شهاب المقرمي .. من فناني الثورة الشعبية السلمية بريشته جسد شهداء الثورة وأبطالها

حضرموت اليوم / محمد الجماعي

يحب الصور، يهتم بقصص وتراجم الشخصيات المؤثرة، ويتأثر بالرموز الفاعلين، يقف طويلا عند التفاصيل، يركز كثيرا على الملامح.. حاصره أحد رفاقه أكثر من عشر سنوات بفتوى تحريم رسم ذوات الأرواح، ووقف حائلا بينه وبين ذاته التي يجدها في الرسم. ذلك هو شهاب المقرمي الذي يصفه الزميل عبدالملك شمسان بأنه «ريشة الثورة في زمن ثورة الريشة».

شهاب.. فنان الثورة الشعبية السلمية وذاكرتها وأحد مكوناتها. ريشته ورسومه جسدت شهداء الثورة وأبطالها، فكانت الأكثر تفضيلا عند غالبية الثوار.

الكل في ساحة التغيير يعبر عن ثوريته بما يجيده من مهارات وبما يكتنزه من إبداعات. لا فرق بين الفنان الغنائي، أو التشكيلي، أو الكاريكاتوري، أو المصمم على الحاسب الآلي، على ورق أو على خشب أو على الجدران أو على الخيام أو على الشوارع الإسفلتية. رغم ذلك تحتفظ الوجوه بألقها وجاذبيتها، ويظل للمداد والحبر رونقه، ووراء كل ذلك التأمل وإمعان النظر في التفاصيل.

من يعرف شيئا عن البرمجة اللغوية والعصبية شيئا، ويفهم في لغة الوجوه وحركاتها، يدرك بجلاء صعوبة الخوض والتخصص في مجال معقد كهذا. الوجه هو خلاصة سر الإنسان، تنعكس عليه حالات الفرح والحزن والشقاء والسعادة، حالات الرضا والغضب، الموافقة والمخالفة.. قديما قال سيدنا عثمان بن عفان: «ما أسر امرؤ سريرة إلا أبداها الله على قسمات وجهه أو فلتات لسانه».


من السهل أن يقولب الشكل الخارجي للإنسان فيرسم بالطريقة التي يمكن أن تثير أي نوع من الشعور، أما الوجه فهو أهم جزء مرئي في الإنسان، وهو عنوانه.. فيه الجمال والتحدي.. و"البورتريه" كما يقول المبدع شهاب، ليس مجرد لوحة، بل هو الجمال والمتعة والسرد المرئي الذي يحكي زمنا ومكانا وفعلا بشريا.. لذلك فهو يستمتع كثيرا برسم الوجوه.. إنه يرسم ليتخلص من وجعه، ويرسم ليجد ذاته، ويرسم ليتماهى مع المكان والزمان المحيط به حسب تعبيره.

بمزاجه الخاص، يشترط المقرمي شهاب جوا مناسبا وطقسا خاصا لكي يتأمل الصورة ويضبط إعداداتها، يجلس في زاويته، يتأهب ليُلهم إنسان الصورة لا شيطان الشعر.

للشهداء طقس خاص كما يقول شهاب، «فالوجوه الأخرى أحتاج إلى استلهام الشكل الخارجي فقط، وبإمكاني أن أرسم بقية الملامح، أما الشهداء فلهم مزية خاصة إذ لم يكن اختيارهم للشهادة بالأمر الهين (ويتخذ منكم شهداء) فأحتاج معها إلى طول تأمل وتكرار».

رسم حتى الآن العشرات من الشهداء، وتأثر كثيرا بالشهيد الماعطي 15 عاما، وكان لعيسى الشامي ومحمد الثلايا إيقاع خاص، مثلما هم بقية الشهداء رحمهم الله تعالى. هو الآن يعيش أحلى أيام عمره كما يقول، كما لا يذكر أنه تأنى في رسم وجه مثلما تأنى في رسم وجوه الشهداء، لقد ألهمته الثورة الكثير والكثير.

لا يأبه شهاب لعدم اهتمام وسائل الإعلام المختلفة ليس لمجرد تواضعه، بل لأنه على ثقة بنفسه بأنه سوف يجبرها على السعي إليه، من خلال أعمال ترضيه، كون مرحلة الثورة مكنته من امتلاك البصمة الشخصية المميزة له، وسيظهر ذلك جليا من خلال الأعمال القادمة -حد قوله.

في ألبومه بصفحته على الفيس بوك وتحت عنوان «الشعب يثور»، تجد صورا مرسومة بريشته تنوعت كتنوع الساحة، لكنها رغم تنوعها تجد فيها قاسما مشتركا لا يختلف.. تجد فيها: شهاب المقرمي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص