أبرز تحديات التربية والتعليم في ندوة اليوم بمنتدى الدكتور غالب القرشي

حضرموت اليوم / صنعاء / خاص

استضاف منتدى الدكتور غالب القرشي في فعالية اليوم الأربعاء 28/11/2012م كلاً من الأستاذ/ علي الحيمي وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه والأستاذ/ زيد الشامي رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح للحديث عن أهم التحديات التي تواجه التربية والتعليم.

الأستاذ طارق القرشي مدير المنتدى رحب بالضيوف والحاضرين، وقدّمَ للمتحدثين بقوله : أن موضوع التربية والتعليم من أهم المواضيع التي تحتاج إلى توحيد الرؤى وتظافر الجهود حولها كونها تتعلق بصياغة عقول الأجيال القادمة خاصة عقب الثورة الشبابية السلمية.

بدأ الحديث الأستاذ/ علي الحيمي وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه حيث تناول جانباً من الظروف والعوامل التي أدت بعملية التربية والتعليم إلى الحالة التي هي عليها الآن من ضعف، وهي عبارة عن عوائق وإشكالات في جميع جوانب العملية التعليمية تراكمت طيلة سنين حكم النظام السابق تمثلت بصورة جلية في استخدام الإدارة المدرسية لتكون أداة من أدوات الحزب الحاكم بالإضافة إلى تسلط المتنفذين خاصة في مناطق الأطراف والأرياف، وتابع حديثه عن أهم تحديات الوزارة حيث أجملها في وضع المعلم وتأهيله ، والمناهج الدراسية، والمباني المدرسية من حيث استكمال البنية التحتية لها.. وقال : أن الوزارة بعد دراسة لمجمل هذه المشاكل تعكف على إعداد وتنفيذ جملة من المشاريع والبرامج التي ستتلافى كثيراً من هذه العوائق وتسهم في الارتقاء بالعملية التعليمية، ومن أهمها :

1)         برامج تأهيل المعلمين وخاصة لحاملي شهادة الدبلوم والثانية العامة ومساعدتهم للحصول على مؤهلات أعلى.

2)         يتم حالياً تنفيذ برنامج لتطوير المناهج بدأ العمل فيه منذ 25 فبراير 2012م كادرٌ تربوي متخصص تم اختياره من مختلف الجامعات اليمنية، وإعداد وثيقة الأسس والمنطلقات للمناهج الدراسية، وسيتم تنفيذه من ثلاث إلى خمس سنوات ، وتموله العديد من الجهات.

3)         برامج مختلفة لإصلاح وتطوير عملية الامتحانات.

4)         برامج أخرى كذلك لإصلاح وتطوير عملية التوجيه.

5)         تم توظيف 400 معلمة في المناطق النائية والأكثر احتياجاً، بالإضافة إلى تعاقدات لتوفير مدرسات في المناطق الريفية ممولة من جهات مختلفة لمعالجة الإشكالات المتعلقة بتعليم الفتاة.

وتابع الأستاذ علي الحيمي حديثه عن الهيكلية والبناء المؤسسي للوزارة الذي ظل مهملاً طيلة العشين عاماً الماضية – حسب قوله – وأن الوزارة قد أعدت مشروعاً بهذا الخصوص وهو بصدد الإقرار من مجلس الوزراء.

وعن النقابات التعليمية قال الأستاذ/ علي الحيمي أن الوزارة تعاني من تعدد النقابات وقيام البعض بإضرابات غير مبررة ومع ذلك فإن الوزارة تتعامل مع جميع النقابات وتعمل على تلبية كافة المطالب المشروعة إلا أن بعض الأطراف السياسية تعمل باستمرار لعرقلة سير التعليم لحسابات سياسية ضيّقة.

وبعد استماعه للمداخلات والتساؤلات من قبل الحاضرين قال الأستاذ علي الحيمي إن معظم ما تم طرحه، دائماً ما يتم مناقشته في أروقة الوزارة، إلا أن عملية الإصلاحات والتطوير لجانب التربية والتعليم يحتاج إلى وقت لكي تلمس نتائجها، والعمل في ذلك يسير بوتيرة عالية، والوزارة ترحب بأي مقترحات لتطوير العملية التربوية والتعليمية، من جميع الأطراف.

الأستاذ/ زيد الشامي –  رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاحقال: أن التحديات في مجال التربية والتعليم تضاعفت خلال 15 سنة الأخيرة حيث دُمّرتْ القيم الإدارية والتربوية في هذا المجال، وقد مارست وزارة التربية والتعليم في عهد النظام السابق أعمالاً سياسية أكثر منها تربوية أو تعليمية، حتى في عملها السياسي قدمت نموذجاً فاشلاً، مؤكداً على أن عملية التعليم هي عملية استثمار طويل الأجل.

وقال الأستاذ زيد الشامي أن النظام السابق أفقد التعليم والمعلم مكانتهما الاجتماعية المرموقة من خلال الإهمال والممارسات التعسفية في حقهما، حيث أن الرئيس السابق لم يحضر أي حفل تكريمي للمعلمين ، بينما حضر العديد من الفعاليات التي لا ترتقي في أهميتها إلى مستوى التربية والتعليم، وقال: أن اليمن تواجه ثلاث مشكلات هي سبـب التخلـف والتي بمعالجتها سيخطو اليمن خطوات سريعة نحو التقدم وهي : (الأمية ، السلاح ، القات).

الشيخ البرلماني/ محمد الحميري .. عضو لجنة التربية والتعليم بمجلس النوابتحدث في مداخلته عن تجربة عمل لجنة التربية والتعليم مع الوزراء السابقين وقال: لابد من الاعتراف بالمشاكل التي تواجه هذا المجال فمشاكل التربية والتعليم أصبحت أكبر من الوزارة لتنوء بتبعاتها منفردة، وأن المعالجات تحتاج إلى إرادة سياسية، تبني ولا ترقّع، داعياً لعقد مؤتمر وطني لتصحيح مسار التعليم.

أما الدكتور غالب القرشي – رئيس المنتدى فقد تطرق في تعقيبه على مسمّى الوزارة حيث قال: أن اليمـن قد وفقت بهذا المسمى (وزارة التربية والتعليم) على خلاف بعض الدول التي تسميها وزارة المعارف، لما يحمله المسمى من مدلول، فالتربية قبل التعليم لأنها الجانب المهم في تكوين الطالب، لافتاً الأنظار إلى جوانب تربوية أغفلتها المناهج كالسيـاسة الشرعية وتبيين الحقوق والواجبات مثل حقوق الراعي والرعية والحاكم والمحكوم ، وهذه تربية راقية مغيبة في المناهج الدراسية مع أنها موجــودة في منهجنا الإسلامي وفي شريعتنا الإسلامية، التي منها أيضاً منهجية اختيار المعلم وتأهيله، مشيداً بالجهود التي تبذلها الوزارة في هذه المرحلة داعياً الوزارةإلى التركيز على تصحيح طريقة الامتحانات التي أصبحت- حسب قوله - عملية مضحكـة مخلة بالتعليم.

العديد من المداخلات والتعليقات والتساؤلات قدمهاعدد من الحاضرين ركزت على العجز المستمر في الكتب الدراسية وضرورة معالجتها كمشكلة تتكرر سنوياً وتؤرق الطالب والمعلم والإدارة المدرسية على حدّ سواء، ومشكلة أخرى هي ضعف الكادر الإداري في المناطق التعليمية والإدارة المدرسية ، ودعا البعض إلى عدم اتخاذ المدارس مقاراً للجان الانتخابية لتحافظ على استقلاليتها وحرمتها التعليمية ، مؤكدين على ضرورة تبني استراتيجية وطنية لتطوير عملية التربية والتعليم في اليمن.

حضر الفعالية العديد من أعضاء مجلس النواب والتربويين والإعلاميين والباحثين والمهتمين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص