إنه متحف زاخر للأديب (علي أحمد باكثير) على الورق !! بقلم الاستاذ / محمد علي باحميد

حضرموت اليوم / سيئون / بقلم الأستاذ / محمد علي باحميد

أهداني الأخ العزيز الدكتور / محمد أبوبكر حميد نسخة من كتابه الأخير (علي أحمد باكثير .. سنوات الإبداع والمجد والصراع) الذي يقع في (312) صفحة من القطع المتوسط، والذي صدر بمناسبة تنظيم مهرجان باكثير الدولي بالقاهرة في الفترة من الأول من شهر يونيو وحتى اليوم الرابع منه .

 

و الدكتور / محمد أبوبكر حميد يعتبر اليوم رائد الكتّاب عن باكثير بعد مماته، بالرغم من أنه لم يعرفه عن قرب، ولم يره في حياته كما قال لي، لكنه رغم هذا البعد بينهما فقد آلى على نفسه أن يجنح للكتابة عن باكثير والتأليف بشأنه بعد أن أحس وشعر بالغبن الذي أصابه وخاصة من بني قومه وأهله حيث لم يعيروه الاهتمام الكافي الذي يستحقه .

 

وقد توزع محتوى الكتاب على خمسة فصول، سمي الفصل الأول بـ (عصر الانتشار) للفترة من 1938 – 1948م وهي مرحلة الكفاح والريادات وتحقيق الذات .

أما الفصل الثاني فأطلق عليه المؤلف (عصر الازدهار) الممتد من عام 1948- 1956م وهو عصر تألق باكثير على خشبة المسرح القومي بمصر .

 

وكشفت الفصول الثالث والرابع والخامس عن مأساة باكثير وأحزانه وما عاناه من حصار امتد من عام 1956 حتى عام 1969م وهو عام وفاته ، وقد خاض خلالها معارك ضارية مع خصومه من الشيوعيين القائمين على المؤسسات الثقافية يومها في مصر، وفي مقدمة هؤلاء أحمد حمروش ومحمود أمين العالم وسعد كامل .

كما احتوى الكتاب على العديد من الصور النادرة والتوثيقية لروايات باكثير المسرحية، وكذلك لأولئك الذين لعبوا أدوار تلك المسرحيات، فالكتاب حقيقة مثقل بقدر ضخم من المعلومات والحقائق والصور عن نشاط باكثير الروائي والمسرحي.

 

إن مما يثير الحنق والغيظ أن يظل هذا التراث الضخم لباكثير بعيداً عن مسقط رأسه أكثر من أربعين عاماً، إنها جريمة نقترفها في حق باكثير من قبلنا، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليه وأولى بالحفاظ عليه .

إن الناس في وادي حضرموت في شكوى دائمة لما آل إليه دار الأديب باكثير في سيئون، شكوى يضج بها الناس ويعلنها الأدباء والكتاب، وتعبر عنها بشكل صارخ الوفود الأدبية التي تزور مدينة سيئون ولا يجدون متحف هذا الكاتب الكبير الذي كان النزر اليسير منه قائماً بالأمس القريب .

 

إن إعادة فتح متحف باكثير سوف يوجد بيئة مواتية للأدباء والكتاب ليظهروا ويمارسوا ما لديهم من إبداعات وطاقات وقدرات متميزة، كما سيؤدي هذا المتحف رسالته الثقافية والبحثية .

فالأمر يتطلب منا اليوم أن لا نكتفي بالكلام عن باكثير ونعجز عن الفعل، فعلى وزارتي الثقافة والإعلام أن يوجها كل الطاقات والأموال إلى قيام متحف الأديب باكثير بالصورة المشرقة والمشرفة وخاصة أن موعد ذكرى تنظيم مهرجانه الأول الخامسة والعشرين على الأبواب، حيث انعقد في ديسمبر من عام 1985م بمدينة سيئون، فهو في نظري التوقيت المناسب للاحتفال بإقامة متحفه وتأسيسه وفتحه للجمهور .

 

(إن تاريخ كل أمة سلسلة من تاريخ عظمائها، وما تتكون الأمم إلا بأمجاد بنيها) .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص