مركز ابن عبيدالله السقاف يوثق الألعاب الشعبية‎

حضرموت اليوم / سيئون / خاص

الألعاب الشعبية هي إفراز طبيعي لسطحية أو عمق وقيم وثقافات المجتمعات ومرآة عفوية لأي مجتمع في  أي مكان كان .

ومن خلال محاضرة أقامها مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون  ألقاها المؤرخ السيد جعفر بن محمد السقاف و وفق ذلك المعيار تبين عمق وثراء المجتمع الحضرمي  في هذا الجانب , فتاريخه  وحياته زاخرة بهذا المخزون الذي يصعب الوصول إلى أعماقه نظراً لغزارته  وتعدد أطرافه  و ألوانه وبعد دلالاته  الوثيقة بالقيم الدينية والتربوية  و تلاحم المجتمعي  مما يثير الدهشة والغبطة  .

المحاضر قامة تاريخية فريدة و هو من المخضرمين القلائل  الذين يتمتعون بروح وثابة وقدرة على العطاء أكثر من الشباب أبناء العشرين على الرغم من أن عمرة قارب المائة عام حفظه الله  وأمد في عمره  وأكثر من الانتفاع به , لذا فقد كانت المحاضرة  أيضاً متميزة و غنية و ممتعة  كون المحاضر  هو أحد  شهود  على أدوار ومراحل عدة من تاريخ حضرموت , كما أنه  كان من رواد بعض تلك الألعاب  .


تراث غني وعميق بعمق حضارة هذا المجتمع تعددت ألوانه و وحداته بحسب الهوايات و الفئات العمرية و الإجتماعية  , فـــ ( الشبواني ) و ( الرزيح  ) و ( الزامل )  و ( البرعة )  و ( الكيالة ) و ( الزربادي ) ما هي إلا بعض هذه الفنون  والألعاب ولكل نوع مناسبته ودلالاته , وهناك فرق خاصة لكل فن من هذه الفنون , التي تجتذب جميع فئات المجتمع بلا استثناء .

ومن ألعاب الصبيان و الشباب  على وجه الخصوص ( الدحنك )  وهي ما يسمى اليوم  بـــ ( الهوكي )  حيث كان شباب حضرموت يلعبها قبل غيرهم منذ أكثر من ثلاثمائة عام , ولهذه الفئة العمرية حصة واسعة من الفنون والألعاب يمارسونها في أوقات مختلفة بحسب الساعات والأيام  والمواسم  والفصول  والأنشطة الفلاحية و المناسبات الإجتماعية أو الحوادث العامة  والخاصة , ومن اسماء هذه الألعاب ( القله و ( الخية ) و ( الزاح ) و ( قفز العوشري ) و ( الصونج ) و ( ريس بيد ) و  ( التبن )  و ( الكعارير )  و ( الطائرات الورقية ) وغيرها  الكثير , كل ذلك يمارس بإنتظام وتنظيم لا يشغلهم عن أمور دينهم أو دنياهم بأي حال.


ومن أبرز الألعاب ذات البعد الذهني العميق  ( الثبت ) و هي قريبة  نسبياً إلى الشطرنج  و ( دقه في دقه ) و ( شطك في شطك ) وهذه الألعاب يقبل عليها في الغالب الشيوخ أو ممن تجاوزوا فترة الشباب والمراهقة , كونها  تتطلب حذاقة وتركيز ذهني كبير .

أما النساء و البنات  فلهن عالم ثري بالألعاب التي ربما في بعضهن سبقن أو تشابهن  مع أخواتهن من الدول العالم ومن أبرز ألعابهن التي تسهم في  تواصلهن و ترويحهن وتثقيفهن وتنمية مهاراتهن (  الكورت )  و  ( الترازيح ) و ( شباشبا ) و ( طب طاب العُطُب ) و ( النقيلة )  وغيرها كثير .


وفي محاضرته بين السيد جعفر السقاف تفاصيل وأهمية و دلالات وطريقة  تلك الألعاب الأمر الذي يصعب تفصيله هنا ولكن هذه المحاضرة تعتبر وثيقة تراثية و تاريخية و صفحة  هامة من صفحات هذا المجتمع الكريم , وهنا نحيي هذا المركز العريق لتفرده ولمبادراته الدؤوبة الفاعلة في خدمة  مجتمعنا و توثيق تراثنا وتداركه ذلك قبل فوات الأوان .


إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص