نبيل الصوفي ...في مركز ابن عبيدالله السقاف يشخص ويلخص

حضرموت اليوم / سيئون / خاص

حقق مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون مساء الأربعاء , ما عجزت عن تحقيقه الكثير من الجهات المعنية , ففي غياب تام للإقليمية والمناطقية والطبقية والحزبية والمذهبية و تحت سقف واحد طالما اجتمعت تحته الأضداد  تجسدت في هذه الأجواء روح الوحدة اليمنية البعيدة عن المزايدات وتعززت فيها اللحمة الوطنية , فأول ما يخطر ببال من يقف على ذلك المشهد الفكري الوطني الحميم , كلنا يمانيون بعقولنا و قلوبنا وسلوكياتنا إخوة برأء من الإرهاب والتطرف القادم إلينا ؟

نحن يمانيون نقدم الحياة لا الموت للجميع نعمر لا نهدم نحب لا نكره مسالمون حتى مع الخصوم العقل و الإسلام ثوابتنا , هذه جزئيات صغيرة من محاضرة فكرية وفلسفية واسعة بعنوان ( الأمن الفكري ... الطوق المفقود كيف نعيده...؟ ) ألقاها الكاتب والصحفي الأستاذ/ نبيل الصوفي مساء الأربعاء بمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيئون .

 وقد حدد هوية هذه المحاضرة الحضور الرفيع الذي تفاعل مع المحاضر ما رقي بها إلى بلورتها لتكون رأي و موقف و رسالة إلى الوطن و إلى قيادته و كل مسئول فيه .

المحاضرة رصد وتشخيص وتصورات وتوصيات كلها  من اليمن وإلى اليمن الحبيب .

الصوفي صاحب تجارب ومواقف دار حولها بعض الجدل طوال انتمائه الحزبي و تضاعف ذلك بعد استقالته واستقلاله و إخلاصه المتجرد لمهنته الصحفية , وقد أسهم بوضوح هذا الرصيد التراكمي من الخبرة والكياسة في سهولة بسط و إيصال العديد من الأفكار ذات الشأن الوطني والفكري و التربوي التي وجد فيها الحضور ثمرة نضرة ناضجة تلقفها الكثير بلهفة  لموضوعيتها و لتجردها عن الأهواء والتشنجات العصبية .

وقد طرح المحاضر الأستاذ الصوفي العديد من المحاور المحورية الماثلة في الواقع  اليمني حيث أتت محاضرته ممزوجة بين السياسية و الدين والفكر والتربية والإعلام و من خلال ذلك شخص مكامن الخلل و الصواب و الضعف والقوة في اليمن حكومة ومجتمعاً .

 وقد نال موضوع الإرهاب والتطرف وعلاقة اليمن الإستراتيجية ببعض الدول نصيبهما اللازم , و أكد بشكل قطعي بأن الإرهاب و القاعدة وكل ما ينتمي إليهما منتج مستورد ليس له صلة أو رابط  بعموم اليمن في الأصل لا ماضياً ولا حاضراً لا من قريب أو بعيد , فاليمن بلاد المحبة والوئام والخير و السلام , وهذا ما عرف به اليمن واليمانيون في كل مكان منذ فجر التاريخ .

أما عن كيفية إعادة طوق النجاة المفقود فقد رأى المحاضر بأن ذلك مرهون بقدر جديتنا و استعادتنا وتمسكنا بهويتنا الحقيقية و مدى قوة الحصانة والمناعة من المؤثرات السلبية الدخيلة على بعض اليمنيين وموروثنا الفكري والعقائدي والحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز اللحمة الوطنية و عودة احترام الشخصية اليمنية في كل المطارات والمجتمعات , وقال : أن اليمن يمتلك في هذا الشأن تحديداً طاقات وثروات ضخمة لم يحسن توظيفها ولو تم ذلك لأصبح واقعنا المؤلم مجرد ذكريات.

ولأن المحاضرة كانت مرتقبة فقد تفاعل فيها المحاضر والحضور فخرجت أقرب إلى التكامل المنشود وغاية في الثراء والفائدة .


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص