أفكار الرفاق ..(( دعوة الآباء للقرب من الأبناء ))

حضرموت اليوم / بقلم الأستاذ : أحمد بايمين

 كان طفلا صغيرا جميلا في قرية صغيرة معدودة الصبيان و الديار اسمه فادي لا يبارح البيت كثيرا و في المساء يأوي قبل الغروب ، حتى المسجد ليلا لا يدعه أبوه يذهب !! خائفا عليه من الذئاب .

 

كانت أمه عظيمة تعلمه القرآن في البيت و تذاكر له الدروس و أبوه ذو شهرة و مال مشغول ، يسكن الجميع في قصر بالناحية الجنوبية المطلة على نهر صناعي تمر به السفن الصغيرة .

 

ترعرع الطفل بين حارات هذه البيوت تغمره بيئة إيمانية في البيت و عاطفة من الأدعية تحميه و هو خارج عنه ، في المدرسة شد انتباه المعلمين نباهة و خلقا و خلقا – حصل على المراتب الأولى – كان الأب يرى فيه مفتاحا لمستقبل جميل و سعيد ، يتمتم الأب بكلمات تامات ناظرا لابنه قائلا في نفسه ، سأبذل كل جهدي حتى تكون سعيدا ، لاحظ الابن أباه ، فأدرك انه يدعو له فقال الابن : آمين سأجعلكما أسعد أبوين في العلم كل العالم .

صار فادي شابا دون العشرين – ترك البيت نظام البيت ، صار  له أصحاب يلعب معهم و ربما أقاما معهم المدد الطوال يمضغ أحاديثهم حتى استمرأها و بدأ يدخل البيت متأخرا .

 

 لاحظت إلام تغييرا طرأ على حياة ابنها .

الأم : الحق ابننا إنني خائفة عليه من الشارع .

الأب : قللي من مخاوفك لابد أن يكون له في هذا السن أصدقاء .

الأم – تتمتم – لو تعلم مدى خوفي لعذرتني . طلق فادي حياته الأولى و بدأ يسأل أمه ؟أسئلة غريبة استهان بثقافة أمه و شكك في حقيقة ثواب أفعالها .

زادت حيرة الأم أبانت لزوجها مستجدات تحدث لابنهما .

 

الأب : أنا مشغول تصرفي معه بما ترينه مناسبا و قد يكون خوفك مجرد هواجس و ستزول ، كون له عصبة من الذين آمنوا ... انعزل الابن عن أبويه و صار يغلق عليه غرفته و أحيانا تسمعه الأم يقرأ القرآن .

دخل الابن في صراع مع نفسه و ما يعتقده من الإيمان بالحلال و الحرام و يسأل نفسه ساعة ، أيهما الحرام ما يقوله  الرفاق أم ما تقوله المسكينة  أمي .

سأترك الجميع و أكذب الجميع ، ولابد من  أن أفتش عن الصواب بنفسي .

الأب : ألم تطلع نتيجة فادي بعد في المدرسة ؟

الأم : (( غمر عينيها الدمع )) فأسكتها برهة ، ثم قالت : لم يعد فادي يذهب للمدرسة  من شهر و لابد انه راسب 0

 

الأب : انتفض من مجلسه  قائما –تطايرت من حضنه بقايا أوراق خضراء – أخذت الزوجة تلملم هذه الأوراق قد تبادر إليها أنها مهمة بالنسبة له .

الأب: ما تقولين يا امرأة ، يصرخ الأب فادي فادي  فااااااااادي – لم يرد عليه –

دخل الأب غرفة ابنه يسأله عن سبب غيابه و رسوبه المحتمل 0

رد الولد الوديع  - صغيرا – و تجرأ على إسماعه ما لم يكن يتوقع أن يسمعه من ابنه ( أمل الحاضر و أمل المستقبل ).

 

الأب من قال لك هذا الكلام و كيف آمنت بهذه الأفكار0

الأم : الشارع كله من تأخره في الشارع .

الابن : يدافع عن رفاقه و تزداد ألفاظه قسوة و سوء أدب على أبويه  ، علا الصياح و الصراخ البيت الآمن المؤمن من قبل ، و لم يتحمل الأب ما يسمع و ما يرى فإذا به يصدر ألفاظا ما تمنى و لا ظن  أن تخرج من فيه يوما : برع  برع   اخرج  برع 0

حمل فادي نفسه و خرج ... سقطت الأم مغشيا عليها.

وتستمر الحكاية   000خواطر نفس أين تذهبون بنا 0

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص