مرور عام على وفاة العلامة عبدالقادر بن احمد السقاف

حضرموت اليوم / سيئون / صالح محمد باصالح

صادف يوم 19 من شهر ربيع الثاني 1432ه ذكرى وفاة العلامة  المغفور له ان شاء لله/ عبدالقادر بن احمد بن عبدالرحمن السقاف  والعلامة ولد بمدينة سيؤن في شهر جمادى الآخر سنة 1331هـ ونشأ في حجر أبويه  نشأة صالحة  ، فوالده العلامة أحمد بن عبدالرحمن  داعية الى الله عالم  بشهادة كبار الأئمة .

 

نعود الى العلامة عبدالقادر الذي بدأ طلبه للعلم في معلامة مسجد طه بن عمر بسيؤن عند الشيخ المبارك طه بن عبدالله باحميد ، وفيها تعلم السيد عبدالقادر القراءة والكتابة بالإضافة الى تلقيه عن والده رحمه الله ، ثم بقي تحت رعاية والده ومجالسته الى أن التحق بمدرسة النهضة العلمية ، وكان اسمها على مسمى بالفعل ، فالمدرسون اشياخ وعلماء افاضل والمنهاج منهاج تربية وتزكية وعلم ، وكانت تلك الآونة بإدارة الأديب الناهض الشيخ علي بن أحمد باكثير ، وتلقى في هذه المدرسة  علوم الحديث والتفسير واللغة العربية بآلاتها المتعددة والفقه الإسلامي والسيرة والتاريخ وشيئا من علم الحساب والفلك وغيرها ، كما فتح بالمدرسة قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم ، فحفظ فيه القرآن في مدة ليست بالطويلة.

 

وعلى الرغم من علو شأن هذه المدرسة إلاّ أن والده كان يتابعه ويسأله دوماً عما يتلقاه ويوجهه وينبهه – وليت رجال اليوم يسألون ابنائهم عما يجري في مدارس اليوم المتدهورة - ، كما كان يحرص ايضا على قراءته عنده بكثرة بالاضافة الى تلقيه بالمدرسة.

 

وبقي متصدراً مجالس العلم والتدريس في مواقع شتى خلال إقامته بحضرموت خاصةً بعد وفاة والده أحمد بن عبدالرحمن سنة 1357هـ ، وكان عمر ابنه  عبدالقادر آنذاك 21 عاماً ، فكبرت دائرة المسئولية على عاتقه المحمّل بأعباء الدعوة ونشر العلم الشريف ، والنظر في أمر المحتاجين والفقراء ومواساتهم والقيام بمهمات أهل بيته وأرحامه.

 

ومن اندونيسيا توجه العلامة إلى أرض الحجاز ، وكانت بداية الاستقرار هناك ، ولم يكن حديث عهد بالحجاز فقد  حج قبلها 6 مرات ، وقبل اكمال اسباب السكن والاقامة هناك ، خرج في رحلة دعوية طويلة الى لبنان ومنها الى الشام فمصر ثم نيروبي ثم الى كينيا وجزر القمر وتنزانيا ثم رجع الى كينيا ومنها عاد في رمضان 1394هـ الى الحجاز مستقراً بجدة ، وهناك اتسعت دائرة الطلب حوله ، فكان يتصدر كل يوم جلسة الدرس بمنزله الميمون بحي النزلة الشرقية الذي تحصل فيه قراءة للعديد من كتب الحديث والتصوف والسير ، كما تدار فيه مناقشات ومباحثات في غرائب المسائل وعويص اللغة والبيان والبديع والأدب والحكم الشعرية والنثرية.


 

كما كان يتصدر  عددا من المجالس العلمية الأخرى التي تقام في مدينة جدة على مدار الأسبوع يتنقل من مكان إلى مكان ، ومن مجلس إلى مجلس.

      

وقال فيه الشاعر الكبير المرحوم / حسين ابوبكر المحضار:

 

عاد اللقاء مابيننا ياراد ياعواد

 

ياوارد البحر الذي فيه الدرر توجد * أورد فهذا بحر عبد القادر عبد القادر بن احمد

سليل بيت المجد زاكي الأصل والمعتد *وخليفة الاجداد

 

عاد اللقاء مابيننا ياراد ياعواد

الله يحقق الاماني علني اسعد * بالقرب من اهلي فقد طال الجفا والصد

عدني اليهم ياصمد والعود لي احمد * والشوق عندي زاد

 

والختم صلوا على النبي الهادي محمد * صلاة ماشي حصر يحصرها ولاشى عد

وآله مصابيح الدجا مافاح عرف الند * واصحابه الأمجاد

 

عاد اللقاء مابيننا ياراد ياعواد سيئون في شهر جماد اخر سنة 1331هـ

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص