اليوم الذكرى 26 لوفاة الأديب حسن بن عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف

حضرموت اليوم / سيئون / جمعان دويل بن سعيد

يهل علينا اليوم الثلاثاء 11 / اكتوبر / 2011م الذكرى الـ( 26 )  لوفاة الأستاذ القدير الأديب والكاتب و المربي /  حسن بن عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف .

حيث افتقدت مدينة سيئون علم من أعلامها البارزين في تاريخها الوطني و الأدبي   بتاريخ 11 / أكتوبر / 1985 م عن عمر ناهز السبعين عام بوفاته ترك الفقيد فراغا كبيرا في الحياة العامة .

لقد ترك الفقيد مآثر خالدة في الحركة ألأدبية اليمنية والعربية إنه بالفعل مخضرم في عالم الشعر ، عالم الفقه والتاريخ ومرجع في اللغة ، لقد اثري بروائعه الشعرية الحركة الأدبية اليمنية وكان من ابرز نتاجاته ديوانه البكر ( ولأئد الساحل ) وروايته الشعرية ( الى فلسطين ) وملحمته ( دولة العرب ) و اعتبره النقاد واحدا من أوائل رواد الشعر العربي الحر من خلال قصيدته  (درب السيف ) .

وكانت أشعاره عكست أحاسيسه الوطنية ومعاناته الكثيرة في تأثير الكبت والاضطهاد الذي عاشه قبل الاستقلال والاغتراب وكان يحكي ظروف القهر والمعيشة الصعبة للناس قبل أن ينبثق فجر الاستقلال.

الفقيد الأستاذ القدير و الأديب والمربي ولد سنة 1915 م ( بذي أصبح ) من قرى وادي حضرموت تلقى تعليمه من القران الكريم والعلوم الدينية واللغة العربية وفنونها بمدينة سيئون على والده مفتى حضرموت عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف وعلى عدد من الشيوخ بمدينة سيئون .

ولع منذ مقتبل حياته بالشعر واتصل مبكراً بمدارس الأدب الحديثة وأعلامها  و أسس وزملائه من شعراء مدينة سيئون "  نادي القلم العلمي "  الذي أقام كثير من الفعاليات الأدبية والعلميّة  " من منتصف القرن الهجري الماضي " وأصدر صحيفة خطية بعنوان " الصحيفة " .


أتاح له تنقله منذ مقتبل شبابه بين المدن اليمنية التعرف على عدد من الشخصيات الأدبية والسياسية وإثري معارفه وتبنيه لقضايا عصره برؤية وطنية وقومية واسعة .

درس في مدرسة النهضة الأهلية ثم درّس بها و أسهم في إدخال العلوم الطبيعية الحديثة إلى مناهجها .

كان أحد المساهمين في تأسيس أول مدرسة للبنات في وادي حضرموت .

أحد مؤسسي النادي العلمي بسيئون عام 1937 م

عمل في أول الأربعينات مدرسا بالمكلا .

قال الشعر مبكراً وتناول شعره الأغراض المختلفة وقد غلبت على قصائده النزعة الرومانسية والحماسية .

في سنة 1943م صدر ديوانه الأول بعنوان " ولائد الساحل"  الذي تضمن قصيدته " درب السيف "  التي اعتبرها بعض النقاد قصيدة رائدة في الشعر العربي الحديث .

                        أهـــــو البحر المحيط     

                              أم هــــو البر المحيط

                         ها هنا الدماء لا تبصر فيها عوجا

                        وهنا الكثبان كا لدماء مارت لججا

                           وسفــين جريات

                                              ونخيل باسقات

                                               والهواء الطلق كالوجه البشوش

                                                       أو كأنفاس الحبيب

بن عبيدالله يلقي خطابا في مسيرة شبابية

             

نشر عدد من قصائده في صحيفة قناة الجزيرة واسهم في فعاليات أبي الطيب المتنبي بعدن .

في سنة 1948م صدرت له عن مطبعة قناة الجزيرة مسرحية شعرية بعنوان " إلى فلسطين " وقام بمساعدة صديقه الأستاذ أحمد جابر عفيف بعرضها على مسرح مدرسة ألحديده وأداء طلبتها وبحضور الأمام أحمد.

وقد استحث في هذه المسرحية الأمام للقيام بدور مشرف في الدفاع عن الأمة والحيلولة دون قيام دولة لإسرائيل حتى أنه انتدب نفسه للجهاد ضمن الجيش اليمني للدفاع عن فلسطين فإجابة الأمام " فيهما  فجاهد  " .

أقام بالحجاز لبضع سنين اشتغل بها مدرساً واسهم في الحركة الثقافية بمدينة جده .

عاد الى الوطن سنة 1964م واسهم في تنوير الوعي الوطني والقومي منادياً بالاستقلال وبناء دولة يمنية من خلال خطابته في المسيرات الجماهيرية كما عبر عن حماسه وعواطفه في ملحمة الشعرية "  دولة العرب  "  التى صدرت سنة 1967م .

          يا قلبي الدامي وأعصابي  و يا قطرات نفسي

          يا نور أيماني ويا و جدي ووجداني و حسي

         سوقي بعين الله آمـــالي الى فرحي وانسي

ديوان الفقيد من إصدار مؤسسة العفيف الثقافية


وعندما اتخذ الشطر الجنوبي من الوطن بعد استقلاله سياسة مستقلة عن الشطر الشمالي من الوطن ثم انتهج الاشتراكية على النهج الماركسي جند المترجم له نفسه للدفاع عن قيم الدين الإسلامي عن موقعه عضو بمجلس الشعب الأعلى ومدرساً ومربياً وخطيباً واعضاً في المحافل الدينية والاجتماعية .

اسهم في تأسيس وتنشيط فرع اتحاد الأدباء والكتاب  اليمنيين بحضرموت له مجموعة من المؤلفات التى لم تنشر بعد أهمها ديوان شعر  وكتاب بعنوان " مواليد لغوية " في تعريب بعض الألفاظ الدخيلة على اللغة العربية ، عمل مدرس الى يوم وفاته بمدرسة سيئون الثانوية توفي بمدينة سيئون في 11 أكتوبر سنة 1985م .

له من الأبناء 7 أولاد وبنتان .........

صورة للفقيد بريشة ابنه عبدالرحمن


وفي ذكراه الخالدة هذه الذي نعرف بشي يسير عن حياة فقيدنا وكان لزاما علي ان اجمع تلك المعلومات من عدد من المصادر و أخص بالذكر ابنه عبد الرحمن حسن بن عبدا لرحمن بن عبيد الله السقاف مدير مكتب ألآثار والمتاحف بالوادي جزاه الله خير والدافع انه كان أستاذي في ثانوية سيئون نهاية سبعينيات القرن الماضي .

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته و اسكنه الجنة والهم أهله وذويه الصبر والسلوان

إنا لله وإنا إليه راجعون

المراجع؛-

• إبن الفقيد ... الأخ / عبد الرحمن حسن بن عبد الرحمن بن عبيدالله السقاف

• كتيّب صادر من شعبة سيئون لاتحاد الأدباء وزع في أربعينية تأبين الفقيد بتاريخ 20 / نوفمبر / 1985م

• ديوان الفقيد (عبر وعبرات ) الطبعة الأولى الصادرة عن مؤسسة العفيف الثقافية

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص