في ذكرى مرور ربع قرن على مهرجان باكثير الأول

حضرموت اليوم / سيئون / محمد علي باحميد

انقضى اليوم عام بالتمام والكمال على عودة افتتاح دار الأديب علي أحمد باكثير بسيئون (بعد ترميمه بالكامل وإعادة تجديد أبوابه ونوافذه وكل مصالحه، حيث تم الاحتفاظ على هيئته الأساسية كما هي، مع إضافة بعض اللمسات العصرية الخاصة بحماماته) وذلك بمناسبة احتفاء جامعة عدن «بالذكرى المئوية لميلاده : السيرة.. الريادة.. الإبداع، وإحياء الذكرى الأربعين لتأسيسها»، حيث نظمت ندوة تحت هذا الشعار للمدة من 22-23/ ديسمبر /2010م في القاعة الكبرى بمجمع الدوائر الحكومية بسيئون .

وفور انقضاء جلسات تلك الندوة أوصدت على الفور أبواب دار الأديب باكثير من جديد في وجه المبتهجين بإعادة افتتاحه وأغلقت بإحكام شديد، وجمدت وخمدت تلك الرعشة التي أصابته إذ لم يتواصل النشاط بعدها فيه وانتهى كل شيء .

ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم ظل دار الأديب باكثير يتقلب على جمر الإغلاق والإهمال واللامبالاة وعدم الاكتراث الذي ألهبته السلطة المحلية ومكتب فرع وزارة الثقافة بوادي حضرموت .

لماذا هذا العبث بمقدرات الوطن والاستهانة بتلك المبالغ الطائلة التي صرفت لترميم الدار دون الاستفادة من إنفاقها ؟ لماذا هذا العبث بجهود وتراث هذا الأديب الحضرمي اليمني العربي الكبير، وعدم الانتباه لقيمته الفكرية ؟


إن هناك - كما يبدو - من يحمل المعول «من وراء ستار» لهدم دار باكثير من أجل تغييب وطمس تراثه الشعري والروائي والمسرحي حتى لا يتمكن جيل اليوم وكل الأجيال القادمة من الاطلاع والتعرف على نتاجاته المتنوعة، وأن يستفيدوا منها .

إن علينا أن لا نترك حمَلة ذلك المعول من إتمام عملهم هذا الحقير والوضيع، ولكن علينا الإمساك بيدهم باسم الحفاظ على التراث الحق والمستنير، ولا ندعهم يتلذذون بمنظر التدمير والخراب، وأن نرسل صيحة تحذير لما يمكن أن يؤول إليه وضع الدار أكثر إذا ظل في السنوات المقبلة مغلقاً مهجوراً لا تطرقه قدم .

إن ما نراه فظيعاً هو الصمت عن هذا الوضع من قبل السلطة المحلية وفرع مكتب وزارة الثقافة بالوادي، فلماذا لا يصحو ضميرهما ونتداعى جميعاً لاتخاذ الخطوة الجريئة في إحياء نشاط هذه الدار، وفتح أبوابها على مصراعيها لتكون قبلة للزوار والرواد من الأدباء والمثقفين، ولتحتضن نشاطاتهم الأدبية والفكرية والثقافية كما عهدناها في السنوات الذهبية الماضية لها .

إن العلاقة بين السلطة المحلية وفرع مكتب وزارة الثقافة بالوادي لا تزال تسمح بالحوار الواسع من أجل إعادة ترتيب أوضاع دار الأديب باكثير، فالناس في ظمأ إلى الجلسات الأدبية والمحاضرات واللقاءات العامة، والدار هي أقرب ساحة وميدان لتنظيمها فيها واستمرارها، حيث تجاوب الناس معها في الماضي وشاركوا فيها بنجاح كبير .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص