مركز ابن عبيدالله السقاف يوثق حركة شباب الستينات

حضرموت اليوم / سيئون / خاص     

بعد نصف قرن من التضليل و الكذب والتلون و العبث بالأرواح والممتلكات و بمقدرات الوطن ورهن مصيره لدى دول عريقة في الغرائز التوسعية و الاستعمارية  منها من صنعت منهجا و ايديولوجية هذا الحزب أو ذاك باسم الثورة والتي كان أكثر عناصرها هم ممن يتعطشون ويلهثون إلى الثروات و المناصب قبل أي شيء .

 

هذا بعض مما خلص إليه المحاضر والحضور في محاضرة قيمة بمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون , محاضرة عادت بالذاكرة إلى ستينيات القرن الماضي كان فيها المحاضر الأستاذ / عبدالقادر بن أحمد باكثير مؤلف كتاب ( مذكرات عن مراحل النضال والتحرير 1960 ـ 1969 م ) شاهد عيان و فاعل في تلك الأحداث وراصد ومؤرخ لها , الفترة كانت مرحلة حافلة بالأحداث ذات الخصوصية الحضرمية في فترة كانت فيها حضرموت على مفترق الطرق بين خيارات متعددة أدناه ما سيقت إليه البلاد عنوة .

 

فقد كانت فترة الستينات التي وصفها المحاضر ( سنوات التأسيس ) كانت حضرموت كما هو حال العديد من الدول العربية ميدان منافسة محمومة للعديد من الأحزاب التي صنعت في مجملها خارج البلاد بفكر و ايديولوجية لا تتناسب بأي حال مع واقع حضرموت وطبيعة أهلها المحافظين وجهل غالبيتهم عن حبائل وحيل السياسة , ولكن مكيدة الاستعمار المنتقم من هذا الشعب العريق الطيب عززت أدوار تلك الأحزاب , وقد أجج و أسعر ميادين هذه المعارك التي وزع أدوارها و استبسل فيها ثلة من الطامعين في المناصب والثروة أو السذج والمغرر بهم  الذين كانوا حينها يظنون أنهم يحسنون صنعا.

 

وقد أكد الأستاذ باكثير بأن جيل الشباب قد تأثروا كثيراً بالتيار الناصري الطاغي ذلك الحين لأنه يخاطب الضمير الوطني , وقد كان ذلك يستفز الاستعمار البريطاني لويل ما لقيه من تضرر كبير أدى إلى تعطيل مصالحه في عموم المنطقة , فعمد إلى الانتقام من خلال إجراءات الاستقلال وتسليم السلطة .

 

وفي حديث المحاضر عن اتفاقية استلام السلطة من الدولة الكثيرية التي نكث ببنودها الثوار واعتقلوا معظم أبناء الأسرة الكثيرية الحاكمة ومصادرة ممتلكاتهم الشخصية و إذلالهم طوال فترة الحكم الشمولي , قال حتى أنا شخصياً لم أنجو من مثل ذلك فقد اعتقلت وهددت أكثر من مرة من قبل الرفاق ليكون مصيري كما حدث للعديد من الرفاق الذين أكلتهم الثورة عندما اختلفوا على الغنائم , مما دفعني إلى الهرب خارج البلاد .

 

المحاضرة وثيقة تاريخية هامة من تاريخ حضرموت تؤكد خطورة العاطفة و التعامل السطحي مع الأحزاب التي يكون في الغالب ولائها لمرجعها الخارجي  قبل الوطن والمواطن , كما أن المحاضرة كشفت الغموض عن  بعض الأسئلة و الإستفهامات التي كانت في يوم ما ألغاز مستعصية على الكثير .


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص