إلى روح الأديب الفقيد الشاعر : سالم زين باحميد كلمات د. سعيد عمر بن دحباج

نجري بميدان الحياة مع الردى

فرسي رهان أُسرجــــا لسبــــــــاقِ

الكــل يذهب غير وجه مليكنــــا

والكل يفـــــــنى والمهيمــن باقــي

لا تشفقنَّ على ســــواك إذا نُعِي

فلأنــــــــت أنــت أحقُّ بالإشفــاقِ

إن كنت باكٍ فابك نفسـك وانعها

رحل الصحاب وأنت رَكْبُ لحـاق

واكرعْ لذاذات الحيـاة فليس منْ

كأس المنيـــِّـة حافـــــظٌ أو واقـــي

واهنأ بساعــــات الوصال فإنمـا

عهد الوصــــــــــــال مآلــه لفراق

لا فرق في حكم القضاء إذا أتى

بين الغنــــــــــيِّ وبين ذي إمـــلاق

بالله ما يغنـــــي القريض وقوله

أو إن جرى قلمـــي علـــى أوراقي

أنا موثق في القيد يرقـــب نحبه

بالله مــــــــــن يَسْطِيــــعُ فك وثاقي

وإذا دعا داعي المنية هـل تـرى

يُرجى طبيــــــــــب حاذق أو راقـي

أأبا نــــــــــــزارٍ والحنايا لوعة

تبكيــــــــك من فرط المصاب مآقـي

بكت السماء لمقدم الجثمــان وانــ

ــــتحبت مدودة فالدمـــــــوع سواقي

حلو الشمائل والخصال جميلهــــا

عَفُّ الضميـــــــــــر مهذَّب الأخلاق

صحب الزمان على الوقار فَجَلَّ أن

يرضى بخطـــــــــــــة ضيعةٍ ونفاق

وأَنِفْتَ عن درب السواء تحــــــولاً

أو ان تــُـــــــــــرى بوقا من الأبواق

ما غيرتك نوازع الأهـــــواء والــ

ـمسخُ الكئيبُ وجَـــــــــورُ عهدِ رفاق

والمعضـــــــــلات يفكُّ عقدة حلها

ويجيء منه الرأي كالتريــــــــــــــاق

والمِرْبَـــــــــدُ المشهود يذكر شاعراً

غنى بعـــــــــــزِّة شامنـــــــــا وعراق

وبوحـــــــــدة اليمن السعيد تردَّدتْ

أشعاره فـــــــي سائــــــــــــــر الآفاق

للقدس كــــــــــم غنى وقال قصيدة

ومدادهــــــــــا من قلبــــــــــه الخفَّاق

شــــِـــــــدْتَ البناء على أساسٍ ثابتٍ

وغرست غرســــــــــــاً طيب الأعراق

ما مات مثلـــــــــــك من بَنُوهُ مشاعلٌ

للعلــــم ضمـُّـــــــــــــوا أحسن الأخلاق

ودُّوا فــــــــــــداك بكل ما ملكت يدٌ

لو أنهــــــــمْ وضعــــــوك في الأحداق

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص