وداعا أيا ليل الفواجع والشرِّ ويا حقبة سوداء في صفحة الدهرِ
وداعاً ولا آواكم الله بعدها سوى حفرة في الأرض مجدبة قفرِ
وداعاً وداعاً يا ظلام قد انتهى زمانك يا عهد التعاسة والفقرِ
هنيئا لك الطغيان شيدت صرحه هنيئا لك الظلمات والظلم في القبرِ
هنيئا لك الشعب الأبي قتلته وحُمِّلتَه وزراً فيا شرَّ مِنْ وزرِ
غدأ أنت في قبرٍ من الذلِّ قابعٌ ونحن نزفُّ النصرَ في مطلعِ الفجرِ
غداً أنت في ذكرى الزمان فجيعة ونحن شموس تملأ الكون بالبشرِ
غداً أنت رمز للمهانة سطرت ونحن الكرام الغُرُّ في الصدر والسطرِ
خلقنا أباة لا نضام ولا نرى أذلاء نغضي عن خضوعٍ وعن قهرِ
رويدك لن ننسى الدماء سفكتها وأسلمتها أيدي الخيانة والغدرِ
لئن صمت الأحياء عن ذكر ظلمكم وعافوا اسمكم دوما على نطقهم يجري
ستلعنك الأجساد غيبت الثرى وتلعنك الأرواح في السر والجهرِ
غداً تعلم الأجيال من خان شعبه وباع حقوق الشعب وأرخص في السعرِ
فغب عن ثراها لست أهلاً لوطئه ومت غير مأسوف عليك مدى العمرِ
وغب عن حياة العالمين فإنما حياتك أهوال ونفعك كالضرِّ
وكنت بنا كالداء ينهك جسمنا وسماً بداء الموت في عرقنا يسري
وكنت كوحش الغاب ينهش لحمنا ويطعمه أهل السفاهة والعهرِ
لقد عشت أفاكا ومت كما ترى من الظلم لم تبرح يداك بنا تغري
ترحل فأرض الله عافت مقامكم ولو تضربون الأرض شبراً إلى شبر
وعافتكم كل القلوب وأنكرت ودادكم الأرواح هلا إذن تدري
ترحل ترحل شعبنا اليوم صاغها شعاراً فما عادت بنجوى ولا سرِّ
ترحل صداها عم في كل بقعةٍ ورددها الأحرار في البر والبحر
