مركز ابن عبيدالله السقاف يبحث البيئة والهوية في العمارة الطينية

حضرموت اليوم / سيئون / خاص     

ضمن أنشطته الأسبوعية أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون مساء أمس الأربعاء 30/3/2011م محاضرة علمية بعنوان  ( البيئة والهوية في العمارة الطينية  ) ألقاها المهندس حسام خميس غيثان مدير مشروع مدينة خليفة السكنية لمتضرري السيول وهو أنموذج للكفاءات الشبابية ، وأدارها الأستاذ عبدالرحمن السقاف مدير الهيئة العامة للمتاحف و الآثار .

 

وفي بداية اللقاء أكد المحاضر على قدم العلاقة بين الإنسان والطين فهي أزلية منذ أن خلق الله الخليقة , أما البناء الطيني فهو أول عناصر البناء الذي عرفته البشرية وقد اختلفت الشعوب والأمم في استخدامه وتوظيفه كل بحسب طبيعته البيئية والاجتماعية والفنية إلا أن الحضارمة تميزوا بإعتمادهم عليه بلا منافس آخر و تطوير إبتكاراتهم في توظيف العمارة الطينية بما يتناسب مع بيئتهم وخصوصياتهم الاجتماعية والدينية وكذا بما حقق لهم من تناغم معيشي و حميمية أسرية وجوانب إقتصادية أخرى , مما جعلهم الأبرز والأميز في فن العمارة الطينية وما شبام وإختيارها من قبل العديد من المنظمات الدولية كمنطقة أثرية حية إلاّ دليل على هذه الروح وهذا الفن الزاخر بكل عناصره الفنية و الإجتماعية .

 

 كما أكد المهندس غيثان أن البيئة عبر العصور كانت أكثر ارتباطا مع البناء الطيني الذي يعمر أكثر من الأسمنت أو الجير و هاهي ناطحات السحاب في مدينة شبام التاريخية بنيت بعض مبانيها القائمة والحية منذ أكثر من سبعمائة عام .

 

وفي جوابه على سؤال هل العمارة الطينية هي للفقراء كما أنتشر مؤخرا في وادي حضرموت أجاب :على العكس فالعمارة الطينية هي البناء الملائم بكل المعايير ولكل  زمان هذا وفق طبيعة الوادي على وجه الخصوص و في كثير من الأماكن الأخرى  , بل أننا في أيامنا هذه نرى إقبال أصحاب المدارك من الأغنياء على البناء الطيني أكثر من الفقراء , لأن البيت الحضرمي أو البناء الطيني يحترم الخصوصية و الهوية و البيئة ويرقى بالحس الذوق والوجداني معاً , أما الهجمة على البناء الطيني والتقليل من أهميته هي ما يروجه بعض ممن افتقدوا الهوية الوطنية و الحس الذوقي ولم يسعفه فهمه المتواضع للأبعاد العديدة للعمارة الطينية و عمرها الطويل في حضرموت على وجه الخصوص .

 

 كما أكد على أن الواقع البيئي والتغيرات المناخية المرتقبة والتمسك بالهوية الوطنية والبعد الاقتصادي والاجتماعي يفرضان وقف زحف العمران الإسمنتي الذي لا يتفق مع شيئاً من ذلك إلا في نطاق ضيق ومحدود.

 

وفي هذا السياق أكد بأن البناء الطيني يتكيف مع الطبيعة و مقاوم للعديد من عوامل البيئة القاسية والكوارث التي قد تطرأ مع التغيرات المناخية في قادم الأيام مثل السيول والزلازل وتغير الطقس , فالبناء الطيني علاوة على أنه اقتصادي بدرجة كبيرة على المدى القريب والبعيد  فهو أيضاً أكثر عمراً من البناء الإسمنتي المكلف في جميع الأحوال والمشوه لجمال وخصوصية العمارة الحضرمية التي يقصدها السواح والمعجبين بهذا الفن التليد .

 

 وفي الختام تم تلخيص بعض التوصيات منها :

 

1 - تفعيل مركز العمارة الطينية للقيام بواجباته في حماية العمارة الطينية و الحفاظ عليها وتطويرها .

2 - تعميق وتطوير ثقافة البناء الطيني وتكثيف النزولات الميدانية للمهندسين و المعالمة والعمال البسطاء لتوسيع ثقافتهم و تحميسهم في هذا الشأن وزرع روح الانتماء فيهم .

3 - الحفاظ على العمارة الطينية مسؤولية جماعية وحسية وتاريخية فكل مسئول بقدر موقعه من ذلك.

 

 المحاضرة هامة وملف توثيقي لفن العمارة الطينية وخصوصياتها وبعض جوانب المعيشة في حضرموت , خاصة أنها أتت من قبل شخصيتين هما متخصصين المحاضر ومدير الحوار فجهدهما جهد كبير ومشهود و بصمتهما جلية في هذا الشأن في عموم وادي حضرموت .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص