أهمية الصلح في مركز ابن عبيدالله السقاف

حضرموت اليوم / سيئون / خاص

الصلح... ذكره الله في مواضع عديدة من كتابه الكريم و حث عليه وقاعدته الشرعية أن لا يحلل حرماً ويحرم حلالاً وعلى هذا علمنا وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , و في المجتمع الحضرمي كان الصلح سمة واضحة ونادراً ما يلجأ أحدهم إلى القضاء بل أن أحد القضاة مكث عدة سنوات في مدينة كبيرة لم تنتهي إليه أية قضية أو خصوم مما دعاه الأمر إلى أن يطلب من السلطان أن يعفيه من وظيفته لعدم الحاجة إلى وجوده .

 

كانت القيم هي المصدر الأول والأوحد للتربية والتعليم والثقافة وعليه تكونت الشخصية من تلك الأوعية النقية لذا فقد كانت في الغالب رادعة للأهواء والخلافات وقريبة إلى سمو الفكر و السلوك , وفي غياب غالبية ذلك مؤخراً وكثرة تعدد مصادر الثقافة الخارجية خرجت الأمور عن ضوابطها وقيمها الرفيعة عن واقعها في هذا الشأن الذي أصبح بعض المجتمع يقترب في ذلك مع بعض المجتمعات العالم الغارقة في الحياة و الخلافات المادية المتشعبة .

 

الأستاذ مختار بن عبدالرحمن بن قاضي محامي ومستشار قانوني ومن أسرة عريقة عرفت بالقضاء وخدمة المجتمع و إصلاح ذات البين منذ عقود طويلة , ومن خلال هذا الإرث وهذه الخبرة وقف الأستاذ مختار بن قاضي عن قرب على الكثير الظواهر والمتغيرات الطارئة على المجتمع وناشد الجميع بأهمية تدارك الأوضاع والسيطرة عليها ما أمكن .

 

كان ذلك في محاضرة ألقاها في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بعنوان( الصلح وأهميته الشرعية والاجتماعية ) وفي محاور المحاضرة الهامة جال الأستاذ مختار بن قاضي في تعريف الصلح لغة وشرعاَ وقانوناً وقد ركز على الأهمية الشرعية والاجتماعية للصلح وعرج على نشؤ الصلح وأركانه ومواضعه وشروط المتصالحين وأهليتهم ثم الواقع العملي للصلح الماثل في يومنا هذا وقد خلص المحاضر و الحضور من خلال التعقيبات والمداخلات إلى العديد من التوصيات الهامة منها بث التوعية وأهمية نشر ثقافة الصلح في كافة أوساط المجتمع وحث الخطباء والدعاة لبذل جهودهم في ذلك , الاهتمام وتزكية المصلحين والاهتمام بهم وتسهيل مهماتهم كما أكد على أهمية توعية الخصوم بالحقوق والواجبات الشرعية والقانونية وحثهم على التصالح بما لا يحرم حلالاً ولا يحلل حراماً , كما أفرد المحاضر حيزا كبيرا من محاضرته على أهمية العلماء و استفتائهم فيما يجب من الأمور الشرعية على وجه الخصوص ,كما أكد المحاضر على أن الصلح هو من أهم مقومات الحياة وترسيخ السلم واستقرار مسار الحياة الطبيعية والحفاظ على لحمة المجتمع وقوته .

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص