ورحل ( وجه الغفاري) سالم زين باحميد

حضرموت اليوم / سيئون / سليمان مطران

• الحق أقول :

لا ادري كيف ابدأ .. وبما انتهى .. وقت أن اسطر كلمات للسلام أحرفها أغصان زيتون .. شعور ينتابني كلما هممتُ أن أقابله جسدا وروحا متحركة متعطشة متفتحة مقبلة غير مدبرة للحياة وللناس البسطاء ذلك هو الأديب الكبير / سالم زين باحميد وكيف لي أن اكتب وقد غادرت قطرات الندى الصباحية كلمات السلام ، وذبلت وجفت أغصان الزيتون لكنها قدرة الله إذا قال لشيءٍ كن فيكون .

• الحق أقول :

كل يوم نودع مفكر ومُحسن وأديب وباحث وشاعر ومبدع .. حسن ابن عبيد الله .. ابوبكر بن شيخ الكاف .. صالح بن على الحامد .. علي احمد باكثير .. عبدالقادر محمد الصبان .. مستور سليمان حمادي .. حداد حسن الكاف .. وغيرهم كُثُر .. غير أننا لا نستقبل احد .. هل أجدبت أرض الاحقاف ؟ ولم تعد تنبتُ إلا ما يزرعه أهلها ويحصدون ما يزرعون !؟ هل سأل القائمون على الفكر والثقافة والأدب أنفسهم ذلك السؤال وأظن أن أحدا لم يفكر فيه !؟

إنني ابحثُ .. وغيري كثير .. عما أنتجته سنوات ما بعد التسعين سوى ضمور الفكر ،، وبرمجته لينتج للأجيال وهم الزعيم الأوحد .. والملهم الأوحد .. والمفكر الأوحد .. وهذه أجيالنا تحصد ما زرعه الأحياء الميتون من السياسيين و المفكرين والمثقفين وحاملي المباخر بعد أن توارى النزهاء من المشهد قسرا متعمدا وإهمالا ممنهجا .. كثيرهم قضى نحبه ، لكنهم لم يبدلوا جلودهم وبقوا في قلوب البسطاء من الناس أحياء وهم ميتون وقليلهم ينتظرون ..

• الحق أقول :

أن من يقرأ ما كتبه الميتون الأحياء من اجل الإنسان والأوطان يشعر أن لهم رسالة ونشهد أنهم بلغوها .. إقرأوا معي أنموذجا مما قاله الأديب / سالم زين باحميد رحمة الله عليه :

جهلٌُ .. وتفرقةٌ تُمزقُنـــــا

فقرٌ .. وإذلالٌ يُؤرُقنـــــا

حتى أطل الفجرُ في بلـــدي

وتهاوت الأصنامُ في وطني

في قريتي علمٌ وفي مُدُنـــي

• اليوم ستكتب بعض أقلام الأدباء والمثقفين واجب العزاء عن رحيل هذا الأديب ! وعن خسارة الوطن ! وعن مآثره وآثاره بينما بالأمس لن يسمع هو ولم نسمع نحن لأصواتهم حساً ولا همسا .. وكأن (أبو نزار) مجهول الهوية الوطنية والأدبية طيلة 52عاما من عمره الأدبي .

اّ اّ ه .. أبا نزار.. عفواك ..

أن نطق الصامتون

واعتذر المتزلفون ..

وكرمك التائهون ..

فأنت دائما المنتصر

وهم المهزومون

آه .. ابا نزار .. عفواك ..

أن غادرت كلماتي محطات التناول الأدبي الرصين الذي اقتبسته منك ، وتوارت خجلا أمام قامتك وهامتك الأدبية .. وضاعت أحرفها بين أيام وأشهر وسنوات لقاءاتي بك ومعك منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى قبل رحيلك بأسابيع معدودات فكما عرفتك ..

مُهابا حيا وميتا بقوة أخلاقك وخلقك ..

بجاذبية تواضعك ، وبياض يدك ..

مُهابا بشرفك وعزة نفسك..

عذرا .. حضرموت الفتن والفوضوية .. ها أنتي اليوم تودعين احد هاماتك الأدبية والثقافية والاجتماعية الأديب / سالم زين باحميد .. ويا لمفارقات الزمن .. وما أشبه الليلة بالبارحة والأمس باليوم .. بالأمس وهو في السابعة من عمره نزح مع والده وأفراد أسرته من قريته مدودة الي مدينة سيؤن بسبب نكبة مدمرة ( حسب وصفه) اذ نشب فيها قتال عنيف وقد عاشت القرية في رعب وقلق وخوف كان ذلك عام 1361 هـ وها هو اليوم في عام 1433هـ ينزح عن الدنيا كلها والوطن كله يعيش حالة رعب وقلق وخوف ... فهل نُنعيه ؟؟ أم

نُنعي وطن ؟؟؟؟؟؟

• قبل العزاء :

لقد دأبت صحيفة سيؤن الصادرة عن التجمع اليمني للإصلاح فرع سيؤن على إفراد نصف صفحة بعنوان (حديث الذكريات) صال وجال فيها القراء وتعرفوا على محطات هامة وكثيرة في حياة الأديب الشاعر / سالم زين ولهم كل الشكر غير أنني أضع على طاولة هيئة تحريرها مقترح إعادة طباعة تلك الذكريات وإخراجها في كتيب يقدم في أربعينية الفقيد وهو عزاؤنا .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص