركة العلمية حينئذ على نطاق العالم العربي وخلفه في ذلك نجله رائد الشعر الحديث في الوطن العربي العلامة حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف , حيث وظف ذلك في الشعر الحماسي في مختلف أبواب قصائده سواء الدينية أو  الوطنية أو الرثاء أو غير ذلك .

وفي الحماسة من شعر العلامة حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف قدم نجل الشاعر الأستاذ عبدالرحمن بن حسن السقاف مساء الأربعاء 2/3/2011م في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع أمسية أدبية رائعة بعنوان ( الحماسة في شعر العلامة حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف ) استعرض العديد الأستاذ عبدالرحمن عدد من قصائد الحماسة في ديوان والده ( عبر وعبرات ) تعدد من خلال ذلك مواضع الحدث فتجده في بلاده اليمن ويتنقل إلى باكستان يرثي الشاعر الإسلامي محمد إقبال وتارة تأخذه الغيرة والحماسة إلى كمبوديا و أوغندا حيث يصف مواقف رئيسها عيدي أمين وتارة يسوح بملحمته ( دولة العرب 1968م ) في الوطن العربي من الرباط إلى عمان ليقول :

دنيا العروبة كبرى               فالمجد هاهو ذا طريقه

هذا هو المجد الكبير            يزلزل الدنيا شروقه

هذا هو الطوفان يحــ           سر عنه لامعة بروقه

ثم يعاود طوافه بالبيت العتيق والذكرى تطوف به يبث رب البيت شكواه و هموم بلاده ويناجيه في تخليصها من الاستعمار الجاثم على صدرها فيقول :

كم ذا نغني ومازالت قوافينا          نخطها بمداد من مآقينا

لا در در الليالي فقد طربت           على غنانا فزادت من مآسينا

وحضرموت  هوانا في مراتعها        ودونها عقبات من أمانينا

نطوف بالبيت و الذكرى تطوف بنا    و ننتهي ولظى الأشواق تضوينا

يا حضرموت أقلي من تذكرنا        مادام صرف الليالي لا يواتينا

ثم يعود إلى مسقط رأسه مدينة سيئون ليقول في قصيدة حنين  :

أن تكن سيئون تعرفني       أو تكن سيئون تجهلني

أنا لا أبكي على شبح            مزقته قسوة الزمن

إنما أبكي لغانية                  أخت تختال بالكفن

حسبت طياته أثرا             من تجارة القز باليمن

هذه مقتطفات من أمسية رائعة لبعض قصائد ديوان العلامة حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف ( عبر وعبرات ) والديوان هو الثاني من دواوين الشاعر فقد سبقه ( ولائد الساحل ) الذي طبع في بداية أربعينيان القرن المنصرم والذي حوى قصيدة ريادته السقاف للشعر الحديث ( درب السيف ) قبل نازك والسياب في عام 1935م , وعلى باب الحماسة وهو عنوان المحاضرة ارتكزت الأمسية وختمت فقرت العيون كما ذرفت حسرة على روح الفقيد الذي انقل إلى جوار ربه في خريف 1985م رحمه وأسكنه فسيح جناته .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص