كفى يا أدعياء الوطنية

 

بقلم / محمد كلشات

 

العمل من أجل بناء الوطن، ليس لزاماً أن تكون في الصف الأول أو الثاني، أو ذا منصب ووظيفة مرموقة، فالوطني من يعيش لوطنه لا من يتعيّش باسم الوطن و الوطنية، و للأسف هناك أفهام غير صحيحة في فهم العمل للوطن أو من أجل الوطن.

 

فعندما تسمع أن فلان من الناس قائم بواجبه الوطني، تسعى لمعرفة من هو ذلك الشخص الوطني وما هي المهمة الوطنية التي أوكلت إليه .

 

مما يؤسف له أن من أستطاع ترديد بعض الكلمات وخط كم كلمة في منشور، وربما يمتلك مجموعة ممن يعجبون به وبما يقول فيصير خلال ليلة وضحاها وطني، وما هي إلا أيام وليالي تجده ينتقل من مكان إلى آخر باسم العمل الوطني، والحقيقة ليس كما يراها ويسمعها أولئك المعجبون  والمتابعون.

 

بينما الوطنيين الذين يمتلكون تلك الصفة بحق و جدارة، تجدهم آخر من يذكر، ولربما حيكت ضدهم قصص وحكايات أنهم الخونة والمرتزقة، وأنهم سبب كل ما يحدث لهذا الوطن، فربما البعض من أولئك ومن شدة ما تعرض له جمّد نشاطه السياسي والاجتماعي، وبعُد عن الأنظار وهو لا زال يعمل من أجل الوطن، لكن بدون ضجيج أو يشمت في هذا وذاك لمعرفته أن الشماتة ليست من صفات الوطنيين.

 

موجة الوطنية ركبها اليوم الصالح والطالح والصادق والكاذب وصاحب المصلحة الخاصة، ومن يسعى للمصلحة العامة، ولذا لا يستطيع أي إنسان وصف شخصٍ ما بأنه غير وطني أو أنه خائن، إلا إذا أمتلك بين يديه أدلة ووثائق دامغة يثبت من خلالها فقدان ذلك الإنسان وطنيته وادعائه، وبذلك توجه له تهمة خيانته للوطن، وبها يفقد الوطنية المزعومة.

 

من المكونات و من الرجال الوطنيين كثير، ولولا أولئك الوطنيين لأصبح اليوم الوطن ليس بوطن، إلا أن التغني بالوطنية لا ينبغي أن تكون عبر المواقع والصفحات الفسبكية، ومواقع التواصل، فمن كان يدّعي الوطنية عليه أن يعيش في هذا الوطن و يتمرغ في سهوله ووديانه، ويصعد و يتسلق مرتفعاته وجباله، ويبحر في لجة بحاره، ويأكل مما يأكل أبناء وطنه و يشرب من مياهه، أما التشدق بالوطن والوطنية من دون دليل وطني، والذي يبدأ بصدق الانتماء للوطن والعيش فيه إلى أن تقدم النفس و الروح ليحيى الوطن وليس الهروب خلف ستار الوطنية.

 

بالله عليكم يا هؤلاء!! كفى كذباً إنكم تسافرون و تهاجرون و تشاركون في المحافل الدولية وتتواجدون في السفارات ومقرات المنظمات الدولية، لأجل الوطن إذا كنتم تحبون الوطن اعملوا كل شي للوطن من داخل الوطن، وإن كانت لكم مهمة وطنية في الخارج فيجب أن تنتهي المهمة بعودتكم لذالكم الوطن الذي جاءت تلك المهمة من أجله و في سبيله، فالتحية للوطنيين في الجهات أمام الانقلاب، تحية للوطنيين الذين يبنون ويعمرون من خلال إحياء مؤسسات الدولة، تحية للوطني الذي يحمل على كتفه أدوات البناء ويبني ما خربته الحرب والكوارث، تحية للوطنيين الصادقين فيما يكتبون ويسطرون في الداخل قبل الخارج، ولن نفقد الأمل في الوطنيين بصدق، وحق مهما ادعى المدعون للوطنية كذباً وزوراً وبهتاناً، وعاش الوطن فينا ولا عيش لمن يريد أن يعيش على حساب الوطن. 

 

 

  

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص