ماذا نريد من تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ؟

حضرموت اليوم / سيئون / استطلاع / عمر بايعشوت

في شهر مارس الماضي أعلنت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، حول هذا الإعلان ومدى حجم الاستعداد لهذا الحدث الإسلامي الكبير، وهل مؤسساتنا الرسمية عند مستوى المسئولية لإدارة هذه المناسبة طيلة عام كامل ؟ وما هي الأمور التي يجب أن يركز عليها في هذه المناسبة ؟ أجرينا الاستطلاع التالي مع بعض أهل الفكر والرأي :

 

أهم ما يتم التركيز عليه هو تعزيز اللحمة الحضرمية واليمنية

محمد بن حسن السقاف

رئيس مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع

مناسبة هامة وفرصة كبيرة لإبراز عراقة وتاريخ حضرموت ومآثرها وتريم على وجه الخصوص لما لها من دور كبير وأثر واضح في صناعة تاريخ وهوية عموم حضرموت ومختلف الدول الإسلامية، الذي أسهمت في نسجه عموم أبناء حضرموت كل من واقع موضعه ومكانته أنى كانت، فالخيط الرفيع هو جزء هام من الثوب القشيب وبنسله يهتري ويبلى هذا الثوب، ولذا لابد من الحفاظ على متانة وأناقة وزهو هذا الثوب الذي أبهر العالم وتوشح وتفاخر به كل المسلمين قروناً وعقوداً، وهذا أيضاً دليل جلي على رسوخ ومتانة منهج المدرسة الحضرمية وملائمتها لكل زمان ومكان ولكل فطرة سوية، وإلا لما تهافت على حضارتنا وقيمنا العالم كله بعد هذه القرون .

هذا حافز جديد يهديه لنا الآخرون لتعزيز اللحمة الوطنية وتحمل مسئولية هذا التكليف والتشريف والسعي في توسيع رقعة انتشار هذا المنهج المتين والراسخ الذي صنعته كل فئات المجتمع الحضرمي منذ قرون طويلة .

أحسب أن هذا دافع مهم لمراجعة الذات وربما لجلد الذات وإعادة النظر في كثير من المفاهيم الدخيلة على حضارتنا العريقة التي اقتنع بها ويتلهف عليها أكثر شعوب الأرض كثافة، ونحن - وأقصد البعض منا - قد تأثرنا ببعض الثقافات الهزيلة التي تروج لها بعض الجهات والفضائيات المشكوك في توجهاتها وانتماءاتها مما تأثر بها بعض المتشككين منا في ماضيهم وحتى في أنفسهم .

أما بالنسبة للأمور التي يجب أن يتم الاهتمام والتركيز عليها بهذه المناسبة :

• تعزيز اللحمة الحضرمية واليمنية .

 • قراءة التاريخ بتجرد وصدق مع الله ثم النفس والضمير .

• القناعة التامة بالخصوصية الحضرمية وسلامتها وعدم التشكيك فيها وأن التمسك بها مصدر قوة واحترام لنا وطريق جاد لمستقبل مبني على أسس سليمة وراسخة أسهمت في صناعة أمجاد كثير من الأمم فكيف نفرط فيها ونحن أحفاد من صنعها .

• الوضع في الحسبان التام بأن الأجيال ستحاسبنا حساباً عسيراً ومكانتنا ومكانتهم مرهونة بما سنتركه لهم، فنحن اليوم ننعم بما زرع الأجداد رحمهم الله جميعاً ولكن نحن ماذا زرعنا أو نزرع للأجيال المقبلة غير التشكيك في كل موروث ومكتسب وتفريط في حقوقهم وفي سمعتنا .

الحقيقة أن المناسبة أكبر وأعمق من هذه الأسئلة ولكن هذا ما جاد به عفو الخاطر في هذه العجالة القصيرة .

 

يجب أن نتبنى منهج الوسطية والاعتدال

الأستاذ / محمد يسلم بشير- تربوي / متقاعد

بل تريم إحدى حواضر الإسلام عبر التاريخ، فبعد دخول أهل اليمن في الإسلام أصبحت المدن اليمنية منارة للعلم ومأوى للعلماء مثل :الجند، وصنعاء، وجُبا، وحوث، وزبيد، وتريم، وذمار، ...

 فزخرت تريم بالعلم والعلماء، وصارت عاصمة ثقافية إسلامية يقصدها علماء الأمة من كل حدب وصوب، ويأتيها طلاب العلم من كل مكان .

 فإذا رُدَّ لها اليوم الاعتبار بهذه اللفتة الكريمة وشرفت في هذا العام 2010م أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية، فينبغي أن يكون هذا التشريف لنا نحن أبناء حضرموت تكليفا باسترداد الدور الريادي لهذه المدينة، وذلك من خلال تبني منهج الوسطية والاعتدال في الدعوة نظريا وعمليا وسلوكا، ونبذ العنف والتطرف والغلو، في ظل التنوع الفكري الذي يتعايش جنبا إلى جنب .. ولا مانع من الحوار الهادئ، ومقارعة الحجة بالحجة، مادام القصد الوصول إلى الحق من غير مكابرة ولا تزلف، هذا ما ينبغي أن نتقدم به أولا للقادمين الزائرين للوداي بشكل عام خلال هذا العام، وما ينبغي أن نتنادى به أن يكون ديدناً وسلوكا لنا في حياتنا كلها كما كان أسلافنا . لا بد من استرداد الدور الريادي من خلال هذا العام لمراكزنا العلمية التي وسعت أنحاء الدنيا .. وجنوب شرق آسيا خير شاهد عليها، فلنشمر جميعا شبابا وشيوخا رجالا ونساء لتحقيق هذه الغاية، فنجعل من تريم عاصمة لا لهذا العام فحسب بل عاصمة أبدية للثقافة الإسلامية .. فهل من مدكر ؟...

 

مكتب الثقافة يتخبط

الاستاذ / علي خميس صبيح

عضو مجلس محلي

الحقيقة أن اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م هو في حد ذاته شرف لنا جميعا في تريم خاصة وحضرموت واليمن بشكل عام، فكون هذه المدينة قد حظيت بهذا الاختيار إلا أنه لم يقابل بتفاعل يليق به من قبل حكومتنا الرشيدة منذ الوهلة الأولى حتى تستعد له الاستعداد الكامل، لذا رأينا الأعمال كانت تتم بشكل عاجل وبطريقة ربما ينتابها بعض القصور، لا لشيء إلا أن الوقت يداهم الجميع, فالمنظمة التي اختارت تريم لم تزاحم أحداً ولم تقحم أحداً بل جعلت الوقت الكافي للإعداد والتحضير لاستقبال مثل هذا الحدث .

لذا فإننا نستطيع أن نقول أن مرحلة الإعداد والتحضير قد شهدت إرباكا حقيقيا بل أن أكبر جرم ارتكب هو أخذ مبالغ من مخصصات الأعمار لتغطية النفقات للبنية التحتية لتريم، صحيح أن تريم من المناطق المتضررة جراء كارثة السيول والأمطار 2008م إلا أن الأعمار لبيوت المواطنين مقدم على كل شيء، ولهذا نرى سخطاً كبيراً وتذمراً واسعاً لدى شريحة المتضررين من مثل هذه التصرفات ..

أما فيما يتعلق بالفعاليات الثقافية نفسها فهي الأخرى تشهد تكتماً من بدايتها ولم تأخذ الطريق الصحيح في الاختيار للفقرات، بل أن مكتب الثقافة كان يتخبط منذ بداية الأمر .. وأذكر أننا في محلي تريم قد استدعينا مدير مكتب الثقافة بالمديرية للتعرف عن هذا الأمر إلا أنه كان آخر من يعلم وكلف من قبل المجلس بدعوة كافة منظمات المجتمع المدني والمهتمين من الأدباء والشعراء والمثقفين والجلوس معهم والاستماع لمقترحاتهم واستلام تصوراتهم بشأن فعاليات هذا الحدث .

وفي الأخير أتمنى من المكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة أن يكون عند مستوى المسؤولية في احتواء كافة الجهات بشتى أصنافها ومشاركة الجميع، فهناك كنوز تراثية ومخزون تراثي كبير لدى أهل تريم لابد أن يظهر ويرى النور في مثل هذه الفعاليات .

 

إبراز الموروث الثقافي والتراثي

ربيع سعيد باجبير

رئيس منتدى التراث بسيئون

إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010م تمثل مصدر فرح وفخر لكل حضرمي خاصة وكل يمني عامة، وذلك لما تمثله هذه المدينة التاريخية من مدرسة فريدة في التسامح كان لها الأثر والدور الكبير في نشر الإسلام في أصقاع الأرض .

بهذه المناسبة نتمنى أن يتم التركيز على إبراز الموروث الثقافي والتراثي لمدينة تريم خاصة وحضرموت عامة، وكذلك إبراز أعلام هذه المدينة وروادها، بالإضافة إلى تعميق قيم التسامح والوسطية التي تميزت بها هذه المدينة .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص