محمد سعيد باعباد أول شهيد حضرمي في فلسطين

حضرموت اليوم / سيئون / خاص

ولد الشهيد محمد سعيد باعباد بقرية قصيعر بالمشقاص حضرموت اليمن في 12 سبتمبر 1941م ، والده الشيخ سعيد بن علي بن الزين باعباد كان رجل قوي التدين ، ربى ابنه تربية إسلامية واعتنى بغرس الأخلاق والصفات الحسنة فيه منذ الصغر .. فنشأ منذ صغره طالبا للعلم هادئا مواظبا على العبادات بارا بوالديه شفيقا بإخوانه وأخواته محبا للمسلمين ... يسر لأفراحهم ويَحزن لأتراحهم ..

 

تلقى تعليمه في غيل باوزير ثم الكويت وأنهى دراسته الجامعية في القاهرة متخرجا من الكلية الحربية المصرية بشهادة بكالريوس في العلوم العسكرية وضابط برتبة ملازم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف . عاد بعدها إلى أرض الوطن عام 1965م ونتيجة لصراعات ما بعد الثورة عام 1969م وبعد أن تم استيلاء الشيوعيين على السلطة في جنوب اليمن حكم عليه بالإعدام لما رأوا فيه من خطر عليهم لتمسكه وانطلاق جهاده من مبدأ العقيدة فعندها فضل العودة إلى القاهرة .. ولما حدثت نكبة 1967م حيث ضاعت فلسطين وسيناء والجولان ، ويأس الناس من الحكومات والجيوش العربية واتجهت نحو العمل الفدائي كان شهيدنا مع وفد يطوف العالم الإسلامي ليحثه على الجهاد بالمال والنفس وكان دائما يقول لأصدقائه بحضرموت أن المعركة الحقيقة بين الحق والباطل ليست في حضرموت فالعدو الحقيقي هم اليهود والشهادة الحقيقة هي هناك .

وكتب في مذكراته لا يهمني في أي لحظة يختارني فيها القدر ولكن كل ما يهمني أن أكون في ساحة الجهاد المقدس وأن يكون موتي بداية لطريق الجنة التي وعد الله بها المجاهدين في سبيله وسأصدق الله قوله إلى أن تتحقق الآية الكريمة : ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).

 

* الاستشهاد :

     في الساعة الثامنة من مساء 24 / 4 /1970م كان الشهيد باعبّاد مع قوة من المجموعة (29) يخوض معركة ضد العدو في منطقة المشروع شرقي ( أشدوت يعقوب ) استمرت أكثر من ساعة دفع العدو بنجدات كبيرة إلى المنطقة محاولا الالتفاف حول قوات المسلمين ، فدارت معركة عنيفة وعندها تسابق المجاهدون فيمن يحمي انسحاب رفاقه بعد أن أنجزوا المهمة المطلوبة منهم فأصر شهيدنا على أن يكون هو الذي يحمل وسام الشرف واستطاع أن يشق ثغرة في الحصار ليسقط بعدها شهيدا يروي الأرض الفلسطينية بدماء حضرمية يمنية .

 

* وصيته الأخيرة :

     تم العثور على قصاصة ورق في بنطاله يطلب من إخوانه المجاهدين أن يدفن في مسقط رأسه قصيعر حضرموت وقبره معروف وإلى جانبه قبر الشيخ العارف بالله الذي نشر الدعوة في قصيعر ونواحيها الشيخ المشهور عبدالله بن خالد باعبّاد والمشائخ آل باعباد كانت لهم هجرة إلى ارض الساحل للدعوة إلى الله من القرن السابع الهجري وهناك بنوا المساجد وأوقفوا الأوقاف لنفع وتعليم المسلمين ويمثلون أغلبية سكان الساحل .

 

* تشييع الجنازة :

     شيعت جنازته في أكثر من قطر إسلامي إلى أن وصل لليمن فخرج المسلمون في عدن يرددون من أعماقهم لا إله إلا الله محمد رسول الله الشهيد حبيب الله .

 

* طريق فلسطين طريق الإسلام :

     هنا من هذه الجماهير الغفيرة وبهذه الألفاظ الصريحة في ظل النظام الشيوعي الحاكم لعدن في ذلك الوقت يدل على أن الأمة الإسلامية مهما تسلط عليها الطغاة والبغاة ومهما حاولوا طمس الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهي فطرة الإسلام فلن يستطيعوا ذلك أبداً . ▪

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص