مركز ابن عبيدالله السقاف يكرم مدينة شبام وطيبها التوي

حضرموت اليوم / سيئون / خاص

مشهد حميم ومؤثر جمع بين الأجداد و الآباء و الأحفاد مزج فيه الماضي بالحاضر والفكر بالعاطفة بتفائل بغد لعله يعيد شيئاً مما فقد من مهد حضارة أصبح الأدنى إليها ضمي , ففي ليلة مشهودة من ليالي الوفاء والعرفان قد تترسخ في الأذهان طويلا لأنها غابت طويلا , بعد أن كادت أن تجف عروق الحياة الثقافية الذي فرضته مصالح بعض الأحزاب وإستراتيجياتها نحو نصف قرن بين شبام العاصمة التاريخية و سيؤون العاصمة الثقافية والتجارية والإدارية لوادي حضرموت .

 

وفي اجواء مفعمة بالسكينة والحب والوقار وصدق العاطفة والدهشة أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون , حفل تكريم مهيب للشخصية الاجتماعية الشبامية الشيخ الوجيه / طيب بن علي التوي باسلامة وقد اشتملت فقرات الحفل على مشاركات للعديد من الشخصيات العلمية والثقافية والأدبية و الاجتماعية من سيؤون وشبام  , فبعد البدء بآي من القرآن الكريم رحب رئيس المركز السيد / محمد بن حسن السقاف بالمحتفى به الشيخ الوجيه / طيب بن علي التوي وبالحضور كما عبر عن سعادته البالغة بتكريم أحد أبرز الشخصيات الاجتماعية بمدينة شبام التاريخية التي أنجبت من خلال بيوتاتها الكبيرة والمشهورة العديد من الجحاجيح الأفذاذ الذين انتشروا في الأمصار ينشرون الهدى و القيم والفضيلة بسلوكياتهم المثلى كما عبر عن أسفه لأن الغربة اليوم سرقت منا ثلة من هذه الطبقة التي لا تقدر بثمن نسأل الله بإلحاح أن تعود إلينا غانمة لنعيد معا ذلك المجد التليد .

 

كما أكد رئيس المركز بأن التكريم في مركز ابن عبيدالله السقاف رتبة رفيعة من السمو و الشرف فهو يرتكز على خلفية علمية عريقة و بعد تاريخي و اجتماعي قل نظيره , و الاختيار يخضع لمعايير دقيقة لا مجال فيها للمجاملة فالمحتفى به الليلة هو من بيوتات شبام الكريمة و أحد رجالاتها الأجلاء المخضرمين وقد اختزل هذا التاريخ في عروقه ومزجت هذه القيم والسلوكيات في شخصيته فأصبح أنموذج للشخصية الشبامية التي استحوذت عبر القرون على إعجاب و احترام الجميع  , وهذا هو مبعث إعزازنا و تكريمنا الليلة للشيخ الوجيه / طيب بن علي التوي , كما أننا نعتبر هذا التكريم هو تقدير احترام كبير لهذه المدينة و لتاريخيها ورجالاتها وإرثها في كل عصورها حتى يومنا هذا , كما أكد رئيس المركز بأن المركز لن يغفل عن تكريم كل ذي إنجاز خدم بصدق وإخلاص هذه البلاد المباركة في أي ضرب من ضروب الحياة ممن هم على قيد الحياة حفظهم الله .

 

وفي كلمة المؤرخ النسابة السيد جعفر بن محمد السقاف إستعرض بعض من تاريخ أسرة المحتفى به كما سرد نسب هذه الأسرة الكريمة التي تتفرع من آل باسلامة المنحدرة من قبيلة كندة العظيمة وكذا بعض ذكرياته من بعض من رجالات وأدباء هذه الأسرة .

 

وفي كلمة عن أبناء مدينة شبام تحدث السيد سالم بن عبدا للاه بن سميط عن التاريخ الاجتماعي لأسرة آل التوي في مدينة شبام ودورهم البارز , وقد ركز على محطات وأدوار مشرفه في حياة المحتفى به وأن دوره وبصمته واضحة في  مختلف جوانب الحياة في مدينة شبام .

 

أما ربيع بلسود فقد عبر عن مكنونه بأنفاسه الشعرية البليغة التي بهرت الحضور و أطربتهم حيث أشمل وأبلغ في وصف المحتفي والمحتفى به والمناسبة ومن قصيدته :

 

يابن عبيدالله قد أتحفتنا                      بجميل صنعك دائماً تتفرد

 

للعلم  رفد للثقافة منبر                 طوبى لكم بخطاكمو نسترشد        

 

وقصدت بالتكريم نبش تراثنا           ياسيدي قد رمت نعم المقصد

 

كرمتم التاريخ يا أستاذنا                       فشبام في تكريمكم تتجسد

 

أما الأستاذ عوض عمر حسان رئيس ملتقى شبام الأدبي فقد عبر عن غبطته البالغة بها التكريم الذي أسعد جميع أبناء شبام لأنه تكريم لهم جميعاً وبخاصة أدبائها ومثقفيها نظراً للدور البارز للمحتفى به في هذا الوسط , كما استعرض العديد من الإنجازات الخيرية للمحتفى به .

 

أما الشاب محمد عبدن فقد عبر في كلمة عن شباب شبام عن إعجابه بهذه الشخصية الأبوية التي لا يختلف فيها أحد وبخاصة الشباب , ومن جدة بالمملكة العربية السعودية شارك المحقق الأستاذ محمد بن أبوبكر باذيب بكلمة تاريخية عن المحتفى به وعن أسرة آل التوي القاها نيابة عنه الأستاذ وضاح باحميد .

 

كما شارك الشاعر محمد فيصل باعبيد بقصيدة رائعة من أبياتها :

 

لك بيت عز ملتقى لأحلامنا           فيه ألفنا  يلتقي العقلاء

 

سيؤن فيك تحتفي في شامخ             وشموخ رجل في شبام سماءُ

 

ياطيب قد كرم من طيب              من دار فتوى جاءك الإفتاء

 

وفي اتصال هاتفي من الرياض عبر الأستاذ سالم بن علي الجرو وعبرة الغبطة تقطع صوته الذي عانق قلوب وسكن أفئدة الحضور .

 

أما الشيخ المحقق عمر بن أبوبكر باذيب نزيل المدينة المنورة فقد بعث بقصيدة بث فيها مشاعره وتقديره العظيم  للمحتفي والمحتفى به و لمسقط رأسه شبام القاها نيابة عنه حسن بن حسين السقاف وهي :

 

 ( عَلَمٌ يُكرَّمُ من شِبَام  )

 

دارٌ لأمجاد الإمام                                         أمجاد نور للأنام

 

دارُ تراثٍ وعلومٍ                     أ ّخْرجَتْ ( صوب الركام )

 

يا مركز القلَم الذي                         في الخافِقَيْنِ له مقام

 

فقهٌ وآدابٌ                                  وتاريخ وأسفار تُرام

 

عِلْمٌ لمفتي حضرموت                         السيِّد العَلم الهمام

 

هذا المجَّدد فكر قوم                            بعد ما كانوا نيام

 

نادى لإصلاحٍ وتجديدٍ                           ودعواتِ سلام

 

يابْن عُبيدالله يا فكرٌ                              يشعُّ في الظلام

 

ها قد تجدَّد فكركم                     من بعد ماكُشف اللثام

 

فلكم مراكز دعوةٍ                        دحرت أقاويل اللئام

 

و دعاتها أحفادكم                            قاموا بها خير قيام

 

فيها يُكرَّم عالمٌ أو مصلحٌ                 فيها الأديب لا يُضام

 

يا مركز النُّور ( عَلَـــــــــمْ بدرٍ ) تقدَّم للأمام

 

يا محفل التكريم                          يا مجد و يا بدر التَّمام

 

فاز الكرام ب ( طيَّبٍ)                   علَمٌ يُكرَّمُ مِنْ  شِبام

 

يا مركز الأمجاد                  هل تشدو فنشدو في إنسجام

 

من طيبة الأطياب                 أُرْسلها إلى الصحب الكرام

 

هيَّا أمرحي سيئون                    يادار الرِّضى و الإمترام

 

هيَّا أمرحي سيئون                    يا أرض المرح والابتسام

 

مرحى أيا سيئون   يا (ماء) *                   يُخالطهُ غمام

 

يا مجد وادي حضرموت              أرض السَّنابك والسَّنام

 

يا مجد أرض الجنتين                    أرض الممالك و الخيام

 

ها قد أتت للمجد صفراء                    تسيرُ في احتشام

 

مرحى أيا صفراء  يا ( سمن) *           و يا زيت ( الإدام )

 

إيه شبام ، هيَّا أنشدي                     في دار مولانا الإمام

 

كما تحدث عن أسرة المحتفى به ابن شقيقته فؤاد عباد وذكر العديد من مكارم المحتفى به ونمط حياته اليومية , وفي الختام قدم رئيس المركز السيد / محمد بن حسن السقاف درع مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع للمحتفى به الشيخ الوجيه طيب بن علي التوي تقديرا وتكريم لهذا السجل الإنساني الشبامي الحافل بالعطاء والإنجازات  , و بعد ذلك عبر المحتفى به عن سعادته البالغة و شكره وتقديره لمركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع على هذه الحفاوة والاهتمام الغير معهود في هذه الأيام ولكن لا غرابة في ذلك فهذا البيت من أكرم بيوتات حضرموت العريقة و الشيء من أصله لا يستغرب , وبعد ذلك أختتم الحفل بلمساته الأدبية الراقية مقدم الحفل الأستاذ نبيل مطبق  , ثم التقطت العديد من الصور التذكارية .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص