يا شَامُ صَبْراً للشاعر الدكتور/ سعيد عمر بن دحباج

الأرض مــوتٌ والزمــانُ حدادُ

وعلى الوجودِ كآبةٌ وسوادُ

حلَّت بأرض الشام كل رزيئةٍ

وتكشّفتْ عنْ سترها الأحقادُ

وبنو الروافض سادرون بغيِّهمْ

في الأرض ما فتئوا لهمْ إِفسادُ

لا يرقبـــــون بمؤمـن إلاًّ فهمْ

فــي ذبـــــــحِ أمّةِ أحمدٍ رُوّادُ

والشامُ تصرخُ والجراحُ نوازفٌ

والديــــــنُ نادى والأحبِّة نادوا

يا عُرْبُ منْ للشامِ حين يسومها

ذلاًّ ويُلهـــــبُ ظهرَها الجلادُ

يا عُرْبُ منْ للشام حين يسوسها

رجسٌ دعائمُ دينِه الإلحادُ

سائِلْ دمشقَ وسلْ حماةَ وقل لها

ما للبيــــــــــوتِ حرائقٌ ورمادُ

سلْ حمصَ سلْ درعا وسلْ أريافَها

ما جـــــــــاءهُ الشبيحةُ الأوغادُ

ماذا جنى طفلٌ ليُذْبَح حلمُه

وإلى مجاهيـــــــلِ السجونِ يُقادُ

من ذاك يغتالُ البراءةَ والندى

وحشٌ لحلمِ طفولتي صيَّادُ

يا شامُ صبراً إنه الفجرُ الذي

فـــــــي الأفقِ بادٍ نورهُ الوقَّادُ

يا شام قد سَقَطَ الطغاةُ وإنها

حريــــــــةٌ وبشامِنا الميلادُ

أبلغْ فلولَ الرفضِ أنا معْشَرٌ

عنــْــــدَ الكريهةِ والوغى آسادُ

شهدتْ لنا ساحُ الكفاحِ مكارماً

والدهرُ يشْهَدُ والورى أَشْهادُ

ولنا كتابُ اللهِ نهجٌ واضحٌ

والسنــَّـــــة الغرا هدىً ورشادُ

ولنا أبوبكـــــــرٍ وفاروقٌ وعثــــــــــــــــــــــمانٌ علـــــــــــــــيٌ كلهمْ أوتادُ

والآلُ والصحبُ الكرامُ نجلُّهمْ

ونحبــُّــــــــهمْ وهمُ همُ الأسْيادُ

ولنا الفوارسُ من جنودِ محمدٍ

ولنـــــــــا لنا الطيَّارُ والمِقْدادُ

ولكمْ أنُوشَرْوانَ يُشْعِلُ نارَه

قـــــدْ ضَلَّ منْ للنارِ همْ عبَّادُ

أورادُكُمْ بِدَعُ القصيدِ وكفرُهُ

والوحْيُ إنْ يُتْلَى لنا أَوْرَادُ

آياتكمْ ضلَّلكـــمْ ما مِنْهُمُ

إلا لليلــــــــــــةِ متعـــــةٍ قوَّادُ

والحقُّ أبلجُ ليس يخفى نورُه

لا لنْ يضلَّ سبيلهُ القُصَّادُ

بشَّارُ أبشرْ قدْ أتتكَ خيولُنا

لتدكَّ عرشَكَ والفوارسُ عادوا

عادوا كعصفِ الريحِ زلزلةً لها

في الأرضِ وقعٌ والسما إرْعادُ

عادوا على صوتِ الأذانِ بلالهم

روحُ الشهيدِ وحمزةٌ وجهادُ

بشار أبشرْ قد حفرنا قبرَكم

ولنا بيومِ سقوطِكمْ ميعادُ

وأرى خبيثَ غراسِكُمْ قدْ أينعتْ

وأنا لخبثِ غراسِكُمْ حصَّادُ

يا قاتلي الأحرارِ هلْ نُبِّئْتُمُوا

أنَّ المشانقَ شوقها يزدادُ

وحبالها قد أخبرتني أنها

لرقابكم قد حنَّت الأَعْوادُ

غضب الإله جزاؤكم فلتهنئوا

وجهنم قسما هي المرصادُ

وغدا ستلعنكم حروف قصائدي

وبلعنــــكم دوما يسيل مدادُ

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص