جرح عميق


لايزال الهدوء المشوب بالترقب مخيم على أرجاء حضرموت بعد عاصفة عبثية تسببت في أزمة داخلية حضرمية حادة تبادل فيها الطرفين التراشق بمختلف أنواع التهم والمناكفات الغير مجدية دون تحقيق اي أهداف أو مكاسب لحضرموت حتى أرهق أولئك الطرفين ونفذت أدواتهم الناعمة وظل الكل ينتظر سلم الانقاذ من دواليب مجلس القيادة الرئاسي حتى يكون ذريعة ومخرج يعود من خلاله إلى نقطة الهدوء والامان.
لذلك أتجهت كل أنظار الحضارم صوب جلسة مجلس القيادة الرئاسي الذي ظهر أنه غير مكترث ولا جاد في وضع حلول مقنعة عندما ظل يماطل ويؤجل حتى أنعقد في تلك الجلسة التي في ظاهرها إرضاء لعضوه اللواء البحسني وفي باطنها لانملك ثمن المساومة والتفاوض.
لذلك لم يخرج ذلك الاجتماع بأي مخرجات حقيقة تملئ عيون الحضارم والذي يبدو أنه كان تمسكا خائبا في ذلك المجلس المنقسم بين أبوظبي والرياض اللتان تبحثان عن مصالحهما أولا ومن ثم تريدان الهدوء على الارض خوفا من حضور طرف ثالث وفي الوقت نفسه لايريد أحدهم منهم دفع ثمن باهظ إلى زعيم الهضبة خوفا من أن يعلو به على أدواتهم التي صنعوها على الارض ولربما و لإعتبارات خاصة قد يقود اللواء فرج البحسني مهمة التسوية وإنتاج حلول دراماتيكية بإعلانه عن موافقة ظاهرية على بعض نقاط الحقوق المشروعة لصناعة نصرا إعلاميا ظاهريا إرضاء لجماهير الحلف وفي الخفاء ستكون عطايا لزعيم هبة الهضبة حتى يرضى ثم يهدأ وللبيت رب يحميه.
يا للحظ السئ !!
أرءيتم كيف خف تأثير الثقل الحضرمي على صانع القرار السياسي اليمني والذي لايزال آبه بما يحصل بحضرموت رغم ذلك الضغط المتواصل والمطالبة المستمرة منذ منذ فترة ولكنه لم يشكل أي قيمة ضاغطة على مجلس القيادة الرئاسي والتحالف وذلك في تقديري يعود إلى الخطأ في التوقيت والارتجالية والفردية في إتخاذ القرارات الرئيسية المهمة المتعلقة بالشأن العام وأيضا حالة الانقسام والتشظي والتصدع على مستوى الكيانات الحضرمية وكذلك غياب الدولة لأن إستعادة الحقوق تحتاج لدولة في مرحلة إستقرارها وليس في ظل حالة حرب .
لذلك وعطفا على ماسبق ذكره يراود مخيلتي مقارنة واقعية بين توقيت الخروج الغير موفق البتة وبين حجم الضرر المجتمعي الحاصل بعد تعميق الجراح الحضرمية و ضرب النسيج المجتمعي بجرح غائر تسبب في إنقسام حاد جدا تخلله خطاب عشوائي أضر بوحدة الصف الحضرمي في لحظة مفصلية من عمر الأزمة اليمنية كان يجب أن تكون فيه حضرموت متماسكة وقوية .
والعجب العجاب أن ذلك الخلاف العبثي أنتج لنا لجان منفردة كل واحد منها يغني على ليلاه و يشد بطرفه بتالي يزيد من نزيف تلك الجراح فلجنة تواصل الانتقالي في كل يوم تزيد الطين بله وتصفي حساباتها مع الطرف الآخر و تعمل في إطارها الضيق أما مجلس الهيئة الحضرمية لإصلاح ذات البين أو اللجنة الرئاسية الحضرمية وغيرهما فليس لهم أي خطوات ذات معنى على الارض لذلك كان من الافضل أن تتوحد تلك اللجان فيما بينها البين ثم تفكر بجمع شتات حضرموت.
والحقيقة الراسخة أن على الحضارم أن يستفيدوا من التجارب ويتعلموا من كل الأخطاء ويصححوا المسار ويوحدوا الصف ويسعوا نحو وحدة النسيج المجتمعي وتكوين جبهة سياسية عريضة تتحدث باسم حضرموت بتنسيق مع السلطة المحلية من أجل صناعة نموذج محلي رائع بأسس سليمة يجعل من حضرموت مركز ثقل وطني كبير في مرحلة إستعادة الدولة حتى يعود الوطن وينهض حينها ستأتي كل الحقوق المشروعة ولن تحتاج حضرموت لشفقة ولارحمة ولا تكرم من أحد.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص